بريطانيا: سنرفع القيود على قطاعات في سوريا منها الخدمات المالية وإنتاج الطاقة
يرى خبراء أن أحداث جرمانا الأخيرة، رغم كونها إشكالاً فردياً، قد استُغلت لتبرير تدخلات خارجية، إذ لوّح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالتدخل العسكري في سوريا تحت ذريعة حماية الدروز، وهو ما اعتبره العديد من المراقبين محاولة إسرائيلية لتوسيع نفوذها في المنطقة.
وتزامنت هذه التصريحات مع جهود إسرائيلية لتحويل الحادثة إلى ورقة ضغط على الحكومة السورية، في وقت تسعى فيه الأخيرة إلى ترسيخ سيادتها وبناء دولة قوية ومستقلة.
وأكد خبراء أن السويداء، باعتبارها جزءاً أصيلاً من النسيج السوري، ترفض أي تدخلات أجنبية تحت أي ذريعة، مشددين على أن استغلال الحوادث الداخلية لخدمة أجندات خارجية أمر غير مقبول.
ودعا الخبراء الإدارة السورية الجديدة إلى اتخاذ مواقف حازمة لرفض هذه التدخلات، والعمل على بناء دولة تشاركية تضم جميع مكونات الشعب السوري، بعيداً عن أي محاولات لفرض وصايات خارجية.
وأضافوا أن التصريحات الإسرائيلية لا تشكل تهديداً حقيقياً للدروز بقدر ما تعكس محاولة إسرائيلية لفتح جبهة جديدة لصالحها في المنطقة، مؤكدين أن الوحدة الوطنية السورية هي الأساس، وأن أي محاولة لفرض أجندات خارجية ستُواجه برفض شعبي واسع في السويداء ومختلف أنحاء سوريا.
وفي هذا السياق، قال مسؤول المكتب السياسي للمجلس العسكري للجنوب السوري، نجيب أبو فخر، إن الطائفة الدرزية جزء لا يتجزأ من الشعب السوري، مشدداً على ضرورة أن يكون الرد الرسمي على تصريحات نتنياهو واضحاً وحاسماً.
وأوضح أبو فخر، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن سياسة الدولة السورية القادمة تقوم على مبدأ "صفر مشاكل مع الجوار"، مضيفاً أن ما يصدر عن السياسيين الإسرائيليين، ولا سيما فيما يتعلق بالدروز، مرفوض تماماً، إذ يسعى نتنياهو لفرض مشروع الدولة اليهودية عبر خلق دويلات طائفية في المنطقة، وهو أمر غير مقبول.
وأضاف أن موقف الدروز واضح وثابت في دعم دولتهم الوطنية السورية التي تتسع لجميع أبنائها، مؤكداً أنهم يسعون إلى بناء دولة ديمقراطية تشاركية تحتضن جميع السوريين، بعيداً عن أي محاولات للتقسيم أو الهيمنة الخارجية.
وأشار إلى أن تصريحات نتنياهو ووزير دفاعه ليست سوى أوهام لا يمكن أن تتحقق على أرض الواقع، مؤكداً أن محاولات تخوين الدروز مرفوضة تماماً، وأن أي جهة تحاول الزج بهم في هذا السياق ستكون الخاسر الأكبر.
وأكد أن أبناء السويداء، كباراً وصغاراً، متمسكون بهويتهم الوطنية السورية، وأن أي مساس بهذا الأمر يُعدّ خطاً أحمر، مشدداً على أن سوريا ستكون دولة تعددية تشاركية لجميع مواطنيها، وليس للدروز فقط، بل لكل السوريين دون استثناء.
من جانبه، قال مصدر محلي من السويداء، فضّل عدم الكشف عن هويته، إن ما حدث في جرمانا كان إشكالاً فردياً لا ينبغي استخدامه كورقة ضغط سياسية أو تحويله إلى أزمة إقليمية.
وأضاف، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن إسرائيل تحاول استغلال هذه الحادثة لتبرير تهديداتها بالتدخل العسكري في سوريا تحت ذريعة حماية الدروز، إلا أن الهدف الحقيقي هو توسيع نفوذها وفرض أجنداتها في المنطقة.
وأكد المصدر أن السويداء ترفض أي تدخلات خارجية، سواء من إسرائيل أو أي طرف آخر، مشدداً على أن أبناء المحافظة لن يسمحوا بأن يتم استغلالهم لتبرير أي تدخل أجنبي في الشأن السوري.
وختم حديثه قائلاً: "إسرائيل تحاول توظيف الأحداث لصالحها، لكن موقفنا في السويداء واضح وثابت، فنحن نرفض أي تدخل خارجي، وندعم وحدة سوريا وسلامتها. يجب أن تكون الأولوية الآن لبناء دولة مستقرة وآمنة لجميع السوريين، دون السماح بتكرار أخطاء الماضي أو فتح المجال أمام تدخلات جديدة. وإذا كان هناك تهديد إسرائيلي، فإننا جميعاً سنقف في مواجهته، لأننا لن نسمح بإعادة إنتاج تاريخنا في خدمة أجندات خارجية".