الحاجة إلى "حرب دائمة".. لماذا تصاعدت الغارات الإسرائيلية على سوريا؟

تصاعدت الغارات الإسرائيلية على سوريا، وسط مخاوف من امتداد رقعة الحرب إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط ودعوات إلى وقف إطلاق النار.

ويعتقد المحلل السياسي سركيس أبو زيد أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين  نتنياهو يحتاج إلى حرب دائمة لتعبئة الرأي العام لمصلحته، وتوريط الولايات المتحدة في صراع مع إيران، خوفًا من تفاهم محتمل بين واشنطن وطهران لا يصب في مصلحة إسرائيل".

وقال أبو زيد لـ"إرم نيوز" إن "إسرائيل أظهرت مطامعها في الأراضي السورية واللبنانية والأردنية لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى. والساسة في تل أبيب يرون أن الوقت الحالي هو الأنسب لاحتلال مزيد من الأراضي لتحقيق هذا الهدف، حتى لو كان على مراحل" وفق تقديره.

وأشار أبو زيد إلى حتمية استمرار الحروب الإسرائيلية في المنطقة، نتيجة مشروع نتنياهو القائم على عدم الاعتراف بدولة فلسطينية أو بسيادة الدول المحيطة.

وأضاف أن "نتنياهو يطمح إلى تغيير موازين القوى وضم الجولان وغزة والضفة بعد تهجير الفلسطينيين، وليس هناك سبيل لذلك سوى تصعيد الحرب والحفاظ على استمرارها لتحقيق أكبر قدر من المكاسب."

وعبر أبو زيد عن استغرابه من "الصمت الروسي على تصاعد الاعتداءات على سوريا، رغم أن إحدى الغارات الإسرائيلية استهدفت مستودعًا بالقرب من قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية"، متوقعاً أن يكون سبب ذلك انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا، أو لرغبتها في أن تتورط الولايات المتحدة بحرب في الشرق الأوسط، مما يضعها في موقف محرج عسكريًا ودوليًا" وفق قراءته.

ومن جهته، أشار المحلل السياسي طارق الأحمد، إلى أن "المشروع الإسرائيلي توسعي احتلالي بطبيعته، ولا سبيل لتحقيقه إلا بالحروب التي تشنها إسرائيل كلما وجدت أن الظروف تساعدها على ذلك سواء في سوريا أم غيرها لاحقاً".

وأكد أن "الهجوم على منطقة  المزة الحيوية المليئة بالسفارات والمكتظة بالسكان، يشي بتصاعد الحرب، ومن المرجح أن تستهدف إسرائيل دولاً عديدة في المنطقة".

ويستند الأحمد إلى تصريحات الوزراء الإسرائيليين، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي ظهر في اجتماع يهودي في باريس ومعه خريطة لإسرائيل تضم فلسطين والأردن.

ويضيف الأحمد أن "الإسرائيليين يرون أن هذا الوقت مناسب لتحقيق خطوة في مشروعهم التوسعي، وقد جاهروا بذلك مرات عديدة، كان آخرها نتنياهو الذي دعا لتهجير الفلسطينيين واحتلال الضفة وغزة."

وبدوره، يرى المحلل السياسي مازن بلال أن "إسرائيل تعدّ سوريا قاعدة لوجستية لـ "حزب الله"، ولذلك نفذت اعتداءات متكررة على مناطق مختلفة من سوريا قبل السابع من أكتوبر وبدء العدوان على غزة".

وقال في حديث لـ"إرم نيوز" إنّ "السبب الثاني لتصاعد الهجمات الإسرائيلية على سوريا هو طبيعة العلاقة السورية-الإيرانية، التي تعدها تل أبيب علاقة عسكرية تهدف إلى تطوير قدرات مشتركة لمواجهة إسرائيل."

وأشار بلال إلى أن تصاعد الهجمات الإسرائيلية على سوريا أمر طبيعي في هذه المرحلة، إذ إن "الأراضي السورية جزء من الجبهات المفتوحة، حتى لو كانت العمليات العسكرية فيها أقل."

ولفت إلى أنه لو كانت إسرائيل قادرة على الدخول في صراع عسكري مباشر مع سوريا، لما ترددت في القيام بذلك.