ترامب: الصين "أصيبت بالذعر" بعد فرض الرسوم الجمركية الجديدة
أثار إعلان "حزب الله" تعيين رئيس جديد لوحدة "الارتباط" خلفًا لوفيق صفا، الذي استهدفه الجيش الإسرائيلي في 10 أكتوبر 2024، جدلاً واسعاً حول ما إذا كان هذا التعيين ضمن ترتيب داخلي للحزب أو نتيجة تصفية.
ولم يكشف "حزب الله" هوية البديل الجديد، كما لم يوضح ما إذا كان صفا على قيد الحياة أم لا.
معلومات متضاربة
وأفادت مصادر سياسية لبنانية لـ"إرم نيوز" بأن صفا يتلقى العلاج في إيران، وأن حالته الصحية تحسنت.
وذكرت المصادر أن تكليف بديل له في منصبه لا يعني بالضرورة وفاته، موضحةً أن الإعلان عن وفاته، إن حدث ذلك، لن يشكل مفاجأة، إذ إن الحزب سبق وأعلن وفاة قادة بارزين مثل هاشم صفي الدين، ولا يبدو أن المنصب يحتمل الانتظار في ظل الظروف الراهنة.
تحديات التواصل مع إيران
بحسب د. خالد العزي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية ببيروت، فإن اختيار بديل لصفا يعد ضرورياً، لا سيما في ظل مرحلة حرجة تتطلب تواصلاً فعالاً مع "الحرس الثوري" الإيراني.
وأشار العزي إلى أن إصابة "صفا"، حتى لو كان على قيد الحياة، قد تجعله غير قادر على القيام بدوره، خاصة أنه أصبح مكشوفاً ومراقباً ولا يستطيع التحرك بحرية.
وأوضح أن المنصب يتطلب شخصية لبنانية قادرة على التنسيق مع الجيش والحكومة والقوات الدولية، خصوصاً في ظل توجهات دولية متزايدة نحو تنفيذ القرارات الأممية، مثل القرار 1701.
سر نعيم قاسم
واستطرد العزي أن تعيين بديل لصفا يعكس صورة جديدة يعمل الإيرانيون على إظهارها، إذ يسعون لتقديم نعيم قاسم، الأمين العام الجديد للحزب، كقائد فعلي قادر على التفاوض وتحمل المسؤوليات بعد سلسلة ضربات استهدفت قيادات الحزب، بدءًا من الأمين العام السابق حسن نصر الله.
واعتبر العزي أن إيران تسعى لتحسين صورة الحزب واستعادة الثقة من بيئته الحاضنة، مشيراً إلى أن القائد الإيراني فلاح زاده لم يستطع إدارة الحزب بشكل مباشر في ظل محاولات طهران للترتيب الداخلي.
الترتيب الداخلي
بدوره، يرى الباحث السياسي اللبناني باسم معلوف أن التعيين يأتي كجزء من محاولة لترتيب البيت الداخلي لـ"حزب الله"، وتوفير قيادة قادرة على مواجهة التحديات.
وأوضح معلوف، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أن المرحلة المقبلة، التي تتضمن مباحثات حول وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701، تتطلب وجود قيادات قادرة على التعاطي مع هذا الواقع الجديد، حتى لا تؤثر المستجدات السياسية والعسكرية في قدرة الحزب على مواجهة الوضع القائم.
ترتيب الأولويات
واعتبر معلوف أن "حزب الله" يحتاج إلى ترتيب أولوياته، وهو ما يتم توجيهه مباشرة من طهران، إذ يتطلب ذلك وجود شخص قادر على القيام بدور "الارتباط" الذي يشمل تنسيق العلاقات الخارجية والمفاوضات، إضافةً إلى الترتيب العسكري والأمني مع إيران.
ورأى معلوف أن منصب "صفا" حيوي ويجب أن يكون مشغولاً لضمان استمرارية الترتيبات الأمنية والسياسية في هذه المرحلة الحساسة.
ويأتي تعيين بديل صفا ليعكس تحولاً في بنية الحزب وقدراته على التعامل مع الضغوط المتزايدة، سواء من الداخل أو الخارج، ويظهر أن "حزب الله" يسعى لضمان استقرار منصب "الارتباط" للحفاظ على تماسكه ومرونته في التعامل مع الظروف الإقليمية المعقدة، ضمن توجهات تهدف إلى تعزيز بنيته الداخلية وترتيب مواقعه القيادية بعد الضربات القاضية التي تلقاها.
