رشقة صواريخ من لبنان تجاه خليج حيفا ومنطقة "الكريوت"

logo
العالم العربي

أكثر من نصف الفرنسيين لا يثقون في إعلام بلدهم: إنّه يحرّف الحقائق

أكثر من نصف الفرنسيين لا يثقون في إعلام بلدهم: إنّه يحرّف الحقائق
26 نوفمبر 2023، 8:06 م

تتوالى سقطات الإعلام الفرنسي بخصوص تغطياته غير المتوازنة وابتعاده عن مبادىء الحياد، وكان من الطبيعي أن تهتز ثقة الجمهور به، حيث كشف أحدث سبر آراء فرنسي أن أكثر من نصف الفرنسيين فقدوا ثقتهم في إعلام بلدهم.

كشفت مؤسسة " لاكروا" لاستطلاعات الرأي الفرنسية أن 75% من الفرنسيين يتابعون باهتمام بالغ الأخبار، وأن 57 % منهم لا يثقون في الإعلام المحلي.

وفي تصريح نقلته "راديو فرنسا"عن شباب فرنسيين، قالوا إنهم يعلمون أن إعلام بلدهم لا يقول الحقيقة كما يجب، وإنه يقوم بتحريفها.

أخبار ذات صلة

السقوط الحر للإعلام الفرنسي.. "قتلى إسرائيل ضحايا وقتلى غزة مجرد خسائر جانبية"

           

عند مواقع التواصل العلم اليقين

أرقام " لاكروا" التي كشفت عنها في أحدث سبر آراء خلال شهر نوفمبر الجاري، تؤكد أن الفرنسي يستعيض عن إعلام بلده بمصادر أخرى، من بينها مواقع التواصل الاجتماعي، باحثين عن الحقيقة التي يتم إخفاؤها أو تحريفها، وفق تصريحات فرنسيين.

ويحصل 62% من الفرنسيين على المعلومة عبر الإنترنت على الأقل مرة في اليوم، فمواقع التواصل الاجتماعي برغم كل ما تعجّ به من تضليل وفبركة وفيديوهات معدّلة، إلا أنها باتت مصدرا أكثر مصداقية للفرنسيين، من وسائل الإعلام الفرنسية.

الأرقام التي كشفت عنها " لاكروا" شغلت الدوائر الإعلامية في فرنسا، لكونها تؤشرعلى واقع مظلم للإعلام في بلد النور، وتظهر بما لا شك فيه أن الإعلام في هذا البلد لم يعد مرجعا ولا محل ثقة الملايين من داخل فرنسا وخارجها.

مؤسسة "راديو فرنسا" فتحت نقاشا عبر كل محطاتها حول موضوع "أكثر من نصف الفرنسيين لا يثقون في الصحفيين " حيث خصصت يوما خاصا للحديث عن مهنة الصحافي الفرنسي.

واعترفت ذات الإذاعة أن  ثقة الفرنسيين تتضاءل يوما بعد آخر في الصحافي الذي يغطي أخبار الملفات الراهنة.

وبثت الإذاعة تصريحات صوتية لشباب فرنسي سألتهم عمّا يفترض أن يكون الصحافي برأيهم. ردّ أحدهم قائلا: يفترض بالصحافي أن يقول الحقيقة، لكن أحيانا لا يقولون كل الحقيقة. في بعض الأوقات  يظهرصحافي لسرد وقائع، لكننا نكتشف الحقيقة على مواقع التواصل الاجتماعي".

ويتحدث ذات الشاب على "راديو فرنسا" عن تصفح المواقع لاكتشاف الحقيقة ويقول"ّ هناك فيديوهات وأدلة .. ونكتشف في الأخير أنهم( الصحافيين) أحيانا لا يقولون كل الحقيقة، يمكنهم تحريف الحقيقة وفق ما يريدون".

إعلام يوجهه المال

ومن بين النتائج التي كشفها سبر الآراء الذي كشفت عنه "لاكروا" أن 56 % من الفرنسيين يرون أن الصحافي لا يتمتع بالاستقلالية من ضغوطات المال، بمعنى أن ما تنتجه المؤسسات الإعلامية الفرنسية يخضع لمعاييرمرتبطة بالتمويل.

وتنسجم تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الفرنسيين مع نتائج هذا الاستطلاع، فعلى صفحة "راديو فرنسا" التي سألت متابعها عما يعنيه الصحافي بالنسبة لهم، قال المتابع المسمى" لو غارو" إن" المشكلة لا تكمن في الصحافي وإنما في ملاّك المؤسسة الإعلامية".

ويأتي اهتزاز ثقة الفرنسيين بالإعلام الفرنسي، بعد أن فقد الأخير مصداقيته في باقي بلدان العالم، بالنظر لعديد السقطات التي يشهدها منذ اندلاع حرب غزة، رغم أن فقدان المصداقية يعود لما قبل هذه الحرب. فقد درجت وسائل الإعلام الفرنسية على الكيل بمكيالين واختيار فريق تنحاز لصفه على حساب فريق آخر.

ومن أحدث القصص التي تسرد هذا الانحراف بوضوح، هو إقدام مؤسسة " تي في 5 موند " العريقة على معاقبة مذيعها " محمد قاسي" بسبب سؤال طرحه على الناطق باسم الجيش الفرنسي، حيث وبّخت القناة مذيعها بشكل علني مع احتمال طرده قريبا، ما أثار الصدمة والقلق في نفوس زملائه الذين تضامنوا معه.

وفي الحقيقة أن فقدان الثقة بين الفرنسيين وإعلام بلدهم ليس حديثا فالعديد من وسائل الإعلام الفرنسية اختفت من الوجود بعد إهمالها التام من متابعيها.ويفسر الدكتور أحمد شنيقي ذلك بانعدام الثقة الذي أدى لتراجع نسبة الجمهور والانتشار.

ويضيف شنيقي الأستاذ الجامعي الذي عمل في عدد من الجامعات الفرنسية والأوروبية، في حديث خص به "إرم نيوز" أن " تمركز الإعلام حول حفنة من رجال الأعمال تضاف إليه طريقة معالجة أخبار بعض البلدان، وطريقة تغطيتها لملفاتها على غرار ملفات العراق وليبيا وسوريا والسترات الصفراء واليوم حرب غزة ... دفعت الفرنسيين إلى فقدان ثقتهم بإعلامهم".

ولفت الدكتور شنيقي أن لا مصداقية الإعلام الفرنسي، كان موضوع حديث رئيس الحكومة الفرنسي السابق دومينيك دوفيلبان الذي أوضح أن الإعلام الفرنسي والأوروبي يقع تحت سيطرة قوى المال، ما يؤدي بالضرورة لتكون هذه المؤسسات الإعلامية وصحافييها "ناقلين" لخطاب الجهات المانحة.

التغطيات غير المتوازنة و الانحراف المفضوح عن ميثاق أخلافيات المهنة في فرنسا استفز مؤسسات وجمعيات تعنى بحرية التعبير والصحافة والتغطيات المتوازنة.

وكانت آخرها جمعية الصحفيين ضد العنصرية "ajar"الفرنسية، التي نشرت  تقريرا تضمّن انتقاذات لاذعة للإعلام الفرنسي خاصة في تغطيته للحرب الإسرائيلية على غزة.

وقالت "آجار" إن التغطية غير متوازنة، وأن الإعلام الفرنسي اصطف إلى جانب إسرائيل وجيشها، بل إنه بات يتحدث لغة العسكري الإسرائيلي بدلا من اللغة الصحافية.

كما اتهمت آجار الإعلام الفرنسي بإحراج الضيوف الداعمين للقضية الفلسطينية ومداراة الحقائق والتلاعب بالمفردات.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC