مصادر طبية بغزة: ارتفاع حصيلة القتلى إلى أكثر من 230 قتيلا إثر غارات إسرائيلية

logo
العالم العربي

بعد عملية قلقيلية.. سيناريوهات الرد الإسرائيلي في الضفة الغربية

بعد عملية قلقيلية.. سيناريوهات الرد الإسرائيلي في الضفة الغربية
الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المصدر: رويترز
07 يناير 2025، 3:13 م

تستعد إسرائيل لتصعيد ردود فعلها في الضفة الغربية بعد العملية المسلحة التي وقعت في مدينة قلقيلية وأسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين وإصابة آخرين. 

والعملية، التي استهدفت حافلة ومركبتين إسرائيليتين بالقرب من قرية الفندق شرقي قلقيلية، تركت خلفها أصداء كبيرة في الأوساط الإسرائيلية، ما دفع المسؤولين إلى التلويح بتنفيذ عملية عسكرية عنيفة في شمال الضفة الغربية، بالإضافة إلى تسريع تنفيذ خطط فرض السيادة على مناطق إضافية.

نفذ المسلحون العملية يوم الأربعاء الماضي، حيث استهدفوا حافلة ومركبتين إسرائيليتين في منطقة مزدحمة، قبل أن ينسحبوا من المكان، وعلى إثر الهجوم، أطلقت القوات الإسرائيلية عملية بحث عاجلة في المنطقة، مع فرض طوق عسكري حول مكان الحادث.

في أعقاب الهجوم، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتقديم الرد المناسب، حيث أكد عبر منصة "إكس" أن إسرائيل ستصل إلى القتلة "وتحاسبهم مع كل من ساعدهم"، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي سيتخذ إجراءات هجومية ودفاعية إضافية في الضفة الغربية.

وأضاف مكتبه أنه تم عقد اجتماع طارئ لتقييم الأوضاع، بحضور وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، حيث كانت العملية مصدرًا للغضب الشديد داخل الأوساط الأمنية والسياسية في تل أبيب.

من جانبه، شدد كاتس على أن "من يلتزم بأيديولوجية حماس ويرعى قتل اليهود سيدفع ثمنًا باهظًا"، بينما أكد هاليفي أن "العد التنازلي بدأ"، في إشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي سيكثف عملياته ضد المسلحين الفلسطينيين.

واعتبر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أن حماس قد تكون هي من تقف خلف الهجوم، محذرًا من أن "من يسعون لإنهاء الحرب في غزة سيحصلون على حرب في الضفة الغربية"، من جهته، أكد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على ضرورة اتخاذ إجراءات قاسية لوقف الهجمات الفلسطينية.

ووصف وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين العملية بأنها "الصباح الصعب للغاية"، وأكد على ضرورة التعامل مع مدن مثل جنين ونابلس بالشكل ذاته الذي تعاملت فيه إسرائيل مع مناطق في غزة مثل الشجاعية وبيت حانون، ما يشير إلى استعداد الجيش الإسرائيلي لاستخدام القوة العسكرية المفرطة في شمال الضفة.

في ظل التوترات المتزايدة، يرى الخبراء أن الرد الإسرائيلي على العملية سيتخذ مسارين رئيسين.

وبحسب أستاذ العلوم السياسية أحمد عوض، يشير التصعيد الإسرائيلي إلى نية حكومة نتنياهو إطلاق عملية عسكرية واسعة ضد المسلحين في شمال الضفة الغربية، وهو ما قد يشمل عمليات مشابهة لتلك التي حدثت في قطاع غزة.

ويرجح عوض أن هذه العملية ستكون الأشد والأعنف على الإطلاق، وربما تحدث في الأيام المقبلة، ما قد يتزامن مع دخول الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، الذي قد يقدم دعمًا لمثل هذه العملية.

المسار الثاني الذي يراه عوض يتمثل في تسريع إجراءات فرض السيادة على أجزاء من الضفة الغربية، وتوسيع الاستيطان في المناطق المختلفة، ويؤكد عوض أن العمليات المسلحة توفر بيئة ملائمة لليمين الإسرائيلي لتنفيذ مخططاته، ما قد يجعل الفترة المقبلة في الضفة الغربية صعبة للغاية على الفلسطينيين، حتى إذا شهدت غزة هدوءًا مؤقتًا.

من جانبه، يرى الخبير العسكري يوسف الشرقاوي أن العملية في قلقيلية تمثل تحولًا نوعيًّا في المواجهة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الضفة الغربية.

وقال الشرقاوي لـ"إرم نيوز" إن "العملية أثارت قلقًا بالغًا في الأوساط الأمنية الإسرائيلية"، لافتًا إلى أن إسرائيل ستنفذ إجراءات عسكرية واسعة ضد المجموعات المسلحة في شمال الضفة، ومن المحتمل أن يتم نقل فرق عسكرية من قطاع غزة إلى الضفة الغربية.

وأضاف الشرقاوي أن إسرائيل سترفع من وتيرة الاعتقالات في الضفة الغربية، حيث من المتوقع أن يتسارع الضغط على المناطق الفلسطينية، وأشار إلى أن هذه العمليات العسكرية ستؤثر أيضًا على مفاوضات غزة، حيث قد تطلب إسرائيل من حركة حماس الالتزام بتعهدات معينة في مقابل تجنب عمليات عسكرية ضدها في الضفة الغربية.

وأوضح الشرقاوي أنه في الوقت الذي ستنجح فيه إسرائيل في فرض واقع عسكري وأمني جديد في الضفة وغزة، ستسعى إلى فتح جبهة قتال طويلة الأمد مع إيران وحلفائها في المنطقة.

وأضاف أن إسرائيل ستستخدم قوة مدمرة ضد المجموعات المسلحة في الضفة الغربية، ولكن مع مراعاة اختلاف الطبيعة الجغرافية للمنطقة، ووجود المستوطنات في معظم أرجاء الضفة الغربية.

وشدد الشرقاوي على ضرورة الضغط الدولي لمنع أي تصعيد في الضفة الغربية، حيث إن التصعيد العسكري سيكون له تداعيات كبيرة على الأمن الإقليمي.

مع تصاعد الأحداث في الضفة الغربية بعد عملية قلقيلية، تتجه الأنظار نحو الرد الإسرائيلي الذي يتوقع أن يشمل عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية، بالإضافة إلى تسريع تنفيذ المخططات الاستيطانية.

أخبار ذات علاقة

بعد توعد إسرائيل.. قتيل بقصف جوي على الضفة الغربية

 وبينما يرى الخبراء أن التصعيد العسكري في الضفة سيكون شاملًا وعنيفًا، يبقى السؤال حول كيفية تأثير هذا التصعيد على الوضع في غزة، والتحديات التي سيواجهها الرئيس الأمريكي الجديد في التعامل مع هذه الأزمات في المنطقة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC