إسرائيل تأمر بوقف التدريس الثلاثاء في المناطق المتاخمة لقطاع غزة
قالت مصادر أهلية في الساحل السوري إن رسائل وصلت إلى بعض السكان تطلب منهم الابتعاد عن أماكن تجمع "المخربين"، وذلك بالتزامن مع قصف إسلرائيلي جوي على مواقع عسكرية في الساحل السوري.
وهذه هي المرة الأولى التي تعتمد فيها السلطات والجيش الإسرائيليين سياسة إرسال رسائل نصية عبر الهواتف المحمولة إلى السوريين، فيما اعتمدت هذا الأسلوب من قبل مع الفلسطينيين في غزة وأيضا مع اللبنانيين في جنوب لبنان.
وأكد العديد من السكان وصول رسائل قالوا إن مصدرها إسرائيلي، وصلت إلى هواتفهم تطلب منهم بصيغة موحدة "الابتعاد عن أماكن تجمع المخربين".
وفسر الأهالي المقصود بـ "المخربين" بأنها القوات العسكرية التابعة للسلطة الحالية، حيث تعتبر الحكومة الإسرائيلية أن السلطات الحالية "سلطة إرهابية سيطرت على الحكم في دمشق"كما صرح مسؤولوها مؤخرا .
لكن كثيرين شككوا بالنوايا الإسرائيلية التي تدعي حرصها على حماية العلويين من القصف، فيما كانت تقصف بلا هوادة نفس الأماكن التي يقطنها نفس المدنيين، قبل سقوط نظام الأسد وبعد سقوطه.
قصف على القرداحة وطرطوس
وأمس الاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه استهدف موقعاً عسكرياً كان مخزناً لأسلحة النظام السوري السابق في منطقة القرداحة، مسقط رأس الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.
كما قصفت طائرات إسرائيلية أهدافاً بمدينة طرطوس الساحلية في غرب البلاد، كان يتمركز فيها عناصر من وزارة الدفاع الحالية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "نظرا للتطورات الأخيرة في المنطقة، قررنا ضرب البنية التحتية في هذه المواقع". ويبدو أن عناصر من الجيش السوري الحالي يتمركزون في نقاط النظام السابق وبالنقطتين اللتين استهدفتهما إسرائيل، وفقا لمصادر محلية، وهو ما اعتبرته إسرائيل تطورا غير مرغوب فيه.
وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" بسماع دوي انفجار ضخم قرب مرفأ طرطوس الذي تصاعدت منه أعمدة الدخان. فيما قالت مصادر لـ "إرم نيوز"إن القصف استهدف بارجة تابعة لوزارة الدفاع السورية .
اللعب على وتر "الأقليات"
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر من العام 2024، سيطرت إسرائيل على المنطقة العازلة داخل الأراضي السورية، وقصفت أهدافاً عسكرية في أنحاء البلاد كافة. وشنت المقاتلات الإسرائيلية أكثر من 500 غارة على مواقع عسكرية سورية منذ الثامن من ديسمبر وحتى نهاية عام 2024.
وتقول إسرائيل إنها لن تسمح بأي وجود عسكري لجماعة "هيئة تحرير الشام"، التي كانت في مقدمة الفصائل المسلحة التي أطاحت الأسد، في جنوب سوريا.
كما حذر مسؤولون إسرائيليون وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته ودفاعه، السلطات الجديدة من التعرض للأقليات في سوريا وتحديدا الدروز والكرد، تحت طائلة استهدافهم.
وأول أمس، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بيانا هدد فيه الحكومة السورية قائلا: "إذا هاجم النظام الدروز فإنه سيتحمل عواقب من جانبنا، لقد أصدرنا أوامرنا للجيش بالاستعداد وإذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه".
من جهته، صرح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بأن "الإسلاميين يتحدثون بلطف، ولكنهم ينتقمون من العلويين ويؤذون الأكراد"، وفق تعبيره.
ويرى مراقبون أن إسرائيل تحاول الظهور بمظهر المدافع عن الأقليات في سوريا، فيما يتفق معظم السوريين على أن تل أبيب وحكومتها اليمينية التي دمرت الترسانة العسكرية السورية وتوغلت لعشرات الكيلومترات في الجنوب السوري، لا يهمها أقلية أو أكثرية، وإنما تعبث بالنسيج السوري لتحقيق أهدافها التوسعية وتقسيم البلاد على أساس طائفي وعرقي .
لكن بعض الأصوات التي تخرج من هنا وهناك، داعية لتدخل "حتى لو كان إسرائيليا" في مواجهة ما تقول إنها مجازر طائفية، تكسر إجماع السوريين ضد التدخل الإسرائيلي، وتستغلها إسرائيل لمزيد من التدخل في الشأن السوري، في وقت تعيش سوريا وضعا هشا ينذر بالمزيد من الانقسامات، الذي يرى المراقبون أنه يصب أولا وأخيرا في مصلحة إسرائيل.