الدفاع المدني بغزة: 200 ألف مواطن في جباليا يواجهون خطر الموت بالقصف الإسرائيلي أو الجوع والعطش

logo
العالم العربي

"عودة الملايين للميادين".. ماذا وراء دعوة مشعل للنزول إلى الشارع؟

"عودة الملايين للميادين".. ماذا وراء دعوة مشعل للنزول إلى الشارع؟
خالد مشعلالمصدر: رويترز
07 أكتوبر 2024، 11:16 ص

أثار رئيس حركة "حماس" في الخارج خالد مشعل، اليوم الاثنين، ردود فعل مستنكرة وغاضبة في الأوساط السياسية والشعبية، في العديد من الدول العربية.

جاء ذلك وسط تساؤلات من دوائر وأوساط سياسية بشأن خلفية هذه الدعوة التي اعتبرها البعض محاولة للتنصل من الواقع وتوسيع دائرة العنف بدل إيجاد حل نهائي للحرب.

وكان مشعل قد ألقى كلمة متلفزة، مثيرة للجدل، في ذكرى مرور عام على هجوم "طوفان الأقصى" الذي نفذته حركته يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على جنوب إسرائيل.

وطالب مشعل، في كلمته، "الشعوب العربية بالنزول إلى الشارع من أجل الضغط على دولها"، في خطوة اعتبرها مراقبون "تأجيجاً للشارع العربي ومحاولة لإشعال نار الفتنة فيه".

ووجّه مشعل رسالة شكر للشعوب العربية قال فيها: "نشكركم على دعمكم لكن المطلوب أكثر من ذلك"، مطالباً في الوقت ذاته الدول العربية بتقديم دعم مالي لغزة.

"ازدواجية غير مفهومة"

ورأى مراقبون أن مطالبة مشعل الدول العربية بدعم غزة مالياً في الوقت الذي دعا فيه شعوب تلك الدول إلى النزول للشارع يحمل "ازدواجية غير مفهومة".

وتساءل المراقبون عن "الأهداف الخفية وراء مطالبة مشعل بإشعال الشارع العربي والضغط على الحكومات العربية لتقديم المال  لدعم غزة وعن المستفيد الأكبر من ذلك".

واعتبر محللون أن "مشعل أساء تقدير الأوضاع في غزة من خلال دعوته سكان غزة إلى عدم اليأس ووعدهم بالنصر" بقوله إن "النصر قد يتأخر لكنه قادم".

واستنكر بعض المعلقين والناشطين محاولة مشعل التقليل من "التداعيات الكارثية" لهجوم حركته على إسرائيل يوم 7 أكتوبر، بقوله إن "الخسائر في قطاع غزة تكتيكية".

وحسب مراقبين، فإن "ما زاد الطين بلة كان قول مشعل إن "الأثمان الباهظة مطلوبة في مسيرة التحرير"، حيث رأى البعض أن "حماس" لم تحقق أي مكاسب تذكر مقابل تلك الأثمان التي تحدث عنها.

وانتقد كثيرون مشعل معتبرين أنه كان حرياً به التخلي عن لغة الحروب والصراعات التي أدت إلى مقتل وتشريد آلاف الفلسطينيين خلال عام من الحرب الإسرائيلية، وذلك دون أي نتيجة تذكر حتى الآن.

وفي الوقت الذي تؤجج دعوته نيران الاضطرابات في الدول العربية، زاد مشعل الجدل بمطالبته بتوحيد "ساحات المقاومة" لدعم حركته في مأزقها عسكرياً ومعنوياً، وفق مراقبين.

وطالب مشعل كذلك بفتح "جبهات إسناد" جديدة ضد إسرائيل، بما فيها الضفة الغربية، علاوة على فتح "جبهات سياسية وقانونية" من أجل تكثيف الضغط على إسرائيل.

ودعا مشعل أيضاً إلى توسيع "حلقة النار" التي تقود، برأي محللين، إلى "إشعال الأجواء" أكثر فأكثر في المنطقة، في وقت يتقاعد فيه الحراك الدولي من أجل وقف الحرب.

وأطنب مشعل، من وجهة نظر كثيرين، في شكر إيران بعد تصعيدها مع إسرائيل، معتبراً أن تل أبيب حققت وفق رأيه "إنجازات ضد إيران وحزب الله، لكنها منهزمة".

تكرار فقد قيمته

وتعليقاً على ما سبق، قال المحلل السياسي الأردني عامر السبايلة إن "كلمة مشعل ليس فيها أي جديد بل هي تكرار لما كان يقوله في الشهور الأولى لهجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي".

وأضاف السبايلة، في حديث لـ "إرم نيوز"، أنه يعتقد أن "الإعادة بهذه الطريقة فقدت قيمتها الحقيقية خصوصاً وأن المشاكل في المنطقة توسعت وتعمقت".

وتابع: "بالتالي بدلاً من أن نبحث هنا عن إيجاد حلول جذرية نعيد فكرة محاولة توزيع المسؤولية ومحاولة البحث عن عمليات إسناد"، وفق تعبيره.

وأعرب المحلل السياسي الأردني عن اعتقاده أن قيمة هذه الدعوات بلا شك قلت بشكل كبير عما كانت عليه في بداية الحرب على غزة، على حد قوله.

تقديرات خاطئة

واعتبر أستاذ العلاقات الدولية أيمن يوسف أن "تصريحات مشعل منفصلة عن الواقع، ومحاولة يائسة من حماس للترويج لصورة النصر التي تأمل برسمها من خلال أي اتفاق مرتقب مع إسرائيل في إطار مفاوضات يقودها الوسطاء الإقليميون والدوليون".

وقال يوسف، في حديث لـ"إرم نيوز"، إن "سببين رئيسيين دفعا مشعل لإصدار مثل هذه التصريحات، الأول سعي حركته لتأجيج التوتر في الشارع العربي لصالح الأجندات السياسية لحماس، والثاني هو حالة الخذلان التي تلمسها الحركة من إيران وحلفائها".

وشدد يوسف على أنه "بالرغم من اعتبار إيران وحزب الله وحلفائهما جبهات الإسناد الرئيسية لجناح حماس المسلح؛ إلا أنهم لم يقوموا بالدور المطلوب منذ بداية الحرب في غزة".

وأوضح أن "قيادة حماس تدرك أنها تُركت وحيدة في مواجهة إسرائيل على مدار عام كامل، وأن المواجهة الحالية على الجبهة الشمالية الإسرائيلية مع حزب الله تأتي في إطار الحسابات الخاصة لنتنياهو"، مبينًا أن "إيران لن تدخل الحرب لصالح أي طرف فلسطيني أو لبناني".

وأكمل قائلاً: "بتقديري حماس فشلت في تحقيق أي من أهدافها من الهجوم الذي نفذته ضد إسرائيل العام الماضي، كما أن تقديراتها الخاطئة واعتمادها بشكل أساسي على إيران وحلفائها كان سببًا في خسارتها الكبيرة، والتي ستعاني منها لسنوات".

استراتيجيات جديدة

بدوره، رأى المحلل السياسي باسم الزبيدي، أن "تصريحات مشعل مخالفة للواقع الذي تعيشه حماس، والذي تدركه قيادتها الحالية بدقة"، مؤكدًا أن "المطالبة بفتح جبهات إسناد يؤكد فشل الحركة في مواصلة القتال ضد إسرائيل في إطار جبهات الإسناد الموالية لإيران".

وقال الزبيدي، لـ"إرم نيوز"، إن "حماس تحاول من خلال خطابها الإعلامي التمهيد للاستراتيجيات الجديدة المتوقع تبنيها خلال الفترة المقبلة، والتي ستقوم على أساس هدوء طويل الأمد مع إسرائيل مقابل ضمان استمرار حكمها لغزة".

وأوضح أن "الحركة لديها هدف في تحريك الشارع العربي وتأجيجه من أجل خدمة أجنداتها وأهدافها السياسية، خاصة وأنها تدرك عدم وجود ضغط أمريكي ودولي حقيقي على إسرائيل من أجل التوصل لاتفاق تهدئة".

وأشار إلى أنه "بات من الواضح أن حماس تمر بحالة إحباط غير مسبوقة من حلفائها التقليديين، وبشكل خاص إيران، وهو ما يدفعها للبحث عن حلول وبدائل، هدفها الرئيسي إشعال مواجهة واسعة النطاق مع إسرائيل تتمكن عبرها من التوصل لحل ينهي الحرب في غزة".

وختم قائلاً: "بالرغم من كل التصريحات التي يطلقها قادة حماس؛ إلا أن الحركة تدرك المأزق الكبير الذي تعيشه بسبب هجوم أكتوبر، وهو ما يجعلها مستعدة لتقديم تنازلات غير مسبوقة من أجل إنهاء الحرب، وضمان بقاء حكمها بغزة"، حسب قوله.
 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC