وزير الدفاع الإسرائيلي: "لن تدخل أي مساعدات إنسانية غزة"
يتمسك طرفا القتال في قطاع غزة بمواقفهما المتعلقة بالتهدئة وصفقة تبادل الأسرى، ما يُعيق إنهاء الحرب، ويرجح بقاء جبهة غزة مفتوحة أمام سيناريو حرب طويلة الأمد بين إسرائيل وحركة حماس دون التوصل لاتفاق تسوية.
ويرفض نتنياهو أي تسوية ويتمسك بإنهاء حكم حماس في غزة، بالرغم من مطالبات الجيش الإسرائيلي له بوقف القتال، خاصة أن ذلك يعرض حياة الرهائن في القطاع للخطر، ويؤدي إلى إنهاء ملف المختطفين بشكل كامل.
وتؤكد حماس أنه لن يكون هناك صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل إلا بعد انتهاء الحرب في القطاع، قائلة "دون وقف الحرب، لا يوجد تبادل أسرى، فهي معادلة مترابطة، ونقول بوضوح نريد أن يتوقف هذا العدوان، ويجب أن يتوقف أولًا لكي يتم أي تبادل للأسرى".
سيناريو واحد
وقال المحلل السياسي، فريد أبو ضهير، إن "تمسك طرفي القتال في غزة بشروطهما من أجل التهدئة تؤكد أن القطاع لن يكون إلا أمام سيناريو واحد يتمثل في حرب مفتوحة وطويلة الأمد من دون أهداف أو ملامح واضحة لنهايتها".
وأوضح أبو ضهير، لـ"إرم نيوز"، أن "نتنياهو يسعى لتحقيق أهداف سياسية تضمن إعادة انتخابه رئيسًا للوزراء لولاية جديدة، ما يعني أن استمرار الحرب حتى انتخابات الكنيست المقبلة الخيار الأفضل بالنسبة له".
وأشار إلى أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي يقاوم جميع الضغوط المتعلقة بوقف الحرب على غزة والتوصل لاتفاق مع حماس"، مؤكدًا أن قرارات نتنياهو تؤكد رغبته في استمرار القتال لفترة أطول من المتوقع، ولأعوام إضافية.
وبين أن "حماس بدورها لا ترغب باتفاق لا يمكنها من الاستمرار بحكم غزة، بالرغم من استعدادها لتقديم بعض التنازلات في هذا الملف لصالح السلطة الفلسطينية، وذلك من أجل ضمان إعادة إعمار القطاع وتقديم المساعدات الإنسانية لسكانه".
وأضاف "بتقديري الحركة مستعدة للتنازل عن جميع شروطها التي نفذت على أساسها هجوم أكتوبر، إلا أنها ترفض التنازل عن حكم غزة، وهو الأمر الذي يعدُّ إستراتيجياً بالنسبة لها، وأحد عوامل القوة لها داخليًّا وخارجيًّا".
واقع جديد
وقال المحلل السياسي، طلال عوكل، إنه "من المستبعد أن يتم التوصل لاتفاق تهدئة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة خلال الأشهر المقبلة"، لافتًا إلى أن إسرائيل رسخت واقعًا جديد في القطاع يصعب على الحركة التعامل معه.
وأوضح عوكل، لـ"إرم نيوز"، أن "هذا الواقع يقوم على التواجد العسكري الإسرائيلي لسنوات، ويجعل من غزة نموذجًا مطابقًا لنموذج الضفة الغربية"، مؤكدًا أن إسرائيل لن تسمح بتغيير هذا الواقع وستواصل تعزيز فرصة خسارة حماس.
وبين أنه "لا يوجد أي حل وسط في الوقت الراهن، وأن التعويل على إمكانية نجاح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في التوصل لاتفاق بين الطرفين غير واقعي، خاصة أن ترامب سيعمل على فرض رؤيته، كما أنه يحتاج لأشهر للتوصل لرؤية حول اليوم التالي للحرب".
وشدد المحلل السياسي، أن "عدم وجود رؤية واضحة لقطاع غزة فيما يتعلق باليوم التالي للحرب من الأسباب الأساسية في تأخير التوصل لاتفاق تهدئة"، مبينًا أن الرؤية الإسرائيلية لا يمكن للفلسطينيين قبولها، كما أن الوضع الراهن بغزة بحاجة لتدخل إقليمي ودولي.