عاجل

وسائل إعلام: رشقة صاروخية جديدة من جنوب لبنان تجاه الجليل الأعلى 

logo
العالم العربي

ماذا بعد اغتيال هنية و "كاتم أسرار" نصر الله؟

ماذا بعد اغتيال هنية و "كاتم أسرار" نصر الله؟
اسماعيل هنية برفقة الرئيس الإيراني الجديد في صورة جماعيةالمصدر: GETTY
31 يوليو 2024، 8:44 ص

خلال أقل من اثنتي عشرة ساعة فقط، نفذت إسرائيل ضربتين موجعتين لكل من حركة حماس وحزب الله، وأحرجت هيبة إيران من جديد.

 مساء أمس اغتالت الرجل الثاني في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت. وصباح اليوم اغتالت رئيس المكتب السياسي في حركة حماس إسماعيل هنية في طهران.

اعترفت إسرائيل سريعًا باستهداف فؤاد شكر، واعتبرت العملية ردًّا على "مجزرة" مجدل شمس، وقالت إن الأمر انتهى هنا، وأنها لا ترغب في التصعيد والذهاب إلى حرب شاملة مع حزب الله، فيما لم يصدر سوى بيان مقتضب من التنظيم حتى الآن أكد فيه وجود فؤاد شكر في المبنى المستهدف عصر أمس، وأنه "ما زال بانتظار النتيجة التي سيصل إليها المعنيون في هذه العملية فيما ‏يتعلق بمصير فؤاد شكر ومواطنين آخرين في هذا المكان، ليبنى على الشيء مقتضاه"وفقًا للبيان.‏

بالمقابل، لم تعترف إسرائيل بمسؤوليتها عن اغتيال إسماعيل هنية حتى الآن، وطلب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من وزراء حكومته عدم التعليق على الحادثة. 

أخبار ذات علاقة

وكالة إيرانية تكشف تفاصيل جديدة عن اغتيال هنية

 

من المؤكد أن ما بعد الحادثتين لن يكون كما قبلهما، رغم أن إسرائيل حاولت الظهور بمظهر غير الراغب بالتصعيد والانجرار إلى حرب أوسع. فإنها من حيث تدري ويريد رئيس وزرائها، وسعت ساحة المعركة المقبلة لتشمل حماس وحزب الله وإيران، وربما وحّدت هذه الساحات كما يكرر أطراف "المحور" في كل مناسبة. فحماس معنية بالرد على هذا الاستهداف الخطير لرئيس مكتبها السياسي ميدانيًّا عبر عملياتها ضد القوات الإسرائيلية الموجودة في غزة من جهة، وتصعيد المواجهة في الضفة الغربية عبر أذرعها هناك. ولكن الأهم من كل ذلك أن "حماس" ستعلن غالبًا عن وقف مفاوضات تبادل الأسرى مع إسرائيل، وستحاول الضغط على نتنياهو ربما في هذا الملف عبر بث رسائل من بعض الرهائن لزيادة الضغط شعبيًّا عليه. 

في الجبهة الشمالية، يبدو حزب الله على وشك الرد على الهجوم الإسرائيلي الموجع، وهو أكد قبيل عملية الاستهداف أنه سيرد على أي هجوم إسرائيلي.

 وفقًا للعديد من القراءات ستتخذ الأمور منحى جديدًا في طبيعة المواجهة بين حزب الله وإسرائيل عقب هذا الاستهداف، فالرد على غارة حارة حريك حتمي من وجهة نظر الحزب، لأنه يأتي خارج الدور الذي يقوم به حزب الله "كجبهة إسناد" في جنوب لبنان، وعليه فإن الرد سيكون في العمق الإسرائيلي، خاصة وأن حزب الله الذي أكد عدم مسؤوليته عن عملية مجدل شمس في الجولان المحتل، لديه بنك أهداف، وسيتم اختيار الهدف المناسب للرد على غارة الضاحية الجنوبية، ما يعني الذهاب نحو تصعيد أكبر ومواجهة مفتوحة لا أحد يعرف كيف ستتدحرج بعد غارة الضاحية الجنوبية، التي يرى البعض أنها أعطت حزب الله هامشًا أوسع من الحرية للرد على الاستهداف الذي طال عمق الضاحية الجنوبية لبيروت التي تعد معقلاً للحزب.

كان يمكن أن تكون إيران عامل تهدئة وضغط على حزب الله، عبر الطلب إليه بتنفيذ رد متناسب لا يجرها والمنطقة إلى حرب شاملة، إلا أن ما حصل اليوم جاء كصفعة قوية لطهران التي تمثل عملية اغتيال "ضيفها" إسماعيل هنية في ليلة تنصيب رئيسها أكبر إحراج لهيبتها وسيادتها، يفوق ما حصل في قنصليتها بدمشق في الأول من أبريل/ نيسان الماضي.

اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بمقر المرشد الأعلى بحضور كبار قادة الحرس الثوري -في ساعة مبكرة من صباح اليوم- لمناقشة اغتيال هنية، هو مؤشر على أن ثمة ردًّا يُدرس، إذ نقلت وكالة رويترز أن أعلى هيئة أمنية في إيران ستقرر إستراتيجية الرد على هذه العملية.

من هنا يبدو أن الأحداث آخذة في التدحرج بالفعل، لكن ليس إلى حرب شاملة لا يريدها أحد، سواء من الأطراف المتحاربة أو دول الإقليم وبالأخص الولايات المتحدة المشغولة بانتخاباتها. وعليه يمكن أن يكون سيناريو الرد بالتزامن والتنسيق بين الجبهات الثلاث (حماس وحزب الله وإيران)، وغالبًا ما سيكون الرد عبر قصف بالصواريخ على نقاط عسكرية إسرائيلية كما جرى خلال رد إيران السابق على استهداف قنصليتها. 

أخبار ذات علاقة

خامنئي: إسرائيل مهدت الطريق لـ "عقوبة قاسية"

 

قد يعيد التاريخ القريب نفسه، وربما نشهد خلال أيام مئات المسيرات الإيرانية في طريقها إلى إسرائيل، فيما يطلق حزب الله صواريخه ومسيراته على نقاط عسكرية تسبب بعض الوجع "الذي يمكن تحمله" من قبل إسرائيل، وتنفذ "حماس" بالتزامن إطلاقًا لرشقات من الصواريخ وعمليات قنص واستهداف للجنود الإسرائيليين.

بالمقابل، ستتدخل الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا لصد هجوم الصواريخ والمسيّرات الإيرانية كما حصل في آخر مرة، وقد يهرب صاروخ أو اثنان نحو إحدى القواعد، إلا أن الأمر سيبقى في نطاق "المقبول" بالنسبة لإسرائيل، لتنتهي الأمور إلى النتيجة نفسها. إذ تستمر إسرائيل في اختيار أهدافها بعناية، ويرد "المحور" بما يحفظ الحد الأدنى من "ماء الوجه".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC