عاجل

نائب الرئيس الفنزويلي: مرشح المعارضة في انتخابات الرئاسة غادر البلاد

logo
العالم العربي

جريح يداوي الجرحى.. "طبيب الفقراء" يكشف لـ "إرم نيوز" تفاصيل قاسية (صور)

جريح يداوي الجرحى.. "طبيب الفقراء" يكشف لـ "إرم نيوز" تفاصيل قاسية (صور)
07 مارس 2024، 12:25 م

رغم مصاب الفقد الأليم الذي طاله، كحال الغالبية في قطاع غزة، يصر الطبيب الفلسطيني محمد ظاهر، في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، على أن يقوم بما يستطيع ليخفف من آلام أبناء مجتمعه.

يروي ظاهر، في حديثه لـ"إرم نيوز" تفاصيل قاسية عن مئة وخمسين يومًا من القتل والدمار وآلاف الجرحى في القطاع.

وعن مصابه يقول "لقد فقدت ابنتي البكر واثنين من أحفادي قبل نحو شهرين في قصف إسرائيلي لمنزلنا. كنت قريبًا من البيت، وفجأة سمعت صوت قصف عنيف جدًا، وبدأت ألسنة الدخان تتصاعد من جهة المنطقة التي يوجد بها منزلي".



وأضاف ظاهر "تركت الأغراض واتجهت مسرعًا تجاه القصف وأنا لا أعرف أنه سيكون في منزلي، ولكني ذهبت لأحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه كالعادة، وعندما وصلت إلى هناك كانت الصدمة، فقد كان القصف بشكل مباشر للطابق العلوي للمنزل وهناك دمار هائل في المكان".

وتابع: "حاولت الصعود إلى الأعلى برفقة مجموعة من المسعفين لأجد ابنتي البكر صبا تعاني إصابة بليغة وتصارع الموت، واثنين من أحفادي قد استشهدا، فبدأت الحديث مع صبا بأنها ستكون بخير وأنني سأنقذها كما أنقذت المئات".

وأضاف: "كانت تقول لي في الطريق إلى المشفى (بابا بدنا نرجع على بلادنا)، فأكدت على كلامها، وما إن وصلنا المستشفى حتى فارقت الحياة ولفظت أنفاسها الأخيرة بين ذراعي".

"آخر الخارجين"

وتحدث الطبيب ظاهر، أو كما يلقبه أهالي مخيم جباليا "طبيب الفقراء"، عن مجريات الأحداث في مخيم جباليا قائلاً: "عندما طلب الجيش الإسرائيلي إخلاء مخيم جباليا والمناطق الشمالية للقطاع، قطعت عهدًا على نفسي أن أكون آخر الخارجين من المخيم. لا يمكنني أن أخذل آلاف المرضى والجرحى الذين يتأملون بي خيرًا".

وأضاف "عشنا وما زلنا نعيش أيامًا قاسية، فقد رأينا أبشع المشاهد لجرحى وشهداء بفعل القصف الإسرائيلي العنيف ومجازر الإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق المدنيين، آلاف المشاهد التي تدمي القلب لدموع واستغاثات ودماء تسيل من كل مكان".

وأشار إلى الظروف التي تواجهها الكوادر الطبية فقال "كنت ومعي زملائي في قسم العناية المكثفة نهتم فقط بالحالات الحرجة التي تحتاج إلى تدخلات كبيرة. كنا نشعر بالنصر عندما نستطيع إنقاذ حياة شخص كان على بعد لحظات من الموت، ونبكي كالأطفال على محاولات فشلنا في إنقاذ حياة آخرين".



وعن أكثر المواقف القاسية التي تعرّض لها قال الطبيب ظاهر: "كان من بين الإصابات أم تمسك بطفلها بين أحضانها بكل قوة وهي مصابة إصابة بليغة جدًا وطفلها مصاب بجروح".

وتابع "كنّا نحاول أن نفلت الطفل من بين ذراعيها دون جدوى، إلى أن توفيت بعد لحظات من وصولها، وبالكاد استطعنا أن نفلت الطفل ونبدأ بعلاجه".



وأكمل قصة المرأة وطفلها بالقول "لقد نجا الطفل، وقُتل والده ووالدته واثنان من أشقائه في قصف إسرائيلي لمنزلهم".

وعما يواجهه أهل شمالي القطاع يقول الطبيب ظاهر: "لا يمكن وصف بشاعة المجزرة التي نتعرض لها في شمال غزة لا سيما في ظل انهيار المنظومة الصحية والطبية والرجوع إلى العمل بإمكانات بدائية"، مشيرا إلى "أسلوب الإبادة جوعًا الذي يستخدمه الجيش الإسرائيلي بحق مئات الآلاف من المدنيين، وغالبيتهم من الأطفال والنساء".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC