يبعث احتضان موريتانيا لمؤتمر حول الشراكة بين دول المغرب العربي والساحل الأفريقي بإشارات تفيد بأن نواكشوط تسعى إلى استغلال موقعها الإستراتيجي من أجل تعزيز العلاقات بين المنطقتين.
وتشهد دول الساحل الأفريقي اضطرابات أمنية وانقلابات شهدتها معظم دول الساحل أصبحت هناك تغيرات ملموسة على مستوى السياسات والتوجهات، إذ أدارت تلك الدول ظهرها إلى فرنسا الحليف التاريخي وتوجهت إلى شركاء جدد.
وجمعت العاصمة نواكشوط بين الجماعات المحلية في دول الساحل والمغرب العربي في مسعى إلى تحقيق التكامل بين الجماعات ودولها المركزية.
الذكاء السياسي
قال المحلل السياسي الموريتاني سلطان ألبان إن "موريتانيا تمارس الذكاء السياسي في مواجهة الأوضاع المعقدة في الساحل الأفريقي وهي قادرة على الدفع على الأقل نحو شراكات بين دول الساحل والمغرب العربي، وهي شراكات من شأنها جلب استثمارات وغير ذلك، لكن هذا سيتطلب وقتًا".
وبين لـ"إرم نيوز" أن "موريتانيا تحاول الحفاظ على علاقات وثيقة مع النيجر ومالي رغم الانقلابات، وتحاول أيضًا المحافظة على اتصالات مرنة مع هذه الدول، التي تشهد أزمات أمنية لكن لها ثروات هائلة".
وبعد الانقلابات التي شهدت 3 دول منها هي: النيجر، مالي وبوركينا فاسو، اتجهت دول الساحل الأفريقي إلى تغيير شراكاتها القديمة مع فرنسا وبناء تحالفات جديدة مع دول مثل روسيا وتركيا وغيرهما، لا سيما أن لتلك الدول الأفريقية ثروات هائلة مثل اليورانيوم، والغاز الطبيعي، والليثوم، وغيرهم، وهي ثروات تتنافس عليها عدة قوى دولية في المرحلة الحالية.
فائدة مشتركة
وقال المحلل السياسي الجزائري حكيم بوغرارة إن "رغبة موريتانيا في تطوير علاقاتها مع دول الساحل الأفريقي وبحث شراكات لتطوير اقتصادها وفق تحركات لسيادتها وسيادة الآخرين، هو أمر مهم جدًا".
ورجح في حديث لـ"إرم نيوز" أن "يتم تجسيد ذلك في مشاريع استثمارية وغيرها من أجل التقليل من الصعوبات الاقتصادية وضخ التنمية في عدة مناطق، والنهوض بالوضع في الساحل أيضًا سيعطي هو الآخر نتائج إيجابية مثل تحقيق أمن وسلامة المنطقة والجميع".
وأكد بوغرارة أنه "إذا وصلت موريتانيا إلى توافقات فهذا من حقها"، مرجحًا أن "الفائدة ستعم الجميع ولا يمكن احتكار الاستثمار أو التحالفات في أفريقيا، بل إن التوافقات المرتقبة ستؤدي إلى فائدة مشتركة لكل دول المغرب العربي والساحل".
