تصاعدت وتيرة الدعوات الانفصالية في بعض المحافظات السورية الشمالية والجنوبية، ما يعكس زيادة التحديات التي تواجهها السلطات الجديدة في دمشق، التي تسعى للمحافظة على وحدة الأراضي السورية ومحاربة أي محاولات لتقسيم البلاد.
وفي خطوة تصعيدية جديدة للتوجهات الانفصالية لبعض الفصائل السورية المسلحة، أعلنت قوات "شيخ الجنوب" انضمامها إلى المجلس العسكري في السويداء، الذي أعلن عن تأسيسه الأسبوع الجاري في المحافظة ذات الغالبية الدرزية.
وقالت قوات شيخ الجنوب في تسجيل مصور إن انضمامها إلى مجلس السويداء العسكري يستهدف حماية المحافظة.
وقالت مصادر سياسية سورية إن حالة من عدم اليقين تسيطر على حقيقة مواقف الفصائل في محافظة السويداء بشأن العلاقة مع السلطات في دمشق.
وأكدت المصادر، لـ"إرم نيوز"، أن حالة الضبابية في مواقف الفصائل تعكس عدم وجود قرار موحد في المحافظة لطبيعة العلاقة مع سوريا الجديدة.
وكان إعلان مجموعة من العسكريين عن تشكيل "المجلس العسكري في السويداء"، قد أثار جدلًا كبيرًا، وذلك نظرًا لتزامنه تقريبًا مع تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طالب فيها بإخلاء الجنوب السوري من أي قوات عسكرية، وتعهّد بحماية الدروز في محافظة السويداء.
وبعد الإعلان عن تشكيله، قدم المجلس العسكري في محافظة السويداء، المحاذية للحدود الأردنية، عرضًا عسكريًّا مع إصداره بيانًا يحدد فيه أهدافه.
وفي وقت سابق، أعربت بعض المرجعيات السياسية السورية لـ"إرم نيوز" عن ريبتها من اكتفاء المرجع الأول للطائفة الدرزية بنفيه وجود أي علاقة بالمجلس العسكري المسلح، الذي شكلته مجموعة من الطائفة في السويداء، وأعلنت من خلاله ولاءها لدولة إسرائيل.
وتساءلت المصادر: كيف تملك مرجعية الطائفة والفصائل التابعة لها القدرة على معارضة بعض سياسات السلطة السورية الجديدة، فيما لا تستطيع مواجهة دعوات الانفصال التي بدأت تطلقها بعض الجماعات المسلحة في المحافظة، وتنتمي للطائفة الدرزية نفسها؟
وفي ظل هكذا وضع، بات المشهد في سوريا مرشحًا لمزيد من التوتر خلال الأيام المقبلة في حال عدم تحرك السلطات الجديدة لوضع حد لمثل هذه الدعوات الانفصالية حفاظًا على استقرار ووحدة الأراضي السورية.
