يضع الشارع اللبناني بمختلف الطوائف والطبقات من الجبل إلى الساحل، آمالاً كبيرة على الرئيس اللبناني المنتخب العماد جوزيف عون، في تحسين نسبي للأوضاع في لبنان.
ولدى اللبنانيين أمنيات تتعلق بتوفير الخدمات الصحية والتعليمية، والتعامل مع ارتفاع الأسعار وشبكات الفساد التي تصنع الكثير من الأزمات.
ورصد موقع "إرم نيوز" ردود فعل الشارع اللبناني مع انتخاب الرئيس الجديد، ووقف على أمنيات تحملها بيئات وأوساط لبنانية متنوعة ما بين صيدا الجنوبية، مروراً بالعاصمة بيروت، وصولاً إلى أقضية الشمال.
ويقول ياسين زهيري، الذي يعمل في شركة تجارية متخصصة بالإلكترونيات في بيروت، إن "هناك أملاً كبيراً في الرئيس عون من جانب المواطن، نظراً لما هو معروف عنه من تاريخ مشرف بالجيش من خلال سجله العسكري، والأهم أنه ليس محسوباً على تيار سياسي أو حزب معين، مع وقوفه على مسافة واحدة من الجميع".
وأوضح زهيري لـ"إرم نيوز"، أن "المواطنين يتذكرون قدرته على التعامل مع الأمن بأقل الإمكانيات، في وقت كان هناك تخبط في الداخل وعدوان إسرائيلي من الخارج؛ إذ حافظ كثيراً على عدم تردي الأوضاع والذهاب إلى حرب أهلية؛ وهذا كان ممكناً، لولا تعامله من خلال الجيش بشكل يحفظ الأمن الداخلي ويمنع إثارة النعرات الطائفية".
وأشار إلى أن "الشارع يطمح مع حكم عون بعودة الأمن والاستقرار الداخلي حتى يكون لذلك صدى خارجي يترتب عليه عودة دوران عجلة السياحة التي تفتح بيوت عشرات الآلاف من اللبنانيين في العاصمة والجنوب والجبل، من عامل المطار إلى سائق التاكسي، والفنادق، والعاملين في المطاعم والمتنزهات، ورواج الأسواق التجارية، خاصة مع قرب موسم الصيف الذي يقصد فيه العرب والأجانب لبنان".
فيما تأمل معلمة المدرسة جويل دبوس من منطقة جبيل الساحلية، في أن يكون العماد عون تعويضاً عن ما عانى منه لبنان وشعبه، لافتة إلى أن هذا الأمل نابع من أنه ليس متورطاً في قضايا فساد أو دم مثل رؤساء تولوا حكم لبنان في الماضي".
ولكنها عبرت عن مخاوفها من "تعرضه لضغوط أو عراقيل عندما يفتح ملف الفساد بكافة أشكاله، والذي سيغير حياة المواطن اللبناني إلى الأفضل 180 درجة، وهذا ما يتمناه اللبنانيون حتى ينعكس ذلك على نار الأسعار في ظل شبكات من (مافيا) تتحكم في الطعام والأسواق والخدمات".
وتابعت جويل لـ"إرم نيوز"، أن "مكافحة عون للفساد سيكون له أثر بتوفير فرص عمل والحصول على الخدمات الصحية والتعليمية التي تعتبر متاحة بالشكل المناسب للأثرياء فقط أما الموظفون ومحدودو الدخل، ينظرون إلى التعليم أو الخدمات الصحية بالمستشفيات على أنه نوع من الرفاهية".
وأردفت أن "المواطن اللبناني في وضع حالي لم يره من عاشوا في زمن الحرب الأهلية والعدوان الإسرائيلي، لذلك فهي أصعب مرحلة، والتعويل كبير على العماد عون".
وتحدث "ب . ع"، وهو سائق تاكسي من مدينة صيدا، عن سعادته بتطرق العماد عون في خطابه الأول من مجلس النواب إلى العمل على إصلاح القضاء، لافتاً إلى أنه من "أكثر المتضررين لفساد قاضٍ لحماية نفوذ عائلة كبيرة عملت على تسوية أراضي ومنازل كانت مملوكة لأسرته".
وقال في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن "وضعه الاجتماعي هو وأسرته كان ليصبح مختلفاً تماماً للأفضل، لولا تدخل قاضٍ لصالح أشخاص مقابل رشاوى لاستغلال نفوذه".
وتمنى اهتمام الدولة مع عهد الرئيس عون بقطاع التعليم الذي تراجع سواء من خلال عدم تواجد مدارس في المناطق كافة وأن يكون هناك رقابة من الحكومة على مصروفات المدارس، الأمر الذي يعوق عائلات كثيرة من إلحاق أبنائهم للدراسة.