ترامب: الرسوم الجمركية على السيارات المصنّعة خارج الولايات المتحدة تدخل حيّز التنفيذ في 2 أبريل
أفادت صحيفة "معاريف" العبرية، الأحد، بأن ميليشيا "حزب الله" اختارت "ستاد كميل شمعون" بجوار مطار بيروت كموقع لتشييع جثمان أمينه العام، حسن نصر الله، في خطوة تهدف لتفادي أي ضربات جوية إسرائيلية قد تستهدف المراسم.
وذكرت الصحيفة أن الميليشيا تعتقد أن إسرائيل لن تقوم باستهداف هذا الموقع الحيوي بجوار المطار، بسبب أهميته الاستراتيجية بالنسبة للبنان، سواء على مستوى النقل أم على الصعيد السياحي، ما يقلل من احتمالية مهاجمته.
وكان الحزب قد تعرض لهزيمة قاسية في الحرب الأخيرة، وهو ما جعله يسعى لتحويل الجنازة إلى مناسبة لإظهار القوة السياسية والعسكرية، في محاولة لاستعراض قوته أمام المشاركين، الذين من المتوقع أن يصل عددهم إلى حوالي 80 ألف شخص، وفق تقديرات الصحيفة.
وأشارت "معاريف" إلى أن حزب الله اتخذ إجراءات احترازية لحماية الضيوف من الشخصيات السياسية والعسكرية المقررة حضورها من إيران، مثل قادة الحرس الثوري الإيراني وميليشيات الحوثي في اليمن، وكذلك قادة من الميليشيات الموالية لطهران، ومن المتوقع أن تكون هذه المراسم شديدة الحراسة، نظرًا لحساسية الحدث.
وفي خطوة إضافية لتحجيم أي تهديدات إسرائيلية، تم اختيار ستاد بيروت لإقامة مراسم التأبين، إذ يُعد موقعًا له أهمية خاصة ولن تجرؤ إسرائيل على استهدافه بسهولة نظراً للطابع المدني والرمزي لهذا الموقع في العاصمة اللبنانية. هذا الاختيار يعكس مدى الحذر الذي يبديه حزب الله في مواجهة التهديدات الإسرائيلية.
والصحيفة لفتت أيضًا إلى أن الجيش الإسرائيلي كان قد اتخذ قرارًا صارمًا بعدم السماح بتحويل الجنازات إلى مناسبات استعراض قوة، ففي وقت سابق، نفذت القوات الجوية الإسرائيلية ضربات على تجمعات مسلحة في الضفة الغربية كانت قد تحولت إلى استعراضات مسلحة خلال جنازات، إذ أطلق بعض المشاركين في الجنازات النار في الهواء.
وفي هذا السياق، قالت "معاريف" إن حزب الله يعكف على دراسة التفاصيل اللوجستية للمراسم بعناية، مع الأخذ في الاعتبار أن الحضور المتوقع من دول عدة قد يشكل فرصة لتعزيز العلاقة مع حلفائه في المنطقة. وعليه، يسعى الحزب لتقديم الجنازة كمناسبة لاستعراض التأثير السياسي والعسكري في المنطقة أمام الحضور، في وقت يمر فيه الشرق الأوسط بتوترات كبيرة، أبرزها الصراع مع إسرائيل.
وأضافت الصحيفة أن عدد الضيوف المتوقع للمشاركة في الجنازة قد يتجاوز تقديرات الحزب، مشيرة إلى أن الإعدادات الأمنية في بيروت ستكون على أعلى مستوى، لضمان سلامة المشاركين، لا سيما مع وجود قادة من إيران وميليشيات أخرى، الذين من الممكن أن يكونوا هدفًا محتملاً لضربات إسرائيلية.
وختمت "معاريف" بالقول، إن حزب الله اختار بعناية المكان والتوقيت للمراسم، مدركًا تمامًا أن أي خطوة غير مدروسة قد تعرض المراسم والمشاركين فيها للخطر. وبينما تزداد التوترات الإقليمية، سيكون للخطوة تأثيرات قد تتجاوز حدود لبنان، إذ قد تتفاعل مع المشهد الإقليمي بشكل واسع، لا سيما مع وجود حلفاء إقليميين ودوليين لحزب الله في هذا الحدث.