وزير الدفاع البريطاني: نتوقع دورا للولايات المتحدة لتأمين السلام في أوكرانيا

logo
العالم العربي

بين واشنطن وأنقرة.. بارزاني يقود مناورة "حاسمة" لحماية نفوذ أكراد سوريا

بين واشنطن وأنقرة.. بارزاني يقود مناورة "حاسمة" لحماية نفوذ أكراد سوريا
الزعيم الكردي، مسعود بارزانيالمصدر: رويترز
02 فبراير 2025، 3:25 م

يبرز حراك الزعيم الكردي، مسعود بارزاني، نحو القوى الكردية في سوريا كلاعب رئيس وفق المتغيرات الجيوسياسية الجديدة في المنطقة، عبر محاولة إيجاد تفاهمات مع الإدارة السورية الجديدة للحفاظ على ما يسمى الإدارة الذاتية للأكراد في سوريا.

ويستثمر البارزاني، بحسب مراقبين، علاقاته الوثيقة مع الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، وتركيا من جهة أخرى، لخفض التصعيد مع أكراد سوريا، وربطهم بالعملية السياسية الجديدة بما يتوافق مع الحلم بتكرار تجربة كردستان العراق بإقليم منفصل.

أخبار ذات علاقة

بين المطالب "القومية والوطنية".. ما مصير أكراد سوريا؟

ويقول أحمد حسن، ممثل "المجلس الوطني الكردي" في سوريا، إن "الزعيم مسعود بارزاني يسعى من خلال خطواته لتقريب وجهات النظر بين القوى الكردية في سوريا إلى حصول الأكراد على الاستقرار والسلام وحقوقهم القومية وتثبيتها في الدستور السوري بالطرق الديمقراطية والسلمية".

ويضيف، لـ"إرم نيوز"، أن "الحرص على توحيد الجبهات دفع الجميع، بمن فيهم قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، إلى الاستجابة لدعوات بارزاني وعقد اجتماعات مكثفة في أربيل، وكان إصراره على أن يفاوض الأكراد الإدارة الجديدة في دمشق بوفد موحد دون تشتيت المواقف".

أخبار ذات علاقة

تعرضوا للظلم.. الشيباني يغرد بشأن أكراد سوريا

وتؤدي الأحزاب الكردية العراقية، ومنها الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني، دوراً فاعلاً في شمال شرق سوريا، عبر عقده العديد من الاتفاقيات للقوى الكردية السورية التي تمت في الإقليم، ومنها 3 اتفاقيات (هولير1، هولير2، دهوك) التي تم من خلالها تأسيس المجلس الوطني الكردي.

ويسعى الأكراد منذ عقود إلى توحيد صفوف الجبهات الكردية؛ بهدف تحقيق حلم "الدولة الكردية" الساعي له كل من أكراد العراق وسوريا وتركيا وإيران، الذي لم يكتب له أن يرى النور.

وكان أكراد العراق أول الساعين لتكوين دولة كردية، عبر إجراء أول استفتاء على تشكيلها في أيلول عام 2017، وصوّت غالبية الأكراد لصالح المشروع، إلا أنه لم يلاقِ دعماً دولياً كاملاً، لذا ركنت نتائج الاستفتاء على رفوف حكومة إقليم كردستان دون الذهاب لخطوة فعلية تحقق نتائجه.

أخبار ذات علاقة

نشاط دبلوماسي بين أربيل والقامشلي.. بارزاني يسعى لحل أزمة أكراد سوريا

ويرى الأكاديمي والخبير في الشأن الكردي، رزكار ميركاني، أن "البارزاني يعرف جيداً معنى السير وسط الألغام، لذا كان له دور وسطي محكوم بالمصالح الإقليمية، إذ دعم القضية الكردية السورية دون مواجهة مباشرة مع تركيا أو القوى الكبرى".

وقال، لـ"إرم نيوز"، إن "دور قادة إقليم كردستان في الأزمة السورية كان متبايناً عبر مراحل النزاع، لكنه تمحور حول الدعم السياسي والإنساني للأكراد السوريين، ومحاولة تحقيق التوازن بين القوى الإقليمية والدولية".

ولفت إلى أنه "حاول مراراً توحيد الفصائل الكردية السورية من خلال اتفاقيات أربيل (2012) ودهوك (2014) بين حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) والأحزاب الكردية السورية الأخرى".

وإلى جانب دعم الولايات المتحدة الأمريكية لإقليم كردستان العراق، استمرت واشنطن، ومنذ عام 2014، بدعم أكراد سوريا ضد تنظيم "داعش"، فقد مكنتهم من استعادة المناطق ذات الأغلبية الكردية من سيطرة التنظيم.

هذا الدعم للكرد في كل من سوريا والعراق دفع البارزاني، الذي تربطه علاقة متينة مع أكراد سوريا، إلى محاولة توحيد الصفوف، والاستفادة من واشنطن في هذا الاتجاه، مع تخفيف حدة الصراع مع تركيا عبر الحد من نفوذ حزب العمال الكردستاني PKK.

يقول الناطق السابق باسم قوات سوريا الديمقراطية، العقيد طلال سلو، إن "البارزاني يعد حلقة الوصل الرئيسة بين واشنطن وتركيا من جهة وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى، وقد حمل رسائل تركية وأمريكية لمظلوم عبدي؛ بهدف حل قضية شمال شرق سوريا".

ويضيف سلو، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "القوى الكردية تريد حل الخلافات فيما بينها وتوحيد الصفوف، وهذا ما يدفع به قادة كردستان، وعلى رأسهم الزعيم الكردي مسعود بارزاني".

أخبار ذات علاقة

أردوغان يهدد المسلحين الأكراد في سوريا بـ"نهاية حتمية"

ومع تزايد الضغوطات على أكراد سوريا، حاول البارزاني تعزيز دور الأكراد السوريين في المفاوضات الدولية حول سوريا، لذا يسعى إلى إزالة عقبة الخلافات مع الاتحاد الوطني الكردستاني السوري PYD.

وكان البارزاني قد أكد في تصريحات متلفزة أن "إقليم كردستان يمكن أن يؤدي دوراً أساسياً في مساعدة الفصائل السياسية الكردية السورية على التوحد والتفاوض بشأن مستقبلهم ضمن سوريا الجديدة مع دمشق".

أخبار ذات علاقة

هل يجدي "سلاح ترامب" في حل معضلة أكراد سوريا؟

وأعرب البارزاني عن أمله في "ألّا يضطروا هم ولا نحن إلى اللجوء لاستخدام القوة العسكرية"ـ بعد سؤاله عما إذا كان سيساعد أكراد سوريا عسكرياً، مضيفاً: "بصراحة، ليس فقط الكورد بل أي إنسان يتعرض للظلم، وإذا كنا قادرين على مساعدتهم، فسنساعدهم دون تردد"، في حال تعرض أكراد سوريا لهجوم عسكري.

قادة كردستان العراق يسعون إلى تحقيق التوافق الكردي ليس من باب القومية فقط، بحسب الكاتب والمحلل السياسي الكردي كاوه حما، بل يريدون الإبقاء على ممرات اقتصادية مفتوحة نحو سوريا عبر مناطق الإدارة الذاتية للكرد السوريين.

وقال حما لـ"إرم نيوز" إن "هناك معبرين رئيسين بين سوريا وإقليم كردستان العراق، فضلاً عن معابر غير رسمية تُفتح أحيانًا لأغراض معينة، والإقليم يسعى لتحقيق تقارب ومكاسب اقتصادية مع سوريا عبر تلك المعابر".

وأضاف أن "معبر سيمالكا (فيشخابور) يربط بشكل مباشر بين منطقة المالكية (ديريك) في شمال شرق سوريا وإقليم كردستان العراق عبر نهر دجلة، وهو يكتسب أهمية كونه المعبر الرئيس المستخدم بين الإدارة الذاتية في شمال سوريا وإقليم كردستان".

واستطرد قائلاً إن "المعبر الثاني هو معبر الوليد (تل كوجر)، الذي يقع في منطقة اليعربية بريف الحسكة، ويقابل معبر ربيعة في العراق، ويخضع للسيطرة الكردية بعد طرد داعش، وكان يُستخدم لنقل المساعدات والتجارة".

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات