وزير الخارجية الصيني: بكين وموسكو ستعملان على دفع العلاقات إلى "مستوى جديد"
قالت مصادر سورية مطلعة، إن التطورات الخطيرة التي يشهدها الجنوب السوري ستكون ضمن أجندة عمل زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى العاصمة الأردنية المقررة اليوم الأربعاء.
وسيبحث الشرع مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال الزيارة، قضايا تعزيز العلاقات بين البلدين خلال الفترة القادمة.
وأكدت المصادر في تصريح لـ"إرم نيوز" أن المستجدات التي شهدها الملف السوري المثقل بالاستحقاقات في علاقاته مع دول الجوار باتت تشكل تحدّيات فائقة الحرج للسلطات الجديدة في دمشق.
وأشاروا على وجه الخصوص إلى التطورات المتعلقة بالأحداث التي يشهدها الشريط الحدودي مع الأردن والاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية؛ ما اقتضى إعادة برمجة الأولويات في محادثات القمة الأردنية السورية.
وأضافت المصادر، أن التحذيرات التي وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الأحد الماضي، للإدارة الجديدة في دمشق، بجعل جنوب سوريا المُطلّ على الأردن منزوع السلاح بالكامل، ومحظورًا على قوات الدولة الانتشار فيه، هي مستجدات تفرض نفسها على مشاورات قمة عمان اليوم.
وبتقدير المحلل السياسي جمعة سليمان النسعة، فإن صدارة هذا المستجدّ لجدول مباحثات الرئيس السوري والعاهل الأردني أمر طبيعي تقتضيه الأهمية الراجحة التي تمثلها المحافظات السورية الحدودية الثلاث: درعا والسويداء والقنيطرة، بالنسبة للبلدين في مختلف الجوانب الأمنية والسياسية والاجتماعية.
وذكر أن ما صدر عن نتنياهو من ترتيبات أمنية واجتماعية للشريط السوري جنوب دمشق، يعنى إدامة الاحتلال بمعطيات تُقلق الأردن بقدر لا يقل عن خطورته بالنسبة لسوريا.
وأضاف المحلل النسعة، أنه ربما لهذا السبب يصطحب الرئيس الشرع في زيارته لعمّان وزيرَي دفاعه مرهف أبو قصرة، وخارجيته أسعد الشيباني.
واستذكر النسعة، في حديثه مع "إرم نيوز"، أن تهديدات نتنياهو الأخيرة للإدارة السورية الجديدة، تضمّنت مع نزع السلاح في جنوب سوريا، إعلانًا رسميًّا بالرعاية الإسرائيلية لإحدى الطوائف الأصيلة في بلاد الشام، وتحذيرًا لمن يهددها، وهي الطائفة الدرزية.
وأكد أن هذا يعني أن إسرائيل وضعت نفسها ضمن المعادلة السورية الداخلية التي شهدت في الأيام القليلة الماضية احتقانات مسلّحة تحمل لغة الانفصال.
يشار إلى أنه مباشرة بعد تصريحات نتنياهو عن ضرورة إخلاء الجنوب السوري من أي قوات، وعن حماية إسرائيل لإحدى طوائفه، أعلن 13 ضابطًا سوريًّا منشقًّا عن الجيش المنحل، برئاسة العقيد طارق الشوفي، تشكيل "المجلس العسكري في السويداء".
وأجرى هذا التشكيل العسكري الجديد استعراضًا عسكريًّا في الريف الجنوبي للمحافظة، المتاخم للحدود الأردنية.
المحلل السياسي لطيف أبو نبوت قرأ في هذه المستجدات على المشهد السوري في حدوده الجغرافية مع الأردن، تبريرًا كافيًا لقمة عمان اليوم بأن تعيد برمجة جدول أعمالها وتجعل هذا الملف القضية الأولى في محادثات الرئيس السوري والعاهل الأردني.
وبين البلدين قضايا عالقة بعضها بشكل مزمن، مثل: قضايا المياه والحدود واللاجئين والتهريب والإرهاب.
وكان وزيرا خارجية البلدين، أيمن الصفدي وأسعد الشيباني، بحَثا هذه الملفات في عمان ودمشق واتفقا على تشكيل لجان مشتركة في مجالات الطاقة والصحة والتجارة والمياه.
وبتقدير المحلل أبو نبوت، فإن الجوار الجغرافي للأردن مع المحافظات السورية الثلاث التي طالب نتنياهو بنزع سلاحها وحماية الطائفة الدرزية فيها، كفيل بأن يستنفر الهواجس في العقل السياسي والأمني الأردني ويجعل القضية بندًا أوَّلًا في محادثات القمة اليوم.
وأشار إلى أن إسرائيل لم تعد تخفي قرارها بالاحتلال طويل الأمد للشريط الحدودي الجنوبي، وأنها ذاهبة في هذا الاتجاه إلى رعاية طائفة وتشجيعها على الانفصال.
ووصف هذا التسارع في جنوب سوريا بأنه يشكل إخلالًا إضافيًّا بالاستقرار الإقليمي يفرض نفسه على قمة عمان اليوم، ويستحق أن يكون على أجندة قمة القاهرة في الرابع من الشهر القادم.