الجيش الإيراني: وصلنا مرحلة الردع العسكري المؤثر ولن نتردد في مواجهة الأطماع والتهديدات
يذهب خبراء إلى أن ميليشيا حزب الله افتتحت مرحلة جديدة من تاريخها بعدد تشييع أمينيها العامين: حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، حين حصر الأمين الحالي نعيم قاسم الأطر العامة للفترة المقبلة في تغليب السياسة على السلاح، بعكس المرحلة السابقة حيث كان للسلاح المرتبة الأولى في سلّم الأولويات.
"الميليشيا تغير جلدها"
ويقول المحلل السياسي، فتحي السيد، إن ميليشيا حزب الله قبل تشييع نصر الله ليست كما بعده، فكثير من المعادلات تغيرت داخليا وإقليميا، ما أجبرها على وضع أسس جديدة للتحكم في المرحلة المقبلة.
وأضاف أن هذه الأسس والأطر حددها ولو بطريقة غير مباشرة أمينه العام نعيم قاسم، خلال الكلمة التي ألقاها في الاحتفالية، فقد شدد على دور الدولة سواء فيما يتصل بتحرير الأرض وتحرير الأسرى، أو بإعادة الاعمار.
واستدرك بأن قاسم شدد على عدم التخلي عن مبدأ المقاومة، لكن بطريقة وصيغة مخففة وبعيدة عن الحدة المعهودة، لافتا إلى أن ميليشيا حزب الله تغيّر جلدها فقط، لكنها تبقي على الجوهر الأساسي مستترا.
موافقة إيرانية ضمنية
ويشير المختص بالشأن الإيراني لـ"إرم نيوز" إلى أن اللافت أيضا أن كلام قاسم أتى بحضور إيراني رفيع المستوى من سياسيين وبرلمانيين وعسكريين، ما يدل على موافقة إيرانية ضمنية لهذا التحول الاستراتيجي واعتماد السياسة كأداة أساسية بعد الخسائر الكبيرة التي تعرض لها عسكريا وماليا.
ويضيف أن ذلك يهدف للهروب من الهجمة السياسية، حيث تجري عدة محاولات لإقصاء الحزب سياسيا من الساحة اللبنانية، وهو أمر سيقاتل الحزب بكل قواه السياسية لعدم حصوله.
رسالة للمعارضة
من جهتها، ترى المحللة السياسية آلاء القاضي أن نعيم قاسم خصص جزءا كبيرا من خطاب التشييع للداخل اللبناني، فأوّلًا وجه رسالة قوية لمعارضيه في الداخل بسبب موقفهم من مسألة السيادة وتحرير الأراضي التي لا تزال تحتلها إسرائيل في الجنوب اللبناني، وهو ما يشير إلى معارك سياسية قوية ستحصل قريبا عند التفرغ للملفات العالقة أمام الحكومة وباقي المؤسسات الحكومية، حيث سيحاول الحزب الإبقاء على سيطرته على العديد من المرافق.
وتضيف القاضي أن الأمر الآخر اللافت هو تأكيد قاسم قوة تحالف ميليشيا حزب الله و"حركة أمل" رغم كل المحاولات للتفرقة من خلال الإشاعات والأكاذيب، وشدد على تسمية رئيس مجلس النواب نبيه بري بالأخ الأكبر لاستمالة أنصاره من "حركة أمل" الذين يشكلون جزءا كبيرا من الكتلة الانتخابية الشيعية التي يحتاجها الحزب، وهو ما يرسم ملامح الفترة المقبلة التي ستشهد الانتخابات البلدية والنيابية وإصرار الثنائي على الإبقاء على الكتلة البرلمانية القوية التي ستكون إحدى أهم أدواته السياسية.
الضغط على الحكومة
وتشير القاضي إلى أن قاسم شدد على الدور الأساسي الذي تؤديه البيئة الحاضنة لاحتواء الحزب والحفاظ على الإنجازات كما سماها، بعد موجة التململ الكبيرة التي تسود بعد وقف إطلاق النار، وعدم قدرة الميليشيا على دفع التعويضات المنتظرة، وهو ما دفعه لرمي كرة إعادة الإعمار إلى ملعب الدولة اللبنانية لتكون مسؤولة عنه حتى لا يطالب هو بالدفع، وهو ما سيشكل ضغطا على الحكومة إذا لم تستطع تأمين الأموال المطلوبة سريعا.