حزب الله: قصفنا مصنع المواد المتفجرة جنوب مدينة حيفا برشقة من الصواريخ
تخلت قيادات ميليشيا حزب الله اللبنانية عن شرط تطبيق هدنة في قطاع غزة، من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان، وذلك حسبما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في الحكومة اللبنانية دون أن تسميه.
ولطالما أكدت قيادات الحزب أن الأعمال القتالية عبر الحدود لن تتوقف حتى تنهي إسرائيل الحرب في غزة.
وفقاً لوكالة "رويترز" فقد ظهر تخلي حزب الله عن ذلك الشرط، جليًا، في خطاب بثه التلفزيون لنائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، الذي أصبح الآن المسؤول الأعلى في الحزب بعد مقتل الأمين العام حسن نصر الله في غارة إسرائيلية.
ورغم تعهده بمواصلة دعم جانب حماس والفلسطينيين في معركتهم ضد إسرائيل، إلا أن قاسم قال إنه يدعم جهود رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، حليف حزب الله، للتوصل إلى هدنة، دون وضع شروط مسبقة.
وأضاف "نؤيد الحراك السياسي، الذي يقوده بري بعنوانه الأساس وقف إطلاق النار"، مؤكدًا أنه "أن تابع العدو حربه، فالميدان يحسم ونحن أهل الميدان ولن نستجدي حلا".
وتحدث قياديان أقل مرتبة في حزب الله أخيرًا، عن هدنة في لبنان من دون ربطها بغزة.
بينما نقلت "رويترز" عن القيادي الكبير في "حماس" سامي أبو زهري أن أعضاء الحركة لا يزالون "واثقين من موقف حزب الله من ربط أي اتفاق بوقف الحرب في غزة"، مستشهدا ببيانات سابقة لحزب الله.
لكن مسؤولاً في الحكومة اللبنانية، قال للوكالة إن حزب الله عدل عن موقفه بسبب مجموعة من الضغوط، بما في ذلك النزوح الجماعي للأفراد من الدوائر الانتخابية الرئيسية حيث يعيش أنصار الحزب في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن القرار جاء أيضا بسبب تكثيف إسرائيل حملتها البرية واعتراض بعض الأطراف السياسية اللبنانية على موقف حزب الله.
ومؤخرًا، دعا مشرعون كبار من الطوائف الأخرى في المشهد السياسي اللبناني إلى إصدار قرار لإنهاء القتال لا يربط مستقبل لبنان بحرب غزة.
وقال الزعيم وليد جنبلاط يوم أمس الاثنين "لن نربط مصيرنا بمصير غزة".
بدوره قال السياسي سليمان فرنجية، الحليف المقرب من حزب الله، لصحفيين أمس إن "الأولوية" هي وقف الهجوم الإسرائيلي، مضيفًا "يجب أن نخرج موحدين في لبنان والأهم أن يخرج لبنان منتصرا".
ويوم الأحد الماضي، قال القيادي في حزب الله محمود قماطي للتلفزيون الرسمي العراقي، إن الحزب سيكون مستعدًا لبدء استكشاف الحلول السياسية وإنه "يأتي بعد وقف العدوان الصهيوني على لبنان"، مجددا من دون ذكر غزة.
وقال دبلوماسيون لاحظوا هذا التحول، إن حزب الله ربما تأخر كثيرا في خلق زخم دبلوماسي.
وكثفت إسرائيل هجومها بإرسال قوات برية إلى مناطق جديدة عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان اليوم، فضلا عن مواصلة شن الغارات الجوية على بيروت وأماكن أخرى.
وقال أحد الدبلوماسيين المعنيين بالشأن اللبناني، إن "المنطق الحاكم" الذي تتبناه إسرائيل الآن أصبح عسكريا لا دبلوماسيا.
وقال دبلوماسي غربي كبير إن لا مؤشرات على وقف إطلاق النار تلوح في الأفق، وإن الموقف الذي يعبر عنه المسؤولون اللبنانيون "تطور" من موقفهم السابق الذي ركز بشكل صارم على وقف إطلاق النار في غزة عندما بدأت القنابل تتساقط على بيروت.
وقال مهند الحاج علي، الخبير في مركز كارنيجي للشرق الأوسط، إن إسرائيل تمكنت من أن تكون صاحبة اليد العليا من خلال تكثيف الضغوط على حزب الله عسكريا.
وأضاف أن "حزب الله يمارس لعبة سياسية، لكن هذا ليس كافيا بالنسبة للإسرائيليين، الأمر لا يسير على هذا النحو".