وزير الدفاع الأمريكي: الضربات على الحوثيين ستستمر لحين وقف إطلاق النار على السفن والأصول البحرية
بين عشية وضحاها، فقدت موسكو حليفها الأبرز في الشرق الأوسط، بعد انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد؛ وهو ما أثار تساؤلات كثيرة حول مستقبل التواجد الروسي في المنطقة، خصوصًا في ظل تصريحات الكرملين التي كان آخرها ما جاء على لسان المتحدث الرسمي ديمتري بيسكوف، بخصوص أولويات بلاده الحالية.
وأكد بيسكوف أن روسيا تحتفظ بعلاقات مع الأطراف المسيطرة على الأوضاع في سوريا، مشددًا على أن أمن القواعد الروسية والبعثات الدبلوماسية يمثل أولوية قصوى.
وأشار إلى أن الأولوية الحالية لروسيا ليست في سوريا بل في أوكرانيا، حيث تشهد المنطقة تصعيدًا عسكريًا متسارعًا، مضيفًا أن موسكو ما زالت تُجري حوارًا مع دول المنطقة لضمان الاستقرار، مؤكدًا أن العمليات العسكرية في أوكرانيا تتصدر جدول أعمال الكرملين.
يرى سيرجي ماركوف، المستشار السابق للرئيس فلاديمير بوتين، أن "انهيار النظام السوري لن يؤثر بشكل كبير على التواجد الروسي في الشرق الأوسط، خاصة في ظل وجود قاعدتين عسكريتين روسيتين هناك".
ومع ذلك، أشار في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن تركيز روسيا الحالي منصب بالكامل على تحقيق أهدافها في أوكرانيا، حيث أحرزت القوات الروسية تقدمًا ملموسًا على عدة جبهات.
وقال ماركوف إن "غياب الدعم الروسي الأخير للقوات السورية في مواجهة هيئة تحرير الشام يشير إلى إعادة ترتيب الأولويات".
وأضاف: "السياسات الاستراتيجية لموسكو تهدف إلى تحقيق مكاسب في أوكرانيا، لا سيما بعد استعادة مناطق استراتيجية داخل كورسك".
من جانبه، يرى مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، ديميتري بريجع، أن روسيا لن تتخلى عن نفوذها في الشرق الأوسط.
وأكد أن موسكو بدأت اتصالات غير مباشرة مع هيئة تحرير الشام والوسطاء لتحقيق توافقات في المصالح.
وأشار بريجع إلى احتمال وجود مقايضات سياسية قد تُفضي إلى تخفيف التواجد الروسي في سوريا مقابل تنازلات أمريكية بشأن الملف الأوكراني.
وأكد أن الدفاع عن المصالح الروسية في أوكرانيا يتواصل بلا هوادة، بما في ذلك استخدام أسلحة متطورة كرسائل ردع لحلف الناتو.
بحسب بريجع، فإن الحرب الروسية الأوكرانية، التي تقترب من عامها الثالث، قد تشهد تطورات كبيرة خلال الفترة المقبلة، خصوصًا مع احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ويرى أن ترامب، الذي يتحدث عن دور أمريكي أكبر في سوريا وأوكرانيا، يدرك أن استمرار الحرب سيكلف الولايات المتحدة ثمنًا باهظًا.
وأضاف أن الرئيس بوتين يسعى لتجنب الصدام المباشر مع ترامب، الذي قد يقدم حلولًا سياسية تسهم في خفض التصعيد.
واختتم بريجع تصريحاته بالتأكيد على أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار، مشددا على ضرورة خفض التصعيد، بمنع انضمام أوكرانيا إلى الناتو، وإنشاء منطقة عازلة بضمانات دولية، كخطوات أساسية لتسوية النزاعات.
