ويتكوف: القضية المركزية لحل النزاع بأوكرانيا هي الأقاليم الخمسة التي تسيطر روسيا عليها
رجحت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، تعيين سفير فرنسي في سوريا قريبًا، وإعادة فتح سفارة باريس في العاصمة السورية دمشق.
واعتبرت أن المكالمة الهاتفية، التي جرت بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع قبل يومين، خطوة بارزة نحو استئناف العلاقات بين فرنسا وسوريا بعد سنوات من القطيعة.
وهنّأ الرئيس ماكرون نظيره الشرع على توليه منصبه، بعد أيام من تعيينه من قبل الجماعات المسلحة، التي أطاحت بنظام الرئيس السابق بشار الأسد، بحسب ما ذكرت السلطات السورية.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن تلك المكالمة تُعد جزءًا من مساعي فرنسا لاستعادة تواصلها مع سوريا، التي عانت من حرب أهلية استمرت أكثر من 13 عامًا، مبينة أنه يبدو أن فرنسا، وبعد فترة من الغموض، تتجه نحو تعزيز مشاركتها في سوريا.
وبحسب "لو فيغارو"، شدّد ماكرون خلال المكالمة الهاتفية على دعمه لعملية انتقال سياسي في سوريا "تتوافق مع تطلعات الشعب السوري"، مشيرًا إلى ضرورة دمج الأكراد في هذا التحول.
كما أكدت فرنسا أهمية استمرار مكافحة الإرهاب، في إشارة إلى ضرورة الحفاظ على الضغط على الجماعات الجهادية.
وأوضحت الصحيفة أنه من النقاط التي برزت في هذه العودة الدبلوماسية، تعديل فرنسا لخطابها بشأن الأقليات، ولاسيما المسيحيين، في سوريا، مبينة أنه رغم أن المسيحيين يشكلون جزءًا مهمًا من تاريخ سوريا، فقد أثار وصفهم بـ"الأقلية" انتقادات من قبل الرئيس المؤقت ومسؤولين مسيحيين محليين.
من جانبه، عبر الشرع وغيره من القادة عن رغبتهم في أن يُعامل المسيحيون كمواطنين كاملين، وليس كأقلية، إذ استجابت فرنسا لهذا المطلب بتعديل خطابها، وهو ما فعلته أيضًا كل من ألمانيا وإيطاليا في سياستهما تجاه سوريا.
وذكرت الصحيفة أنه جرى خلال المكالمة مناقشة القضية الكردية، إذ تدعم فرنسا المقاتلين الأكراد في معركتهم ضد تنظيم "داعش"، بينما تسعى دمشق إلى دمج هذه القوات في الجيش السوري، مبينة أن ذلك الاختلاف في المواقف يعد من أبرز القضايا، التي قد تكون محط نقاشات مكثفة بين الطرفين في المستقبل.
وأكدت الصحيفة أن عودة فرنسا إلى سوريا مع إعادة فتح سفارتها تشكل تحولًا كبيرًا في سياستها تجاه البلاد، بعد غياب دام منذ العام 2012.
ونوهت بأن هذه الخطوة تأتي في وقت يُعبّر فيه العديد من السوريين عن أسفهم لغياب فرنسا، التي كانت ذات تأثير كبير في المنطقة، فيما تأمل فرنسا في تعزيز علاقاتها مع دمشق والمساهمة في صياغة مستقبل سوريا السياسي.