تلغراف: بريطانيا تدرس نشر قوات في أوكرانيا لمدة 5 سنوات بموجب خطة يناقشها حلفاؤها

logo
العالم العربي

لماذا صمتت الفصائل عن التوغل الإسرائيلي في سوريا؟

لماذا صمتت الفصائل عن التوغل الإسرائيلي في سوريا؟
مسلحو الفصائل في حمصالمصدر: أ ف ب
10 ديسمبر 2024، 8:52 ص

تشهد سوريا تطورًا دراماتيكيًا مع وصول الدبابات الإسرائيلية إلى مشارف العاصمة دمشق، في تحرك ميداني وصفه مراقبون بأنه إستراتيجي ومثير للتساؤلات حول أهدافه وحدوده.

أخبار ذات علاقة

الدبابات الإسرائيلية تصل إلى مشارف دمشق

 

التوغل الإسرائيلي، الذي جاء بعد سلسلة غارات مكثفة دمرت معظم القدرات الدفاعية للجيش السوري، فتح المجال أمام أسئلة محورية تتعلق بمستقبل التوازن العسكري في سوريا وموقف الفصائل المسلحة التي أصبحت جزءًا من المشهد الجديد.

تحرك بلا مقاومة

وفق مصادر محلية وأمنية، سيطر الجيش  الإسرائيلي على قرى وبلدات في ريف دمشق الجنوبي، مثل عرنة، بقعسم، الريمة، حينة، وقلعة جندل، ووصلت القوات إلى منطقة قطنا على بعد 10 كيلومترات فقط من العاصمة السورية.

أخبار ذات علاقة

تصعيد خطير.. الدبابات الإسرائيلية تبعد عن دمشق 25 كم

 

يأتي هذا التوغل في ظل غياب تام لأي مقاومة من الفصائل المسلحة التي تسيطر حاليًا على الحكم بعد انهيار نظام الأسد.

المصادر تشير إلى أن القوات الإسرائيلية تستغل الفوضى التي أعقبت سقوط النظام، وغياب قيادة مركزية للدولة السورية، لتحقيق أهداف إستراتيجية، أبرزها فرض أمر واقع جديد على الأرض.

صمت الفصائل المسلحة: انشغال أم استراتيجية؟

رغم الزحف الإسرائيلي نحو دمشق، لم تُصدر الفصائل السورية المسلحة أي بيانات أو تصريحات تعبر عن موقفها، وهو ما يثير علامات استفهام.

 

 

يرى مراقبون أن هذه الفصائل، المنشغلة حاليًا بحشد الاعتراف الدولي بشرعيتها، قد اختارت تجنب التصعيد مع إسرائيل لتفادي خسارة الدعم الدولي، خاصة مع الجهود المبذولة لإزالة بعض المجموعات مثل "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب.

تثبيت ميزان قوى جديد

يرى محللون أن إسرائيل تسعى، عبر هذا التحرك، إلى إعادة تشكيل ميزان القوى في سوريا بما يخدم مصالحها الأمنية والإقليمية.

 يأتي ذلك من خلال، تدمير القدرات العسكرية السورية، فالغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت نحو 300 موقع عسكري دمرت منظومات الدفاع الجوي والمخازن الصاروخية، مما مهد الطريق أمام التحرك البري بحرية دون أي تهديد.

 

 

كما تهدف إسرائيل بحسب المراقبين، إلى إضعاف الفصائل المسلحة عن طريق منع انتقال الأسلحة الثقيلة إلى هذه الجماعات التي قد تشكل تهديدًا على أمنها.

وتسعى إسرائيل بتحركها البري، إلى فرض أمر واقع جغرافي، فمع السيطرة الكاملة على منطقة جبل الشيخ ومحيط القنيطرة، تهدف إسرائيل إلى توسيع المنطقة العازلة، ما يمنحها عمقًا أمنيًا إضافيًا على حدودها مع سوريا.

الدعم الأمريكي والموقف الدولي

ذكرت تقارير أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة مسبقًا بخططها للتوغل داخل سوريا، ولم تواجه أي اعتراض من الجانب الأمريكي.

هذا الدعم الضمني مثل دافعا إضافيا للتحرك الإسرائيلي والتوغل أكثر نحو مشارف دمشق، خاصة في ظل اهتمام واشنطن بترتيب الوضع السوري الجديد بعد سقوط الأسد.

 

 

ويرى خبراء أن التحرك الإسرائيلي لا يهدف إلى اقتحام العاصمة، بل إلى إيصال رسالة قوية للنظام الجديد في سوريا بأن إسرائيل ستبقى فاعلًا رئيسيًا في تحديد مستقبل البلاد.

كما يهدف التوغل لبسط سيطرة إسرائيلية على أراض تمهيدا لمحادثات سلام مع النظام الجديد في سوريا.

وفي ظل انشغال المجتمع الدولي بالتعامل مع النظام الجديد، وغياب ردود فعل دولية صارمة، تستغل إسرائيل هذه اللحظة لتعزيز مواقعها وإضعاف خصومها.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC