"نيويورك تايمز": استمرار تخصيب اليورانيوم في إيران محلّ خلاف ويتسبب بانقسامات داخل الفريق الأمريكي
رجّح مراقبون أن يؤدي استهداف إسرائيل للعراق، إلى شرخ كبير في العملية السياسية فيه، وتعطيل الانتخابات التشريعية المقبلة.
وترقب العراق ضربة إسرائيلية، خلال الأيام القليلة الماضية، رغم كل الجهود الدبلوماسية، التي يبذلها بهدف إقناع، واشنطن ولندن، بشكل خاص للضغط على تل أبيب للتراجع عن قرار استهدافها العراق.
كما وجه العراق رسائل رسمية إلى مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ردًا على تهديدات إسرائيل بقصف العراق.
وانقسم الشارع العراقي السياسي والشعبي حول مدى الدعم المقدم لكل من غزة والجنوب اللبناني، ففي الوقت الذي تدفع فيه بعض الأحزاب السياسية المرتبطة بإيران باتجاه تقدم كل الدعم الإغاثي واللوجستي والعسكري تقف باقي الأحزاب خاصة الكردية والسنية عند الدعم الاغاثي، محذّرين من توريط العراق بحرب شاملة.
وقال الأكاديمي والخبير الإستراتيجي، عادل الغراوي، إنه إذا "وقعت ضربة إسرائيلية على العراق فإنها ستؤثر بشكل مباشر على المشهد السياسي، والانتخابات العراقية المقبلة، وهو يعتمد وفق المعطيات على عدة عوامل، منها طبيعة الضربة، ومداها، ومحدوديتها".
وبيّن لـ"إرم نيوز"، أنه "إذا كانت الضربة تستهدف مواقع داخل العراق، مثل الجماعات المسلحة المرتبطة بإيران، فإنها قد تُشعل ردود فعل قوية على المستويين الشعبي والسياسي، وقد يُستخدم هذا الحدث كورقة في الحملات الانتخابية من قبل الأطراف المختلفة".
وأكد الغراوي أن "الخطاب السياسية للأحزاب القريبة من إيران قد تستخدم الحادثة للتأكيد على أهمية مواجهة، التهديد الإسرائيلي، وتعزيز مواقفها المناهضة لتل أبيب، خاصة مع تأثير تلك الدعاية على قاعدتها الشعبية في مناطق وسط وجنوب البلاد".
وذكر أن "الأطراف السياسية الأخرى المناهضة ستسعى إلى توريط العراق بالحرب إلى تقديم نفسها كقوة توازن أو تطالب بتجنب التصعيد للحفاظ على الاستقرار، وهذا بمجمله سيؤدي إلى انقسام الأحزاب السياسية ودخولها في صراعات واسعة".
ويعيش العراق منذ تغيير النظام السابق العام 2003 انقسامًا حادًا في الرؤية السياسية نظرًا لتعدد الأحزاب، واختلاف مرجعياتها السياسية، وتوجهاتها تجاه القضايا الداخلية والخارجية على حد سواء.
بدوره رأى المحلل السياسي، محمد الزيدي، أن الضربة الإسرائيلية ستعمل على إيجاد "شرخ" كبير في جسد العملية السياسية، التي تعد "هشة" في الأصل، لما تحمله من تقلبات على مدى 20 عامًا مضت.
وقال لـ "إرم نيوز"، إن "العملية السياسية تعتمد على التوافقات ما بين الكتل والأحزاب الممثلة لمكونات الشعب العراقي، ودائمًا ما تتعمق الخلافات بين تلك الأحزاب في القضايا السيادية والمصيرية".
وأضاف الزيدي أن "المكونات منقسمة حول حرب غزة ولبنان، لذا ان حدثت الضربة الإسرائيلية، فإن كل الأطراف المعارضة للحرب ستحمل الأحزاب (الشيعية) الموالية لإيران مسؤولية تلك الحرب، وبالتالي عودة الصدع بين الأحزاب الحاكمة".
وسيثير أي استهداف إسرائيلي للعراق غضبًا شعبيًا ويوجه التركيز نحو القضايا الأمنية والسيادية، مما سيجعل الناخبين يميلون لدعم الأحزاب التي تبدو أكثر قدرة على حماية السيادة العراقية، من تلك التي ورطت البلاد بالحرب.
وكانت تل أبيب قد دعت بغداد، للالتزام بتعهداتها والوقف الفوري لهجمات الميليشيات المسلحة، وأبلغت مجلس الأمن الدولي بحق الرد على تلك الهجمات.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي قد دخل حيز التنفيذ، أمس الأربعاء، بعد عمليات قتالية استمرت لأكثر من عام.
إلا أن عملية وقف إطلاق النار تلك لن تشمل العراق، بحسب ما قاله، وزير المالية الإسرائيلي، زئيف إلكين، بإن "وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله لا يشمل وكلاء إيران في اليمن والعراق".
من جهته رجّح الكاتب والمعارض السياسي، هارون محمد، أن تدفع الضربة الإسرائيلية لتأجيل الانتخابات العراقية إلى عام كامل أو أكثر، لما سيكون لها من تأثيرات كبيرة على الساحة السياسية والأمنية في البلاد.
وقال لـ"إرم نيوز"، إن "الانتخابات المزمع اجراؤها، في عام 2025، ستخضع لمعطيات عديدة، منها الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، وفي حال تم تلقي ضربة إسرائيلية، قد تستغل الحكومة تلك الاضطرابات ونتائجها بهدف تأجيل الانتخابات، وبهذا سيعود بالنفع عليها لتمديد عمر الحكومة".