المالية الصينية: بكين سترفع الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية من 84% إلى 125%
يكاد لا يخلو يوم في سوريا من تسجيل جريمة قتل لأشخاص أبرياء، أو انتقام من آخرين متهمين بموالاة النظام السابق، بينما باتت عمليات القتل على خلفيات طائفية عنوانا بارزا للأخبار التي يتداولها السوريون في يومياتهم، وسط حالة من الخوف والاحتقان، لتسجل البلاد نحو 24 قتيلا في آخر 48 ساعة فقط، ومعظمها ضد مجهول.
وفي حين تحاول الإدارة السورية الجديدة تبرئة نفسها من معظم عمليات القتل، وتنسبها لحالات فردية، متوعدة الفاعلين بالملاحقة والعقاب، يتهم العديد من السوريين قوات "الهيئة" بالتراخي أو التواطؤ مع المسلحين المنفذين لعمليات التصفية التي باتت توصف بأنها ممنهجة بعد نحو شهرين من استلامها السلطة في دمشق.
وأخيرا، اعترف الأمن العام بمسؤولية بعض عناصره عن عمليات قتل حدثت في قرية فاحل بريف حمص، استهدفت عسكريين وضباطا من النظام السابق دون تحقيق أو محاكمة، وأيضا مقتل العديد من السوريين في سجون الهيئة تحت التعذيب.
ويحذر مراقبون، بمن فيهم شخصيات ومنظمات عُرفت بمعارضتها لنظام الأسد، من استمرار النزعة الانتقامية التي تستهدف بشكل متكرر و"ممنهج" السوريين بسبب انتماءاتهم الطائفية، مطالبين بمحاسبة المتورطين من نظام الأسد وفق آليات ومحاكمات واضحة، ومنع عمليات الانتقام والتصفيات التي تنذر بأسوأ العواقب، وذهاب البلاد إلى دورة عنف جديدة لا قدرة للسوريين على تحمل تبعاتها ونتائجها.
ويوثق المرصد السوري لحقوق الإنسان الاغتيالات والتصفيات التي تشهدها سوريا منذ اليوم الأول لدخول الإدارة الجديدة العاصمة دمشق، فقد سجل منذ بداية العام الجاري 109 حالات انتقام وتصفيات في محافظات مختلفة من سوريا، مما أسفر عن مقتل 225 شخصاً، بينهم 218 رجلاً و6 نساء وطفل واحد، بينما يتحدث مديره رامي عبد الرحمن أنه منذ 28 كانون الثاني/ يناير الفائت وحتى اليوم قُتل 10 أشخاص تحت التعذيب في سجون إدارة العمليات العسكرية".
وسجل المرصد السوري خلال 48 ساعة الماضية مقتل 24 شخصاً في 11 عملية انتقامية وتصفية ميدانية.
وتوزعت عمليات القتل على مختلف المناطق السورية، إذ سُجلت عمليتان في محافظة حماة راح ضحيتهما 14شخصا، بسبب الانتماء الطائفي، عملية في درعا راح ضحيتها شخص واحد، عمليتان في ريف دمشق راح ضحيتهما شخصان أحدهما بسبب الانتماء الطائفي، عمليتان في حمص راح ضحيتهما شخصان، عملية في اللاذقية راح ضحيتها شخص واحد، عملية في دمشق راح ضحيتها شخص واحد، عملية في حلب راح ضحيتها شخص واحد، وعملية في طرطوس راح ضحيتها شخصان.
وفي التفاصيل التي وثقها المرصد، شهد يوم السبت 1 فبراير/ شباط مقتل 10 أشخاص في قرية أرزة في ريف حماة الشمالي الغربي التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية، فقد جرى إعدامهم في مجزرة مروعة ارتكبها مسلحون قيل إنهم يتبعون تنظيم "أنصار السنة".
ووفقا للمصادر فإن المسلحين طرقوا أبواب منازل في القرية وأطلقوا الرصاص على المواطنين من أسلحة فردية مزودة بكواتم صوت، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة مجهولة.
وفي اليوم نفسه، عثر على جثة شاب في مغارة قرب اللواء 132 بمدينة درعا مقتولاً، وكانت الجثة تحمل آثار طعنات بسكين، بعد اختطافه من قبل 3 مسلحين يرتدون زياً عسكرياً من أمام منزله.
في جرائم تم تصنيفها ضمن "الإعدام الميداني"، عُثر في ريف دمشق على جثة شاب في منطقة جديدة الشيباني، إذ أطلق عليه النار من قبل مسلحين مجهولين، مما أدى إلى مقتله على الفور. في حين عثر على جثة العالم الدكتور "حسان إبراهيم" وعليها آثار عيارات نارية ملقاة في معربا بريف دمشق.
الجدير ذكره أن العالم إبراهيم مدرس في المعهد العالي في البحوث العلمية بريف دمشق، واختطف قبل نحو 5 أيام من مكان عمله في المعهد العالي في البحوث العلمية.
وفي التاريخ نفسه، اقتحم مسلحون مجهولون قرية "تل دهب" التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية في ريف حماه الشرقي، وارتكبوا مجزرة "إعدام ميداني" بحق 4 أشخاص قبل أن يغادروا إلى جهة مجهولة.
كما قتل شاب آخر من أهالي حي المزرعة في مدينة حمص إثر قيام مسلحين مجهولين بإطلاق النار عليه بشكل مباشر على خلفية طائفية.
وقتل شخص على يد مسلحين مجهولين بإطلاق الرصاص صوبه داخل محله في مدينة حلب، دون معرفة الأسباب والفاعلين حتى اللحظة.
وأمس، عُثر على جثة قائد مجموعة "بواشق جبلة"، التابعة لسهيل الحسن، مقتولًا في حي الفيض بمدينة جبلة، إذ تم اغتياله على يد مجهولين أثناء وجوده مع اثنين من مرافقيه.
تسجل عمليات اغتيال العناصر السابقين في جيش النظام السابق نسبة كبيرة من القتلى، إذ تُجرى عمليات التصفية من دون أي تحقيق أو محاكمة، يغذيها تحريض كبير على "السوشال ميديا".
في هذا الإطار، عُثر على جثة ضابط صف برتبة مساعد أول في الأمن العسكري مقتولاً بطلق ناري داخل شقته في العاصمة دمشق، دون معرفة الفاعلين حتى اللحظة. ووفقاً للمعلومات، فإن القتيل ينحدر من بلدة النعيمة في ريف درعا الشرقي، وكان مسؤولاً عن حاجز بلدة خربة غزالة شرقي درعا، وكان قد تعرض لمحاولة اغتيال سابقة عام 2022.
كما أطلق مسلحون مجهولون النار على مدنيين قرب مقهى عند تقاطع بانياس – جبلة بريف طرطوس، ما أسفر عن مقتل ضابط سابق وعامل في مقهى.
واقتحمت عدة سيارات تابعة لفصائل مرتبطة بالقيادة العامة للأمن العام قرية الدبين بريف حمص وهاجمت منزلاً لأحد الأهالي، ما أسفر عن مقتل شاب وإصابة والد زوجته، كما أطلق المسلحون النار في الهواء لترويع السكان قبل أن يسحبوا الجثامين وينسحبوا من القرية.
وفي سياق متصل، وصلت جثة عقيد مهندس في البحوث العلمية سابقا، وهو من أبناء قرية القناقية في ريف حمص، إلى مشفى حمص الكبير، بعد أكثر من 10 أيام على اعتقاله خلال الحملة التي شنتها الفصائل التابعة للقيادة العامة في دمشق على القرية بتاريخ 23 يناير/ كانون الثاني.
بلغ عدد الذين قتلوا داخل سجون إدارة العمليات العسكرية 14 معتقلا، أكثرهم من أبناء محافظة حمص، بعد احتجازهم خلال العمليات الأمنية وعلى الحواجز، في تصاعد مقلق لحالات التعذيب داخل مراكز الاحتجاز.
وقد عُثر على جثة شاب مقتولاً بالرصاص المباشر في منطقة الرأس، وعلى جثته آثار تعذيب، ملقاة قرب مقبرة تل النصر في ريف حمص.
ووفقاً للمعلومات، فإن الشاب ينحدر من قرية الكنيسة بريف حمص الغربي وقد تم اعتقاله من قبل مسلحين يعملون مع إدارة العمليات العسكرية بتاريخ 22 كانون الثاني الفائت.
وقبل ذلك، أكدت إدارة الأمن العام في حمص وفاة الشاب لؤي طلال طيارة في أحد مراكز الاحتجاز التابعة لها، نتيجة "تجاوزات" من قبل بعض عناصرها الأمنية. وأوضحت الإدارة أنها فتحت تحقيقًا رسميًا تحت إشراف النيابة العامة، وتم توقيف جميع العناصر المتورطين وإحالتهم إلى القضاء العسكري.