ترامب: سنتوصل قريبا لوقف إطلاق نار شامل بين روسيا وأوكرانيا
ترفض عدة جهات لبنانية وفعاليات سياسية معارضة لميليشيا حزب الله، بشكل قاطع، أن تقوم إيران بإعادة إعمار الضاحية الجنوبية لبيروت، ومناطق الجنوب اللبناني والبقاع، وفق تأكيد مصادر لـ"إرم نيوز".
ويأتي هذا الرفض بعد أن كشفت الحرب الحالية بين إسرائيل وميليشيا حزب الله، أن السبب الحقيقي وراء ما حصل بعد حرب عام 2006، حين قامت إيران بعملية إعادة اعمار الضاحية الجنوبية من خلال منظمة جهاد البناء التابعة للحرس الثوري، كان يتمثل في إقامة أنفاق ومخابئ ومخازن أسلحة تحت الأبنية السكنية، ما تسبب بمقتل مئات المدنيين إثر الغارات الإسرائيلية.
وأكدت الصحفية آلاء محمد علي، اعتراض جهات سياسية عدة على إفساح المجال أمام إيران لإعادة إعمار المناطق اللبنانية المهدمة بفعل الحرب الحالية.
وقالت الصحفية آلاء، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "بعض هذه الجهات نقلت اعتراضها ومخاوفها لرئيس مجلس النواب، نبيه بري، مطالبة اعتبار إعادة الإعمار مسألة وطنية، لا تتعلق بحزب الله فقط، وذلك حتى لا يعاد إنشاء بنية تحتية عسكرية مستقبلًا، يستغلها حزب الله، ليس فقط في بيروت، بل في جميع المناطق اللبنانية".
ولفتت إلى ما حصل عام 2006، حين تصرفت ميليشيا حزب الله بشكل منفرد، مانعة أي جهة حكومية التدخل في عمليات التخطيط وإعادة إعمار الأبنية التي تهدمت آنذاك.
وأوضحت آلاء أن "الاتجاه السائد هو الطلب من بري عرض ملف إعادة الإعمار أمام مجلس النواب، وليس مناقشته من قبل مجلس الوزراء وحده، بهدف وضع أسس واضحة لهذا الملف من قبل الجهات الحكومية المختصة، واللجان المنبثقة عن مجلس النواب، مع تمثيل جميع الأطراف".
وقالت إن "التوجه أن توكل تلك الجهات واللجان بمهام استلام الأموال والإشراف على أوجه إنفاقها، وتقديم معلومات بشكل شفاف لتفادي سرقة الأموال أو توجيهها للاستفادة منها من قبل بعض المسؤولين لمصالحهم الخاصة، كما حصل عام 2006"، وفق تعبيرها.
ولفتت إلى "اختفاء ملايين الدولارات من أموال المساعدات، ولم يعرف مصيرها، خاصة أن مسألة الشفافية ووقف السرقات وهدر الأموال تعتبر من الشروط العربية والدولية لمساعدة لبنان، ليس فقط بالنسبة لإعادة الإعمار، بل أيضًا بالنسبة لمساعدة القطاعات المالية والاقتصادية وضخ الاستثمارات الكافية لتعافي الاقتصاد اللبناني من جديد".
ومن جانبه، يقول المحلل السياسي، عبد النبي بكار، إن "العرض الإيراني المتعلق بإعادة إعمار لبنان ليس سوى كلامًا للاستهلاك الإعلامي، ومحاولة تهدئة القاعدة الشعبية لإيران وحزب الله في لبنان، بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها اللبنانيون في جميع المناطق دون استثناء".
وأضاف بكار، لـ"إرم نيوز"، أن "هذا الإعلان يعد أيضًا تأكيدًا إيرانيًّا بعدم التخلي عن ميليشيا حزب الله، الأمر الذي يدحض الشائعات التي انتشرت إبان الحرب الحالية".
وقال إن "إيران لا تستطيع أساسًا الالتزام بهذا التعهد على الإطلاق، فهي منهكة ماليًّا واقتصاديًّا، وتعاني من أزمات داخلية؛ بسبب تراجع القدرة الشرائية للمواطن الإيراني".
ولفت إلى "تقديرات أولية تشير إلى حاجة لبنان لما لا يقل عن عشرة مليارات دولار لإعادة بناء ما تهدم، وترميم المساكن المتضررة، كما أن إعادة الإعمار إذا حصلت، ولو بشكل جزئي، تنذر بتفجر أزمة داخلية في إيران، وموجة من الاعتراضات على الصعيدين الشعبي والحكومي، في ظل مطالبات بوقف الدعم المالي الكبير لحزب الله، وبأن الشعب الإيراني أحق بهذه الأموال".
