وصول وزير الخارجية الإيراني إلى مصر ضمن جولته في دول المنطقة

logo
العالم العربي

"خيط رفيع".. هل ينجح العراق في كبح الميليشيات؟

"خيط رفيع".. هل ينجح العراق في كبح الميليشيات؟
جنازة في العراق لنائب رئيس الحرس الثوري الإيرانيالمصدر: رويترز
16 أكتوبر 2024، 8:53 ص

يرى خبراء أن الدولة العراقية نجحت في مواجهة "مخطط" كان يرمي لتحويل البلاد إلى جبهة حرب مفتوحة، رغم العمليات العسكرية التي انطلقت من الأراضي العراقية باتجاه إسرائيل أو القواعد الأمريكية في المنطقة.

وانخرطت بعض الميليشيات العراقية سريعًا في الحرب التي اندلعت في المنطقة بدءًا من العمليات العسكرية في قطاع غزة، وصولًا إلى توسّعها إلى جبهة لبنان، وذلك عبر قصف قواعد التحالف الدولي، أو استهداف إسرائيل بالطائرات المسيَّرة، حيث صعَّدت خطابها، في بادئ الأمر، بشأن ضرورة تكثيف الهجمات على إسرائيل، وتحويل العراق إلى جبهة مفتوحة.

وفي هذا الإطار، دعا الأمين العام لكتائب حزب الله العراقية أبو حسين الحميداوي ما يسمى بـ"المقاومة الإسلامية" إلى الاستعداد لاحتمال توسع هذه الحرب.

ومن جهتها، أطلقت الحكومة العراقية حراكًا مكثفًا لضبط إيقاع تحركات الميليشيات وإعادة الأمور إلى نصابها الرسمي. 

وساطة الأعرجي 

وقال مصدر مطلع لـ"إرم نيوز"، إن مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، أجرى منذ أيام اتصالات مكثفة مع قادة الميليشيات المسلحة بشأن ضرورة التهدئة والانخراط في المسارات الرسمية المحددة لمواجهة هذه الأزمة.

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن "لقاءات الأعرجي التي أجراها مع هادي العامري زعيم منظمة بدر، وكذلك مع ممثلين عن كتائب حزب الله، وحركة النجباء، وميليشيات أخرى صغيرة، آتت أكلها، وتم الاتفاق على خفض التصعيد لمستوى محدود، كمرحلة أولى لاجتياز الأزمة، وتجنيب البلاد مخاطر الصراع الدائم". 

ومؤخرًا أكد الأعرجي في لقاء متلفز، أن "الحكومة هي من تمتلك حصرًا صلاحية إصدار قرار الحرب والسلم، ولا نيَّة لدى العراق للدخول بحرب قد لا تُحمد عقباها".

وشدد على أن "من مصلحتنا كعراقيين أن نتجنب التصعيد العسكري، ونترك للحكومة فرصها الكاملة للعمل الدبلوماسي، والضغط بكافة المجالات لخفض التصعيد ووقف آلة القتل والحرب".

خيط رفيع 

من جهته، قال فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إن "هناك آليات ومؤسسات هي المعنية باتخاذ القرار الخارجي العراقي، فالحكومة ومِن خلفِها الإطار التنسيقي وتحالف إدارة الدولة، هي المعنية باتخاذ القرار، والنجف تمثل البوصلة في ذلك".

أخبار ذات علاقة

خبراء: جبهة لبنان منحت نتنياهو وائتلافه "قبلة الحياة"

 

وأضاف الشمري، في تصريحات تلفزيونية، أن "الحكومة تحاول السير على خيط رفيع من التوازن، وهذا الخيط سيتحمل الضغوطات الحالية". 

وأشار إلى أن المرجع الديني الأعلى في النجف علي السيستاني، عندما أصدر بيانًا بشأن مجمل أوضاع لبنان، حدد مسارات التعامل مع تلك القضية، وذلك عبر توفير الدعم الإنساني للنازحين اللبنانيين، مع تأكيد ضرورة وقف الحرب برمتها.

وجاء ذلك في وقت كانت فيه أوساط الميليشيات المسلحة تتحدث عن إمكانية صدور فتوى بالقتال خارج البلاد، وهو ما لم يحدث، ليمثل انعطافة أخرى وتأكيدًا على ضرورة الالتزام بالموقف الرسمي الصادر عن الحكومة العراقية ومؤسساتها. 

استعادة زمام الأمور

بدوره، يرى الخبير في الشأن الأمني، حميد العبيدي، أن "الحكومة العراقية تمكنت حتى الآن من استعادة زمام الأمور، وإن كان بشكل غير تام".

وقال إنها "رسمت سياستها وحددت مصلحة العراق، وما ينبغي عليه فعله في هذه الأزمة، كما أنها أعلنت هذه السياسة بوضوح عبر الفريق الحكومي، وهي الآن تسعى إلى إلزام الجميع بها".

وبيَّن العبيدي لـ"إرم نيوز" أن "القرار الرسمي تمكن من كبح جماح الميليشيات المسلحة، وأعادها إلى نشاطاتها السابقة التي تتمثل ببعض الاستهدافات لقواعد التحالف وكذلك إسرائيل لإدامة وجودها".

وأشار إلى أن "الفعاليات العراقية تدرك طبيعة الأزمة، لذلك التزمت بالقرار الرسمي الذي يتوافق مع الرؤية العربية بشأن التعاطي مع هذه التوترات".

أدوار مختلفة

أما الباحث في الشأن السياسي، المقرب من الفصائل المسلحة، حيدر البرزنجي، فيرى أن "عمليات الميليشيات لم تنته بعد، لكن الأدوار مختلفة والهدف واحد، فالحكومة لها سياقاتها ولها أولوياتها التي ربما تختلف عن أولويات الميليشيات"، بحسب قوله.

ولفت البرزنجي خلال حديثه لـ"إرم نيوز" إلى أن العراق لا يزال ضمن مبدأ "وحدة الساحات"، وأن الحديث عن خروجه منه "غير دقيق".

ويشير مفهوم "وحدة الساحات" المتداول بين الميليشيات الموالية لإيران إلى اتصالها بالقضية الفلسطينية ولبنان ضمن أهداف موحدة وعدو واحد.

أخبار ذات علاقة

خبراء: الفصائل العراقية "ضحية إيران" التالية

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC