عاجل

الأمم المتحدة: الانفجارات التي وقعت أمس بشكل متزامن في لبنان وسوريا "غير مقبولة"

logo
العالم العربي

هل "تنتقم" إسرائيل لضحايا مجدل شمس أم "تدق الأسافين" بين العرب والدروز؟

هل "تنتقم" إسرائيل لضحايا مجدل شمس أم "تدق الأسافين" بين العرب والدروز؟
أشخاص ينظرون إلى أضرار عملية مجدل شمسالمصدر: رويترز
28 يوليو 2024، 7:06 ص

إسلام حمزاوي

جاءت عملية "مجدل شمس"، والتصعيد الحوثي، ليعقّدا الأمور، في وقت كان من المنتظر فيه، أيّ بشارة فيما يتعلق باجتماع روما الرباعي بشأن استئناف مفاوضات هدنة غزنة، بحسب محللين، رأوا أن إسرائيل لن تدخل الحرب مع "حزب الله"، انتقامًا للدروز الذين قُتلوا في الجولان، وأن هدفها محاصرة الميليشيا جنوبي لبنان، مرجحين أن يحدث الهجوم نعرة بين العرب والدروز.

النائب العربي الأسبق بالكنيست الإسرائيلي الدكتور جمال زحالقة، الذي قدم واجب العزاء لأهالي مجدل شمس، حذّر من "دق إسرائيل للأسافين بين أبناء شعوب الشمال العرب والدروز"، مشيرًا إلى أن "أهالي القرية يرفضون الهوية الإسرائيلية حتى الآن".

وأكد زحالقة، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل لن تخوض حربًا كبيرة (شاملة) إلا بموافقة ومباركة أمريكية وغربية؛ لأنها بحاجة إلى الأسلحة والذخيرة والغطاء الأمريكي والغربي؛ فالاقتصاد الإسرائيلي لن يتحمل حربًا كهذه".

وشدد على أن "إسرائيل لن تتحمل فحص إمكانيات الجبهة الداخلية وتبعات الحرب، فيما ستضطر لتجميد الحرب في غزة للتركيز على الشمال"، مضيفًا أن "كل هذه الشروط غير متوفرة إلى الآن".

وأشار إلى أن "هناك تحريضًا كبيرًا الآن في الإعلام الإسرائيلي من كل الفئات العسكرية والصحفية والسياسية للقيام بعملية واسعة في لبنان"، مستدركًا أنه "لا يعتقد أن تتخطى إسرائيل عتبة الحرب".

وتوقع أنه "من الممكن أن تُصعد بعملية انتقامية، دون حرب مع لبنان، أو في المنطقة".

أخبار ذات علاقة

دعوات لـ"تمزيق بيروت".. هجوم مجدل شمس يشعل نزعة الانتقام الإسرائيلية

 ونوه زحالقة إلى ملاحظة "أيديولوجية"، هي أن "الضحية ليست يهودية، بل من عرب الدروز، وهذا في العقلية الإسرائيلية أقل بكثير، ولهذا السبب أتوقع ردًّا إسرائيليًّا قويًّا، ولكن ليس مدوّيًا".

وأضاف أن "القيادة العسكرية الإسرائيلية اجتمعت لإكمال الصورة بقيادة نتنياهو من واشنطن، لكن الأخطر الآن محاولة الوقيعة بين الدروز والعرب عمومًا، لكن القوى الوطنية في الجولان عميقة، واستبعد أن يكون هناك قصف من حزب الله يستهدف دروز الجولان".

فيما تساءل خبير الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية ورئيس التحرير التنفيذي لمجلة "روز اليوسف" المصرية إسلام كمال، عن "التشابه، بشكل ما، بين هجوم مسيرة يافا الحوثية في قلب تل أبيب، التي مرت من منظومة القبة الحديدية التي يتحدثون عنها، وحادث مجدل شمس المتهم فيه حزب الله رغم نفيه، والذي مر صاروخه من القبة أيضًا، وقبل هذا أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول في حد ذاتها".

وقال إن "الإجابة تؤكد أن كل هذه القوى تتحرك لمصالحها بالاتفاق مع إسرائيل ومعسكرها لتحقيق مصالح معقدة على حساب شعوب ودول المنطقة، التي تدفع فاتورة كل ذلك".

وربط كمال بين توقيت الحادث المثير الذي قضى فيه 11 طفلًا وشابًّا، وأصيب 29 آخرون، وتوقيت اجتماع روما المخابراتي المرتقب، مؤكدًا أن الاجتماع سيتأثر بالمستجدات، "رغم أن الأمر بعيد عن الموضوع الأساس وهو محاولات استئناف مفاوضات هدنة غزة، مع المطالب الجديدة لنتنياهو، التي ستعرقلها مجددًا".

وحذر كمال من "نعرة دينية وقبلية جديدة للمواجهات في الشمال المحتل، بالذات لأن الضحايا والجرحى من الدروز، ومن الممكن أن يلقي الأمر بظلاله، حتى على حرب أهلية في لبنان، لو غضب دروز لبنان لأقاربهم في الجولان، والأجواء بالفعل عصيبة".

ونفى "حزب الله" إطلاقه الصاروخ فور الحادث، وروج الإعلاميون المقربون منه إلى أن الصاروخ أطلق من منظومة القبة الحديدية.

ومن ناحية أخرى، ذهب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عاطف عبد الغني، إلى أن "ضربة مجدل شمس بمثابة صفعة أخرى قوية على وجه إسرائيل، وطعنة مؤثرة بجسد المؤسسة العسكرية الصهيونية، وقد تحدث الضربة تحولًا نوعيًّا في القتال ضد حزب الله المتهم الأول بتوجيه الضربة".

وأضاف عبد الغني أنه "بعد هذه الضربة سيرمي الجيش الإسرائيلي بثقله على جبهة لبنان وحزب الله، وسوف ترتفع وتيرة التهييج من الوزراء اليمينيين المتطرفين في حكومة نتنياهو ضد لبنان، تصورًا منهم أنه يمكن أن ينفذوا سيناريو غزة في لبنان، وهذا على ما أعتقد تقدير سيئ جدًّا للموقف، مع التأكيد أن جبهة لبنان تختلف تمامًا عن غزة، وأن إسرائيل لو حاولت أن تشن هجومًا بريًّا على هذه الجبهة ستتكبد خسائر فادحة".

"وعلى هذا الأساس، فمن المتوقع الآتي: أن تشن إسرائيل هجمات مكثفة من خلال سلاح الجو على هذه الجبهة، وتحاول أن تستهدف بنى تحتية، وتوجيه ضربات مؤثرة في الجانب المدني، والتوغل إلى الداخل اللبناني بقدر ما تستطيع"، وفق عبد الغني.

وختم بالقول: "في المقابل سوف يوسع الجانب اللبناني من جدول النيران الخاصة في مستوطنات إسرائيل، وسيضرب ما يطوله منها".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC