الأمن السوري يضبط شحنة مخدرات قادمة من الجانب اللبناني في سرغايا بريف دمشق

logo
العالم العربي

إسرائيل والمواجهة المفتوحة.. "رسائل القوة" تصل إلى العمق السوري

إسرائيل والمواجهة المفتوحة.. "رسائل القوة" تصل إلى العمق السوري
قوات إسرائيلية في جنوب سورياالمصدر: رويترز
23 مارس 2025، 8:14 ص

تباينت آراء الخبراء حول دلالات الغارات الإسرائيلية الأخيرة على قاعدتي تدمر والتيفور في سوريا، حيث اعتبر بعضهم أن هذه الهجمات تأتي في إطار استراتيجية إسرائيلية مستمرة تستهدف تقويض أي احتمال للتواجد الإيراني في سوريا من خلال توجيه ضربات استباقية لمنشآت عسكرية حساسة.

بينما رأى آخرون أن الغارات تحمل رسائل سياسية موجهة إلى الإدارة السورية الجديدة، تعكس رغبة إسرائيل في ترسيم قواعد اشتباك تتيح لها استهداف أي موقع تشعر بأنه يشكل تهديدًا، بغض النظر عن موقعه أو طبيعته.

أخبار ذات علاقة

ويتكوف: الشرع تغير وتطبيع لبنان وسوريا مع إسرائيل أصبح احتمالاً حقيقياً

وتأتي هذه التطورات وسط مشهد إقليمي معقد يشهد تصعيدًا عسكريًّا متزايدًا؛ ما يطرح تساؤلات حول أهداف إسرائيل طويلة المدى من هذه العمليات المتكررة.

في هذا السياق، قال الباحث العسكري منير أديب، إن الاعتداءات التي نفذها الجيش الإسرائيلي مؤخرًا على قاعدتي تدمر ومطار التيفور تأتي في سياق أن سوريا أصبحت منتهكة، وإسرائيل تفعل ما تريد وتشاء، ويمكن الربط بين هذه الاعتداءات وما صرّح به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما قال: "نحن سوف نعيد رسم خرائط الشرق الأوسط من جديد".

وأضاف أديب لـ"إرم نيوز" أن وصول هذه القيادة الجديدة في سوريا ليس بعيدًا عن هذه الخرائط التي رسمتها إسرائيل لمنطقة الشرق الأوسط، خرائط أزاحت بها نظامًا سياسيًّا وأتت بنظام سياسي آخر يبدو بالنسبة لإسرائيل مقبولًا، لأنها تعلم وتدرك أن هذا النظام لن يستطيع الرد عليها، سواء على مستوى القوة العسكرية أو حتى على مستوى التصريحات.

وأوضح أن هذا كان واضحًا بصورة كبيرة من الهجمات التي قامت بها إسرائيل بعد سقوط النظام السوري وضربها لمخازن أسلحة الجيش السوري في الداخل السوري دون أي إدانة، وما يحدث الآن من اعتداءات إسرائيلية على الأراضي السورية يندرج في سياق الاعتداءات الطبيعية التي كان وما زال يقوم بها الجيش الإسرائيلي في المنطقة.

وأشار إلى أن ما تقوم به إسرائيل من هجمات على مواقع سورية ليس ضد الجيش السوري الجديد، بل ضد الشعب السوري، الذي عانى الكثير فوق معاناته منذ سقوط النظام، ولعل أفظع ما عاناه كان في "يوم الجمعة السوداء" في الساحل السوري.

وذكر أنه لا توجد رسائل بالمعنى التقليدي للرسائل، لأن الرسائل عادةً ما تحدث بين "المتناظرين"، أي بين قوتين كبريين، وهذا قد يندرج لو كانت سوريا دولة كبيرة وقوية بنظامها السياسي والعسكري والاقتصادي، حينها ستكون هناك رسائل واضحة. لكن الآن، ما يحدث هو ضربات متسقة مع ما قامت به إسرائيل في السابق، فلا رسائل سوى تنفيذ أهدافها من خلال تلك العمليات الأخيرة.

في المقابل، يرى المتخصص في الشؤون العسكرية عارف علي أن الهجمات الإسرائيلية على قاعدتي تدمر والتيفور تأتي في سياق الاستراتيجية الإسرائيلية المستمرة لضرب أي نفوذ محتمل لإيران داخل الأراضي السورية.

وأوضح في حديثه لـ"إرم نيوز" أن قاعدة التيفور العسكرية تُعتبر أحد أهم المواقع الاستراتيجية؛ ما يجعلها هدفًا دائمًا لإسرائيل، التي لا تتهاون مع أي تحركات عسكرية على الأرض السورية تراها تشكل تهديدًا لأمنها، مهما كانت طبيعة تلك التحركات أو نطاقها.

وأضاف أن إسرائيل، من خلال هذه الغارات، توجه رسالة صريحة إلى الإدارة السورية بأنها لن تتردد في استهداف أي منشأة عسكرية أو تحرك تراه خطرًا، حتى لو كان بعيدًا عن مناطق التماس المباشر. هذا النهج الإسرائيلي يهدف إلى فرض قواعد اشتباك جديدة تقوم على ضربات استباقية ومتكررة في العمق السوري، وليس فقط في المناطق الحدودية.

وبيّن أن استهداف تلك المواقع يشير إلى أن دائرة الأهداف الإسرائيلية تشمل مناطق استراتيجية متعددة، ما يعني توسيع نطاق العمليات العسكرية ليشمل البنية التحتية العسكرية السورية. وفي ظل الغارات المتكررة على المطارات والقواعد العسكرية، تُظهر إسرائيل أنها ماضية في التصعيد كلما استشعرت أي تغيير قد يؤثر في أمنها الإقليمي.

هذا التصعيد يهدف إلى إعادة ترسيم خطوط الردع والتأكيد  أن السيادة السورية ليست فوق المحاسبة، إذا تداخلت مع أجندات عسكرية معادية لإسرائيل.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات