تمكنت إسرائيل في الضربة الأولى من استئناف الحرب في قطاع غزة من تصفية قيادات حكومية وأمنية بارزة، ما يثير التساؤلات حول إمكانية نجاحها في إنهاء قبضة حركة حماس على القطاع، وهو الهدف الذي تتمسك إسرائيل به.
وأعلنت حركة حماس مقتل عدد من قياداتها بينهم رئيس اللجنة الإدارية لغزة عصام الدعاليس، ومدير عام قوى الأمن الداخلي، محمود أبو وطفة، وبهجت أبو سلطان مسؤول العمليات المركزية في داخلية غزة، وأحمد عمر الحتة وكيل وزارة العدل في اللجنة الحكومية التي تديرها حركة حماس.
موقف حركة حماس
ويرى الخبير في الشأن السياسي، يونس الزريعي، أن "تصفية إسرائيل لقيادات أمنية ومدنية في غزة لا تؤثر على حركة حماس، لأن عملية استبدال الأشخاص بالنسبة للحركة سهلة وليست معقدة"، مبيناً أن هذه الأجهزة بالنسبة للحركة لا تقوم على فرد.
وأوضح الزريعي، لـ"إرم نيوز"، أن "الحركة تعتمد مبدأ التغيير، ولا تقوم على فرد وهو قابل للتغيير والإقالة، والأجهزة قائمة على هيكلية وغياب الفرد مباشرة لا يؤثر بشكل كبير"، مشيراً إلى أن حركة حماس يمكنها مواصلة الحكم.
وأضاف أن "هذه الشخصيات لا يتم تأمينها بمناطق يصعب الوصول إليها، وهم عرضة للاغتيال بشكل أسهل من القيادات العسكرية، خاصة أن عدداً منهم مضطر للتعامل مع الجمهور بشكل مباشر، لإدارة شؤون قطاع غزة".
وتابع أن "هؤلاء ليسوا أهدافاً عسكرية، واستهدافهم يأتي من أجل إرضاء وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وإعادته للحكومة الإسرائيلية"، مشدداً على أن نتنياهو نجح في هذا الأمر، وتمكن من تعزيز قوة ائتلافه الحكومي.
ووفق المحلل السياسي، فإنه "حتى لو احتلت إسرائيل قطاع غزة بشكل كامل لن يتغير موقف حركة حماس من الحكم، خاصة أن المفاوضين في الخارج والضغط العسكري لا يمكن أن يحقق أي نتائج"، قائلًا: إن "حركة حماس أخرجت قيادتها المؤثرة والمهمة من غزة قبل الحرب".
تنازلات من حماس
في المقابل، يرى الخبير في الشأن السياسي، جهاد حمد، أن "عمليات الاغتيال الأخيرة ستدفع الحركة لتقديم تنازلات جوهرية فيما يتعلق بالحكم، وستجبرها على القبول بتسليم إدارة القطاع لأي جهة يتم التوافق عليها خلال الفترة المقبلة".
وقال حمد، لـ"إرم نيوز"، إن "الحركة تشهد تراجعاً في قدرتها على حكم القطاع، ومن الواضح أنها فقدت قبضتها الإدارية والأمنية على غزة، وهو الأمر الذي سيجبرها للسعي نحو التوصل لاتفاق يضمن بقاء بعض هياكلها الإدارية".
وأشار إلى أن "اللقاء المباشر مع الولايات المتحدة عزز آمال حركة حماس في البقاء بالحكم؛ إلا أن الواقع الحالي يثبت أن الحركة وقعت في الفخ السياسي للإدارة الأمريكية، وتحملت أعباء عدم التوصل لاتفاق جديد بشأن تبادل الرهائن".
وبين أن "الحركة وفي حال إصرارها على البقاء في الحكم فإنها ستجد صعوبة في إدارة غزة، وستكون سبباً في تدمير ما تبقى منه"، مؤكداً على ضرورة أن تقبل حركة حماس بالواقع الجديد، وتتمسك بالخطة المصرية لإعادة إعمار القطاع.