وكالات روسية: انتهاء المحادثات الأمريكية الروسية في السعودية بعد 12 ساعة
يرى محللون سياسيون أن حجم الرد الإسرائيلي على إيران، يظهر أن تل أبيب استجابت للضغوط الأمريكية، وتجنبت الذهاب في تصعيد كبير قد يؤثر على الانتصارات التي حققتها حكومة بنيامين نتنياهو ضد حركة حماس في قطاع غزة و"حزب الله" اللبناني.
وفجر السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي انتهاء الهجوم ضد إيران بعد أربع ساعات من بدايته، فيما أكدت إيران أنها تصدت بنجاح "لمحاولات مهاجمة بعض النقاط في طهران والبلاد".
وقال متحدث الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، في مقطع مصور: "أستطيع الآن أن أؤكد أننا انتهينا من الرد الإسرائيلي على الهجمات الإيرانية ضد إسرائيل"، في حين أعلنت طهران مقتل عسكريين اثنين في الهجوم.
ويرى المحلل السياسي اللبناني، أمين بشير، أن "الضربة جاءت بالسياق المتوقع لدى وصول منظومة ثاد الأمريكية للدفاع الجوي، والجميع قال إن الصواريخ جاءت لحماية إسرائيل من هجوم إيران، لكن الحقيقة جاءت مقابل تجنب ضرب إيران، واستخدام هذه المنظومة للقضاء على خطر حزب الله وحماس".
وقال بشير لـ"إرم نيوز" إن "إيران تضحي بأذرعها حزب الله وحماس، من أجل المشروع الأكبر وهو الاتفاق النووي، إذا وصلت إدارة ديمقراطية إلى البيت الأبيض"، واصفاً إيران بـ"الناخب الأول في معركة الديمقراطيين، ونتنياهو الناخب الأول عند الجمهوريين".
لكن نتنياهو، بحسب بشير، "اختار السير بين الخطوط الحمراء التي وضعتها إدارة جو بايدن، التي تتعلق بعدم ضرب المنشآت النووية للحفاظ على استقرار الأسعار، وتجنب استهداف المشروع النووي".
وأعلنت الولايات المتحدة دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس، لكنها نفت مشاركتها بالضربات، على الرغم من التنسيق غير المسبوق، بما في ذلك نشر أنظمة الدفاع الصاروخي (ثاد) في المنطقة.
من جهته، أشار المحلل السياسي، حسن الخالدي، إلى أن إسرائيل أضعفت مسبقاً نفوذ إيران بالمنطقة، من خلال ما يحدث في قطاع غزة، ولبنان على وجه الخصوص التي تحتضن الذراع الأهم بالنسبة لطهران.
وقال الخالدي لـ"إرم نيوز" إن "هذه الضربة لو حدثت قبل أشهر، ربما كانت ستقابل بتصعيد كبير بالجبهة الشمالية لإسرائيل، لكن الآن ربما نفوذ إيران قد تراجع نتيجة الضربات التي تلقاها حزب الله، أو ربما نشهد تراجعاً في مستوى العمليات ضمن تفاهمات لخفض التصعيد".
ويعتقد الخالدي أن عدم رد إيران على هذا الهجوم، قد يؤدي إلى مزيد من عدم الثقة بين طهران وأذرعها في المنطقة، وقد يسهم بتعزيز وضع الجيش الإسرائيلي خاصة في جنوب لبنان.
ولفت إلى أن توقيت الهجوم يتزامن مع الانتخابات الأمريكية، وهو ما يعطي التصعيد مزيداً من التعقيد، خاصة مع عدم رغبة الإدارة الديمقراطية بحرب واسعة، مما قد يؤثر على فرص المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس لمصلحة الرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترامب.
وتوقع المحلل السياسي حسن الخالدي، أن تهيئ "الضربة الرمزية"، الأرضية للذهاب إلى مفاوضات في غزة قد تشمل لبنان، بعدما كانت الأجواء في السابق غير جاهزة بسبب مخاوف من التصعيد، متوقعاً أن تنطلق المفاوضات المقبلة بـ"إيجابية".
غير أن الخالدي يرى أن الصفقة قد تكون "صغيرة" من دون إنهاء الحرب بشكل كامل، مما يمنح نتنياهو الوقت للمماطلة بالاستمرار في غزة ولبنان حتى ظهور نتائج الانتخابات، إذ إن فوز ترامب قد يمنح إسرائيل مزيداً من النجاح في تنفيذ المخططات، بينما قد تدفع هاريس إلى صفقة شاملة تنهي التصعيد.
وتؤيد شبكة "CNN" أن نوعية الرد يظهر أن الولايات المتحدة قادرة على التأثير على تصرفات إسرائيل في المنطقة عندما تريد.
ونقلت الشبكة عن المحلل الجيوسياسي إتش إيه هيلير قوله إن "إسرائيل ستشعر بتبعات ردود أفعالها، خاصة أن الولايات المتحدة تُعد أقرب حلفائها وحليفاً أساسياً لا يمكن الاستغناء عنه".
وأضاف: "حتى الآن، يُظهر الحليف الأمريكي دعماً قوياً نسبياً، دون فرض أي شروط أو قيود على كيفية إدارة إسرائيل للحرب في غزة، أو خططها بشأن الضربات والغزو في لبنان، وكذلك الضربات ضد إيران".