الجيش الأمريكي ينشر صورا لعمليته العسكرية ضد الحوثيين في مأرب والحديدة والجوف

logo
العالم العربي

من الصدام إلى التفاهم.. مشاحنات السويداء "اختبار" لجدية الحوار الوطني

من الصدام إلى التفاهم.. مشاحنات السويداء "اختبار" لجدية الحوار الوطني
اجتماع لجنة الحوار الوطني في السويداءالمصدر: إعلام سوري
19 فبراير 2025، 4:47 م

يرى خبراء أن أحداث مدينة السويداء السورية تعكس الانقسام حول مستقبل العملية السياسية، وآليات تحقيق العدالة الانتقالية.

وشهد مبنى المحافظة في  السويداء جنوب  سوريا توتراً قبيل بدء اجتماع لجنة الحوار الوطني. واندلعت مشاحنات إثر رفض الحاضرين لوجود شخصيات محسوبة على النظام السابق، ما أدى إلى إخراجهم بطريقة سلمية قبل انطلاق الجلسة.

أخبار ذات علاقة

سوريا.. القوات الحكومية تدخل "للمرة الأولى" مدينة السويداء (فيديو)

وتركز النقاش خلال الاجتماع على بناء دولة قائمة على المواطنة والمساواة، مع فصل الدين عن الدولة، واعتماد دستور يضمن الحقوق والحريات للجميع. كما طُرحت قضايا اللامركزية الإدارية، ودور الجيش بعيداً عن الأيديولوجيات.

 ورغم التوترات السابقة، جرى الحوار بشفافية، حيث شدّد الحاضرون على ضرورة تحويل التوصيات إلى خطوات ملموسة تلبّي تطلعات السوريين.

وفي هذا الصدد، قال الناشط الحقوقي والسياسي سليمان الكفيري إن اجتماعاً شفافاً جرى، اليوم، بين عدد من القوى الأهلية والمدنية والسياسية، رجالاً ونساءً، مع الهيئة المكلفة بالتحضير للمؤتمر الوطني السوري.

وأضاف الكفيري: "تحدث المشاركون بصراحة ووضوح، وطرحوا همومهم ومخاوفهم من المستقبل، مؤكدين على الثوابت الوطنية، وأهمها وحدة سوريا أرضاً وشعباً، وتعزيز خطاب المحبة والتسامح، ومحاسبة المتورطين في إراقة دماء السوريين، ومعالجة الفساد الاقتصادي، وتحقيق العدالة، وتقديم الفاسدين للقضاء".

أخبار ذات علاقة

السويداء تدخل على الخط.. أزمة "قسد" تتأرجح بين المفاوضات والحرب

وأضاف لـ "إرم نيوز" أن المشاركين شددوا على أن الشعب السوري لا يسعى للانتقام أو تأجيج خطاب الكراهية، بل يطمح إلى بناء وطن يحتضن جميع أبنائه بغض النظر عن انتماءاتهم.

وأشار إلى أن المداخلات أكدت على تجاوز مفاهيم الأقلية والأكثرية، والتمسك بأن الجميع مواطنون متساوون، مع احترام التعددية الثقافية والدينية.

كما تم التأكيد على أهمية فصل الدين عن الدولة، مستندين إلى إرث الأجداد الذين حرروا البلاد من الاستعمار الفرنسي تحت شعار "الدين لله والوطن للجميع"، وفق الكفيري.

وبيّن أن الحاضرين أكدوا على ضرورة إقرار دستور علماني لا يميز بين المواطنين، ويضمن المساواة بين الرجال والنساء، ويحفظ حقوق جميع مكونات الشعب السوري بمختلف طوائفه وأعراقه، بما يعزز فكرة أن سوريا وطن للجميع.

كما برزت مخاوف تتعلق بضرورة تنفيذ هذه المبادئ على أرض الواقع، من خلال مبادرات عملية تطمئن المواطنين بشأن قضايا حياتهم الأساسية مثل "المياه والكهرباء والخبز"، إلى جانب الحاجة إلى ضبط الدولة ومؤسساتها، وضمان أن تكون الفصائل المسلحة جزءاً من جيش وطني بعيد عن الأيديولوجيات السياسية والدينية والطائفية.

أخبار ذات علاقة

درعا والسويداء.. هل ينذر رفض الجنوب السوري تسليم السلاح بشرارة حرب؟

 أما فيما يتعلق بالمواقف التي حصلت داخل القاعة، أوضح الكفيري أن الاجتماع شهد حالة من الرفض القاطع لوجود شخصيات محسوبة على النظام البائد، نظراً لدورها السابق في الفساد والتشبيح، مما أدى إلى إخراجهم من القاعة بطرق سلمية، ودون حدوث أي مهاترات.

وأكد أن الهيئة الحاضرة، أبدت شفافية في الطرح، وقدمت توضيحات حول بعض المسائل، فيما كان الدور الأساس للحاضرين في نقل صوت أهالي السويداء كسوريين يسعون لإيصال مطالبهم بوضوح.

وفي ختام حديثه، أكد الكفيري أن الجميع يأمل أن تأخذ الملاحظات المطروحة خلال الاجتماع طريقها إلى المؤتمر، بحيث تسهم في وضع أسس مشتركة لبناء مستقبل يشارك فيه جميع السوريين.

أخبار ذات علاقة

خاص- "جيش فئوي" يثير غضب الفصائل المعارضة في السويداء

ومن جانبه، قال الباحث والمحلل السياسي مرهف الشاعر إن اجتماع لجنة الحوار الوطني مع أهالي السويداء انعقد في مبنى المحافظة، دون مشاركة الأحزاب السياسية، حيث لم تُوجّه لها دعوات، واقتصر الحضور على شخصيات من القوى الأهلية والمدنية والسياسية والأكاديمية، إلى جانب ممثلين عن وسائل الإعلام.

وأضاف الشاعر  لـ "إرم نيوز" أن المشاحنات اندلعت قبيل انطلاق الجلسة، عندما حاول بعض الشخصيات المحسوبة على النظام البائد دخول القاعة، الأمر الذي قوبل برفض شديد من قِبل الأحرار وقوى الثورة المتواجدين، ما أدى إلى طردهم، بمن فيهم أحد الصحافيين التابعين لمؤسسة إعلامية مرتبطة بالنظام السابق.

وأوضح أن النقاشات داخل الاجتماع ركزت على قضايا رئيسة، أبرزها العدالة الانتقالية، وإقرار دستور يكفل الحقوق لجميع المواطنين، إضافة إلى طرح أفكار تتعلق باللامركزية الإدارية كنظام للحكم المستقبلي.

كما شهد الاجتماع نقاشاً حول المصطلحات الرسمية للدولة، حيث طالب البعض بتفعيل مصطلح "الجمهورية العربية السورية"، بينما رأى آخرون ضرورة اعتماد "الجمهورية السورية" ليكون أكثر شمولاً وتمثيلاً لجميع المواطنين.

أخبار ذات علاقة

"قسد" لـ"إرم نيوز": لن نلتزم بمخرجات المؤتمر الوطني السوري

 وأردف أن الحاضرين أكدوا على أهمية ترسيخ قيم المواطنة، وضمان حقوق الإنسان والحريات، وتعزيز دور المرأة في المجتمع، كما أثيرت تساؤلات حول آلية المشاركة في المؤتمر الوطني، ومعايير التمثيل، والأسس التي سيتم الاعتماد عليها لضمان شمولية العملية السياسية.

وخلُص الشاعر إلى أن الاجتماع، رغم التوترات التي سبقته، سادته أجواء ودية، حيث قدم الحاضرون التهاني للإدارة الجديدة، معربين عن أملهم في أن تحقق تطلعات السوريين، وتضع حلولاً عملية لمشكلاتهم، بما يسهم في بناء مستقبل سياسي يعكس إرادة جميع أبناء الوطن.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات