وول ستريت جورنال: نشر نظام صواريخ أمريكي جديد في الفلبين يضع مواقع استراتيجية صينية في مدى الضربات
توقع خبراء أن يستمر قائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، في رفض وقف الحرب مع استخدام العنف المميت ضد المدنيين. ووفق الخبراء، فإن هذا الرفض سيجعل البرهان يمضي في طريق الرئيس السابق عمر البشير حتى يصبح مطلوبا للعدالة الدولية.
ويأتي ذلك وسط تقارير عن استخدام الجيش السوداني الأسلحة الكيميائية في مناسبتين على الأقل ضد قوات الدعم السريع التي يقاتلها خلال الحرب الجارية.
وقال 4 مسؤولين كبار في الولايات المتحدة، الخميس، إن الجيش السوداني استخدم هذه الأسلحة مؤخرًا في مناطق نائية من السودان، واستهدفت أعضاء في قوات الدعم السريع.
لكن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالقلق من أن هذه الأسلحة قد تُستخدم قريبًا في المناطق المزدحمة بالسكان في العاصمة الخرطوم.
ويأتي الكشف عن استخدام الأسلحة الكيميائية في وقت فرضت فيه الولايات المتحدة عقوبات ضد قائد الجيش السوداني، الجنرال عبد الفتاح البرهان؛ بسبب الجرائم الموثقة التي ارتكبها جنوده، بما في ذلك القصف العشوائي للمدنيين واستخدام المجاعة كسلاح في الحرب.
ويُعد استخدام الأسلحة الكيميائية تخطيًا جديدًا للحدود في الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث قُتل ما يصل إلى 150,000 شخص، وتم تشريد أكثر من 11 مليون شخص، وأصبحت الآن أسوأ مجاعة في عقود.
وتعليقا على ذلك، اعتبر المحلل السياسي، عمر محمد النور، أن هذه التقارير والعقوبات، ستجعل البرهان يتمادى في سياسة الهروب إلى الأمام من خلال استخدام مزيد من العنف، متوقعا أن يصبح قائد الجيش قريبا مطلوبا لدى العدالة الدولية.
وقال في تصريح، لـ"إرم نيوز"، إن البرهان يسير على خُطى الرئيس المخلوع عمر البشير في الإجرام، مبينا أنه حتى الأسلحة الكيميائية سبق أن استخدمها البشير على سنوات حكمه في جبل مرة بدارفور، ضد حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور.
وأضاف أن "البرهان الآن يكرر نفس الإجرام الذي فعله البشير، وقد ينتهي إلى ما انتهى إليه سلفه الذي أصبح مطاردا من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبها في دارفور غربي السودان".
وتابع أن "المشكلة ليست البرهان في شخصه وإنما في مؤسسة الجيش الذي يقوده اليوم، فحينما ارتكب البشير سابقا جرائمه كان قائدا عاما للجيش، كما أن تاريخ هذه المؤسسة موغل في الإجرام ضد الشعب السوداني"، وفق قوله.
وأوضح أنه "حتى لو ذهب البرهان اليوم سيأتي بعده من يسير على ذات درب الإجرام ما لم تتم هيكلة الجيش السوداني على أسس جديدة تضمن مهنيته وقوميته وابتعاده عن السياسية والاقتصاد"، حسب رأيه.
وتوقع أن يرتكب البرهان مزيدا من الانتهاكات طالما أنه لا يزال يرفض مبادرات السلام المعنية باستئناف التفاوض مع قوات الدعم السريع، لوقف الحرب.
وأشار إلى أن ذات المجموعة السياسية التي ورطت البشير في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بدارفور، عادت اليوم وأصبحت متحكمة في قرار الجيش وتدفع البرهان إلى ذات المصير، مما يجعله عُرضة للعقوبات الدولية.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية أعلنت فرض عقوبات على البرهان كواحد من الذين يزعزعون استقرار السودان ويقوضون هدف الانتقال الديمقراطي.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية، إن الجيش السوداني، بقيادة البرهان ارتكب هجمات مميتة على المدنيين، بما في ذلك الغارات الجوية ضد البنية التحتية والمدارس والأسواق والمستشفيات.
وأشارت إلى أن الجيش يتحمل المسؤولية عن الحرمان الروتيني والمتعمد من الوصول الإنساني، باستخدام الحرمان من الغذاء كتكتيك حرب.
ومن جهته، أكد المحلل السياسي، صلاح حسن جمعة، أن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، سيجد نفسه محاطا بالعُزلة الدولية بعد هذه العقوبات التي فرضت عليه، مما يقطع الطريق أمام حلمه بحكم السودان، وفق قوله.
وقال جمعة، لـ"إرم نيوز": "اليوم بعد هذه الانتهاكات والعقوبات الأمريكية التي فُرضت عليه تبخرت أحلامه، وستطارده العزلة إذا أصرّ على حكم السودان".
وذكر جمعة أن أفعال البرهان خلال هذه الحرب هي التي جلبت عليه العقوبات؛ لأنه تسبب في دمار السودان بإصراره على الحرب ورفض السلام في كل المنابر الدولية التي قدمت له دعواتها، كما أن استخدامه للعنف المميت ضد السودانيين سيجلب له مزيدا من العقوبات والملاحقات الجنائية.
ونوّه جمعة إلى أن العقوبات الأمريكية على البرهان فرضت عليه بصفته قائدا للجيش وليس رئيسًا لمجلس السيادة، ما يعني أنه غير معترف به في قيادة سلطة السودان.
وأوضح أن التقارير عن استخدام البرهان أسلحة كيميائية خلال هذه الحرب سيجعله "مجرم حرب" قريبا، متوقعا أن تتوالى عليه العقوبات وقد يصبح مطلوبا لدى المحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف أن "البرهان لديه سوابق انتهاكات في دارفور موثقة، وقد يصبح ملفه الإجرامي مكتملا تماما بوصفه "مجرم حرب".
وقال إن "قائد الجيش السوداني، "لا يبالي"، في استخدام أي نوع من السلاح يظنه أنه قد يحسم معركته مع قوات الدعم السريع ويجعله قريبًا من الانفراد بحكم السودان".
وذكر أن "البرهان منذ أن تولى قيادة الجيش خلفًا للبشير ظل يقتل شعبه على مدار الخمس سنوات الماضية.
وأشار إلى "قتل المئات من المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بالتحول المدني الديمقراطي، حيث كان البرهان على رأس الدولة وقيادة الجيش".
ولفت إلى أن البرهان سبق وقال إنه "سيقاتل 100 عام"، في دلالة على أنه يمكن أن يضحّي بكل الشعب السوداني الذي يعيش التشرد ويواجه المجاعة، من أجل البقاء في السلطة.
وأكد جمعة أن الجيش السوداني سبق وأسقط في دارفور قنابل بعضها انفجر في بركة ماء، تحولت المياه فيها إلى لون أصفر، وبدأت رائحة كريهة تنتشر منها، حيث لم يتعرف إليها سكان المنطقة، مشيرًا إلى أن قنابل أخرى سقطت في مدينة "الحصاحيصا" بولاية الجزيرة انبعث منها أيضًا دخان أصفر.
ويرى المفكر السوداني، النور حمد، أن البرهان "وقع في شر أعماله"، وفق قوله.
وأضاف على موقع "فيسبوك"، أن "البرهان ظن أنه سيستخدم الإسلاميين ليثبّت بهم نظام حكمه الذي يريده لنفسه، لكنهم يعرفون معدنه وخطته، فأحاطوا به وأخافوه بالمسيرات مجهولة المصدر"، وفق تعبيره.
وتابع أن "البرهان أصبح أسيرا لدى مجموعة الإسلاميين، يتخبط في قراراته حتى أصبح اليوم مواجها بالعقوبات، وغدا سيصبح طريدا بلا سلطة، مثله مثل سلفه عمر البشير".