تنياهو: نحارب على 7 جبهات ونحقق الانتصار ضد أعدائنا

logo
العالم العربي

عقوبات أمريكية بحق البرهان.. هل يكرر الإخوان سيناريو البشير؟

عقوبات أمريكية بحق البرهان.. هل يكرر الإخوان سيناريو البشير؟
قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهانالمصدر: رويترز
18 يناير 2025، 5:41 ص

أكد خبراء أن العقوبات الأمريكية التي فُرضت على قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان ستدفع حلفاءه من الإخوان المسلمين إلى السعي للتخلص منه، حتى لا يكون عبئاً على المؤسسة العسكرية التي يعوّلون عليها في فرض مشروعهم السياسي بالسودان.

وقال الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن الإخوان المسلمين، الذين يسيطرون على قرار الحرب اليوم، قد يكررون مع البرهان السيناريو ذاته الذي طبقوه مع الرئيس السابق عمر البشير؛ إذ ورطوه في العقوبات قبل أن يتخلصوا منه عبر أذرعهم في الجيش.

أخبار ذات علاقة

خبراء: العقوبات الأمريكية ستؤدي إلى عزل البرهان دولياً

جاء ذلك بعد أن أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، الخميس، فرض عقوبات على البرهان باعتباره أحد المسؤولين عن زعزعة استقرار السودان وتقويض هدف الانتقال الديمقراطي.

وقالت الوزارة إن الجيش السوداني، بقيادة البرهان، ارتكب هجمات مميتة على المدنيين، بما في ذلك الغارات الجوية التي استهدفت البنية التحتية والمدارس والأسواق والمستشفيات، مشيرة إلى أن الجيش يتحمل المسؤولية عن الحرمان الروتيني والمتعمد من وصول المساعدات الإنسانية، مستخدماً التجويع تكتيكاً حربياً.

وأكد مستشار قائد قوات الدعم السريع، أيوب نهار، أن البرهان يسير بوتيرة متصاعدة على درب المعزول عمر البشير، مضيفا أن الأخير ذهب أبعد في تحدي المجتمع الدولي رغم قلة خياراته، خاصة أن السودان بعد الحرب الجارية لم يعد كسودان البشير.

وأوضح نهار لـ"إرم نيوز"، أن تأخر العقوبات الأمريكية هو ما شجع الحركة الإسلامية على ارتكاب مزيد من الجرائم بصورة وحشية، قائلا: "المؤكد أن العقوبات جاءت متأخرة جدا".

وأشار إلى أن العقوبات على البرهان جاءت متأخرة رغم أن الحيثيات التي استند إليها القرار تشمل استهداف المدنيين، تدمير البنية التحتية، منع وصول المساعدات الإنسانية، ورفض السلام.

وأضاف مستشار قائد قوات الدعم السريع أن "هذه الجرائم بدأت منذ اندلاع الحرب ومستمرة بوتيرة متصاعدة، لكن وحشية جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها الجيش في مدينة مدني وكنابي الجزيرة، والتي تم توثيقها ونشرها على نطاق واسع، وضعت الإدارة الأمريكية أمام موقف أخلاقي يتطلب تحركا عاجلا؛ ما دفعها إلى فرض هذه العقوبات".

كبش فداء

من جهته، توقع المحلل السياسي، داؤود خاطر، أن تؤثر العقوبات الأمريكية المفروضة على البرهان في تحالفه مع الحركة الإسلامية التابعة للتنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين.

وقال خاطر لـ"إرم نيوز" إن العقوبات، رغم أنها مخففة، تمثل إدانة معنوية وأخلاقية وقانونية للجيش وللحركة الإسلامية التي تتخفى وراءه، مبيناً أن هذه العقوبات تؤكد ارتكاب الجيش جرائم حرب، بما في ذلك القصف الجوي على المدنيين وتجويع السودانيين باستخدام الغذاء كسلاح حرب.

وأضاف أن "العقوبات سيكون لها أثر كبير على تحالف البرهان وجماعة الإخوان المسلمين؛ إذ ستبدأ الجماعة تلقائياً في التنصل منه وتقديمه ككبش فداء، لتجنيب المؤسسة العسكرية مزيدا من العقوبات".

وأوضح خاطر أن الإخوان المسلمين يعولون على الجيش السوداني في فرض مشروعهم السياسي على السودانيين؛ ما يدفعهم إلى تكرار ما فعلوه مع عمر البشير.

وتابع: "حينما كثرت العقوبات الدولية على عمر البشير، تنصلت جماعة الإخوان المسلمين منه وقدّمته ككبش فداء عبر أذرعها داخل الجيش، الذي أعلن ظاهريا انحيازه للمحتجين، في محاولة لإعادة نظامهم بثوب جديد".

وقال: "الآن، سيحاول الإخوان فعل الشيء ذاته مع البرهان، سيتخلصون منه ويقدمون شخصية جديدة من داخل المؤسسة العسكرية".

وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قالت في بيان إن "البرهان، منذ انقلابه على الحكومة الانتقالية التي كان يقودها المدنيون في أكتوبر/تشرين الأول 2021، ظل يعارض العودة إلى الحكم المدني في السودان، كما رفض المشاركة في محادثات السلام الدولية لإنهاء القتال، واختار الحرب على المفاوضات".

وأوضح البيان أن البرهان مارس القصف العشوائي للبنية التحتية المدنية، وشنّ هجمات على المدارس والأسواق والمستشفيات، ونفذ إعدامات خارج نطاق القضاء.

دمار السودان

من جهته، أكد المحلل السياسي، صلاح حسن جمعة، أن قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، سيجد نفسه محاطاً بالعزلة الدولية بعد هذه العقوبات؛ ما يقطع الطريق أمام حلمه بحكم السودان.

وقال جمعة، لـ"إرم نيوز": "اليوم، بعد هذه الانتهاكات والعقوبات الأمريكية التي فُرضت عليه، تبخرت أحلامه، وستطارده العزلة إذا أصرّ على حكم السودان".

وأشار إلى أن أفعال البرهان خلال هذه الحرب هي التي جلبت عليه العقوبات، موضحا أنه تسبب في دمار السودان بإصراره على الحرب ورفضه للسلام في كل المنابر الدولية التي دعته للحوار، كما أن استخدامه للعنف المميت ضد السودانيين سيجلب له مزيدا من العقوبات والملاحقات الجنائية.

ونوّه جمعة بأن العقوبات الأمريكية فُرضت على البرهان بصفته قائدا للجيش وليس رئيسا لمجلس السيادة؛ ما يعني أنه غير معترف به في قيادة سلطة السودان.

مصير مجهول

المفكر السوداني، النور حمد، قال إن البرهان "وقع في شر أعماله".

وأضاف عبر حسابه في "فيسبوك" أن "البرهان ظنّ أنه سيستخدم الإسلاميين لتثبيت حكمه، لكنهم يعرفون نواياه، فأحاطوا به وأخافوه بالمسيرات مجهولة المصدر"، وفق تعبيره.

وتابع: "البرهان أصبح أسيراً لدى مجموعة الإسلاميين، يتخبط في قراراته، حتى أصبح اليوم مواجها بالعقوبات، وغدا سيصبح طريدا بلا سلطة، مثل سلفه عمر البشير".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات