المعارضة الإسرائيلية تهدد بإضراب عام إذا تحدى نتانياهو المحكمة العليا حول إقالة رئيس الشاباك
أثارت التوترات التي شهدتها مدينة البوكمال السورية، الواقعة على الحدود مع العراق، مخاوف من تداعيات محتملة، قد تنسحب إلى الجانب العراقي، الذي يعاني من مشكلات أمنية، وتغلغل للفصائل المسلحة في مختلف القطاعات.
وبدأت الأحداث عندما استنفر أبناء قبيلة "العقيدات" الممتدة على الجانبين السوري والعراقي، ضد الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران، التي تسيطر على المنطقة، خصوصاً "الفوج 47"، احتجاجاً على ممارسات الفصيل تجاههم، ضمن أحداث كبيرة شهدتها المدينة، وفق شهادات من أبنائها.
وكشفت الأحداث الأخيرة في مدينة البوكمال وريفها شرق دير الزور، عن تصاعد الغضب الشعبي تجاه الميليشيات المدعومة من إيران، خاصة بين العناصر المحلية المنتمية للعشائر.
ووفق مراقبين، ينبع هذا التوتر من تجاهل هذه الميليشيات للحساسيات العشائرية المتجذرة في المنطقة، حيث أدت تصرفات عناصر من "الفوج 47" إلى إثارة غضب عشائري كبير.
على الجانب العراقي، أفاد مصدر مطلع بأن "الفصائل المسلحة تلقت برقيات عاجلة تتعلق بالتطورات الأخيرة في مدينة البوكمال السورية"، مشيراً إلى أن "البرقيات تضمنت توجيهات بالاستعداد لأي طارئ قد ينجم عن هذه الأحداث، مع التركيز على تعزيز التنسيق الأمني على الحدود العراقية – السورية".
وأوضحت المصادر، لـ"إرم نيوز"، طالبة عدم الكشف عن هويتها، أن "التوجيهات جاءت في إطار التحسب لاحتمال امتداد التوترات إلى الداخل العراقي، خاصة في المناطق الحدودية، كما تم التأكيد على ضرورة مراقبة التحركات العسكرية في المنطقة، وعدم التعرض لأحد، ووقف جميع الأنشطة غير العسكرية، لتقليل وجود عناصرها بين المدنيين".
ومنذ طرد عناصر تنظيم داعش وسيطرة الفصائل المسلحة المقربة من إيران، على ريف دير الزور، والطريق الإستراتيجي "طهران- بيروت"، سعت هذه المليشيات إلى استمالة عشائر المنطقة بوسائل متعددة، منها التقرب من شيوخ العشائر وتقديم امتيازات مادية ومعنوية لجذبهم إلى صفوفها.
وتتمتع قبيلة العقيدات بوجود واسع في كل من العراق وسوريا، خاصة في منطقة دير الزور، وكذلك محافظة الأنبار والمناطق المحاذية للحدود السورية، إذ تشير المصادر التاريخية إلى أن هذه القبيلة لعبت دوراً بارزاً في الأحداث السياسية والاجتماعية في المنطقة.
ويعد الطريق البري الذي يربط بين طهران وبغداد ودمشق وبيروت مشروعاً إستراتيجيا تسعى إيران لتحقيقه منذ سنوات، بهدف تعزيز نفوذها الإقليمي وتأمين ممر بري يصلها بسواحل البحر الأبيض المتوسط.
ويمر هذا الطريق عبر العراق وسوريا، وصولًا إلى لبنان، ما يتيح لإيران التواصل المباشر مع حلفائها في المنطقة، خاصة حزب الله في لبنان.
وتدير الفصائل الموالية لإيران، مثل "حزب الله" والميليشيات العراقية، أجزاء من هذا الممر، وتستخدمه لنقل الأفراد والمعدات بين الدول المعنية، كما تشرف هذه الفصائل على تأمين الطريق وحماية القوافل التي تمر عبره، ما يعزز سيطرتها ونفوذها.
وعلى الدوام يواجه هذا الممر تحديات كبيرة، أبرزها الوجود العسكري الأمريكي، خاصة في قاعدة التنف السورية، كما تسعى دول مثل الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تعطيله لمنع تعزيز نفوذ إيران في المنطقة، لتأتي التوترات الأخيرة وتشكل مأزقا آخر أمام ما يُسمى "الحلم الإيراني".
بدوره، أكد الخبير في الشؤون الأمنية، رياض الجبوري، أن أحداث منطقة البوكمال السورية تشكل تهديدا مباشرا للأمن العراقي".
وأوضح الجبوري، لـ"إرم نيوز"، أن "البوكمال مدينة محاذية للحدود العراقية، وتربطها علاقات عشائرية وثيقة مع مناطق داخل العراق، وما يحدث هناك من نزاعات بين العشائر والميليشيات المدعومة من إيران قد يمتد تأثيره إلى الداخل العراقي، خاصة في ظل التداخل الاجتماعي والعشائري بين الجانبين".
وأشار إلى أن "الأحداث الأخيرة في البوكمال، وقبلها في دير الزور، تعكس وجود محاولات عشائرية جادة للحد من نفوذ إيران في المنطقة، وربما مع تسلم ترامب السلطة قد نشاهد تصاعداً في هذا الرفض".