خبراء: تعمد إيران إطلاق الصواريخ عبر أجواء الأردن يهدف لإحراج المملكة
قال خبراء ومحللون سياسيون إن إطلاق إيران لصواريخها باتجاه إسرائيل عبر الأجواء الأردنية، يأتي في سياق محاولات طهران المتكررة لإحراج المملكة في حال أسقطت الدفاعات الجوية صواريخها.
واعتبروا في حديث لـ "إرم نيوز" أن خطوة إيران تأتي بدافع المساعي لاختراق الأردن وبث الفتنة بين مواطنيه.
وأشاروا إلى أنها تجيء كذلك رغم تأكيدات المسؤولين الأردنيين بأن البلاد لن تكون مسرحاً لأي صراعات، وأن الجيش سيتخذ التدابير اللازمة لحماية سلامة المواطنين وأجواء المملكة.
وعقب إطلاق إيران صواريخ باتجاه إسرائيل، قال وزير الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني إن بلاده لن تكون ساحة صراع لأي طرف.
وأضاف المومني أن حماية الأردن والأردنيين مسؤولية وطنية، في وقت أعلن الجيش الأردني كذلك أنه ماضٍ في تنفيذ مهمته الرئيسة في الدفاع عن البلاد من أي تهديد يراد به زعزعة الأمن والاستقرار.
من جهته، قال وزير الإعلام الأردني الأسبق سميح المعايطة إن "إيران رغم توافر خيارات تسيطر عليها في سوريا ولبنان، إلا أنها آثرت إطلاق صواريخها مروراً بالأجواء الأردنية، في محاولة لإحراج المملكة أمام الرأي العام المحلي على قاعدة أن الأردن يسقط الصواريخ المتجهة لإسرائيل، وهذه محاولات بائسة ومكشوفة لدى الأردنيين".
وأضاف المعايطة لـ"إرم نيوز" أن "إيران غير جادة في مسألة العداء مع إسرائيل وتتعامل بطريقة استعراضية شكلية وضمن تفاهمات مع الأمريكان، وربما مع إسرائيل، وهي تسيطر على ساحات في سوريا ولبنان وصواريخها من تلك المناطق أقرب لإسرائيل وبإمكانها أن ترسل مقاتلين كذلك".
وتابع: "لكنها آثرت كالعادة العمل الاستعراضي وأرادت إرسال صواريخ مروراً بالأجواء الأردنية انطلاقاً من رغبتها ومحاولاتها المتكررة منذ عشرات السنين لاختراق الأردن".
وأردف: "إيران قامت بخطوتها ظناً منها أن ذلك سيعزز من صناعة الجماهير المؤيدة لها، في ظل وجود نفر بسيط من المؤيدين من تنظيمات إسلامية سبق وأن هتفوا لحسن نصر الله في عمّان، لكن تلك المساعي فشلت ولن تنجح في ظل توحد الشارع مع الإرادة السياسية التي ترفض أن يكون الأردن مسرحاً لحروب الوكالات".
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور منذ الحوارات إن إيران تريد أن تقحم دولاً عديدة في مشروعها بالمنطقة، وقد أرادت من إطلاق صواريخها عبر الأردن أن تزرع فقط مسألة الشك في الداخل الأردني والوصول فقط للقول بأن الأردن أسقط الصواريخ دفاعاً عن إسرائيل.
وأضاف الحوارات أن "هذا أمر غير صحيح وغير مقبول من طهران، فالأردن مثلما يحق لها الدفاع عن حدودها فإن لها الحق بالدفاع عن سلامة أجوائها وسلامة مواطنيها، وهذا حق سيادي للدول".
وأردف في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "إيران تسعى لخلط الأوراق في المنطقة وإيجاد رأي عام في الأردن يشكك في موقف الدولة، وهذا أمر مرفوض بالنسبة للأردنيين كافة".
واعتبر أن "أي توتر في الأردن يخدم إيران وإسرائيل على حد سواء، فكلاهما لديه مشروع وينظر للأردن من زاوية مصالحه، وكلتا الدولتين تعشقان وفق الحوارات لغة ومنطق الفوضى".
أما الكاتب والمحلل السياسي رياض منصور فرأى أن المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة لم يتوقف وبقيت الأردن عقبة أمام هذا المشروع، واستعصت على كل المرامي الخبيثة، ومن هذه الزاوية تأتي خطوة إطلاق الصواريخ مروراً بالأجواء الأردنية رغم اتساع مساحات طهران في سوريا ولبنان.
وأضاف منصور لـ"إرم نيوز": "منذ سنوات عديدة وطهران تقدم المغريات للأردن من أجل السياحة الدينية وفتح مقامات الصحابة أمام الزوار الإيرانيين لكن الأردن الرسمي يدرك خطورة ذلك، وبعدها حاولت طهران مراراً أن تقحم الأردن في حرب الوكالات، ظناً منها أن المملكة مثل سواها من التنظيمات التي تديرها".
وختم بالقول: "سوف تفشل كل مساعي إيران في زعزعة أمن واستقرار الأردن، والرأي العام الأردني مدرك لما تخطط له طهران من أهداف التوسع والسيطرة التي لا تختلف في جوهرها عن المشروع الإسرائيلي".
