ترامب: اليابان ستأتي اليوم للتفاوض بشأن الرسوم الجمركية وتكلفة الدعم العسكري
تجددت الاشتباكات بين أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية وأفراد من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" الأربعاء، مع دخول عملية عسكرية واسعة تنفذها أجهزة الأمن في مخيم جنين يومها الخامس والثلاثين.
وتسببت العملية بقتل وإصابة أكثر من 15 فلسطينيا، نصفهم من عناصر أجهزة أمن السلطة.
وأفاد مراسل "إرم نيوز" باندلاع الاشتباكات بين أجهزة الأمن الفلسطينية ومسلحين في محيط مخيم جنين، بعد اعتقال شابين من العناصر المسلحة، ومحاولة مداهمة منزل في المخيم.
واشتدت وتيرة الاشتباكات مساء الأربعاء، فقد أطلقت السلطة الفلسطينية قذيفة باتجاه منزل يتحصن داخله عدد من المسلحين.
وتأتي العملية الأمنية في ظل وضع صعب تعانيه السلطة الفلسطينية، خاصة مع تراجع شعبيتها في الشارع الفلسطيني، علاوة على عدم قدرتها على أداء مهامها بالكامل بسبب القرارات والممارسات الإسرائيلية أحادية الجانب.
وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح عبد الله عبد الله، إن "القيادة الفلسطينية لن تسمح بتحويل الضفة الغربية لقطاع غزة جديد، وأن تكرار سيناريو الانقسام في غزة بالضفة له تداعيات كارثية على القضية الفلسطينية".
وأوضح عبد الله، لـ"إرم نيوز"، أن "العملية الأمنية التي أُطلقت في مخيم جنين جاءت على الرغم من المضايقات الإسرائيلية المستمرة على الأجهزة الأمنية للسلطة، والتعمد في إحداث حالة من الفوضى والفلتان الأمني شمال الضفة".
وأضاف أن "سيطرة المجموعات المسلحة والفلتان الأمني يمثلان مصلحة إسرائيلية عليا، وتدعم مخططات اليمين الإسرائيلي في تقسيم أراضي الدولة الفلسطينية إلى أقسام متفرقة، وهو الأمر الذي يسهل فرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية".
وتابع عبد الله: "السلطة الفلسطينية لن تقبل وجود المجموعات المسلحة، وستعمل من أجل وضع حد للفلتان الأمني والخارجين على القانون".
وأشار إلى أن "القيادة الفلسطينية تعمل فقط ضد الخارجين على القانون ومثيري الرعب شمال الضفة".
واعتبر عبدالله أن "مثل هذه العمليات خطوة مهمة من أجل مطالبة المجتمع الدولي بدعم الحق الفلسطيني والحصول على الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية".
ويرى الخبير في الشأن الفلسطيني أيمن يوسف، أن "الضفة الغربية وبسبب حالة الفلتان الأمني والاقتتال بين المجموعات المسلحة التابعة لفصائل فلسطينية وازنة ستتعرض للتفكك وتكون على شكل كانتونات غير مترابطة".
وقال يوسف لـ"إرم نيوز"، إنه "من غير المستبعد في حال حصلت تلك المجموعات على أسلحة ثقيلة، وغضت إسرائيل الطرف عن معركتها مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية، أن تعلن سيطرتها على بعض المناطق، خاصة مخيم جنين".
وأضاف أن "مثل هذا الخيار يعني البدء بعملية الإسقاط الجزئي للسلطة الفلسطينية، وتنفيذ مخطط خطير يتمثل في تحميل المسؤولية المدنية والإدارية والسياسية لعدد من مناطق الضفة لمؤسسات مدنية كالبلديات والمؤسسات الأهلية".
ويرى يوسف أن "هذا الأمر يعني تطبيق سيناريو روابط القرى المتبع في بعض مناطق مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية على بعض مدن شمال الضفة؛ ولكن بطريقة مختلفة تجعل من الإدارة الفلسطينية لتلك المدن أقل شأنًا".
واعتبر أن "أحداث جنين ضمن مخطط لدول إقليمية، وأن غياب دور السلطة الفلسطينية في أي من المناطق يمثل مصلحة إسرائيلية عليا وهو ما يستدعي تنازل الفصائل والمجموعات المسلحة للسلطة وأجهزتها، مقابل ضمان استمرار تمثيل السلطة للفلسطينيين بشكل رسمي أمام العالم".