ترامب: إذا انسحب زيلينسكي من "اتفاقية المعادن" فإنه سيواجه مشاكل كبيرة

logo
العالم العربي

العمق الإسرائيلي "تحت القصف" ... هل غيّر حزب الله تكتيكاته في "الجنوب"؟

العمق الإسرائيلي "تحت القصف" ... هل غيّر حزب الله تكتيكاته في "الجنوب"؟
قصف إسرائيلي على جنوب لبنانالمصدر: رويترز
25 أكتوبر 2024، 5:39 ص

في ظل التغيرات الأخيرة بالأداء العسكري لـ"حزب الله" خلال التصدي للتوغل الإسرائيلي، تظهر بعض المؤشرات على تغييرات إستراتيجية في تكتيكاته، إذ بات يعتمد بشكل متزايد على إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي.

ويرى محللون أن إسرائيل فرضت هذا النوع من التكتيك؛ فبعد تجربة حرب يوليو/ تموز 2006، تسعى تل أبيب إلى تقليل المخزون العسكري والبشري لـ"حزب الله"، من خلال استهداف خطوط الإمداد بين سوريا ولبنان، فضلاً عن استهداف قواعد التسليح والمخازن في منطقة البقاع.

وأشار المحللون إلى أن هذا السياق يعكس ديناميكية جديدة في الصراع، حيث يبدو أن "حزب الله" يتكيف مع الضغوط العسكرية الإسرائيلية، محاولاً الحفاظ على قوته والرد بشكل فعال، رغم التحديات المستمرة.

 وأكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، د. خالد العزي، أن "حزب الله" لم يغير تكتيكاته في مواجهة إسرائيل، حيث يعتبر أن الوضع الحالي في لبنان يهدف إلى فرض واقع جديد يتعلق بكيفية ممارسة إسرائيل للحرب ضد الحزب. 

وأشار العزي في حديث لـ"إرم نيوز" إلى أن تل أبيب استخدمت طرقاً متعددة، مستفيدة من الدروس المستفادة من حرب 2006 والعمليات العسكرية على غزة، ووضعت عنوان "قطع العشب" لخطة المواجهة، وهي خطة لا تحسم الأمر بالميدان.

أخبار ذات علاقة

بلينكن يلتقي ميقاتي لبحث الحرب بين إسرائيل و"حزب الله"

 

وأوضح أن إسرائيل نشرت خمس فرق عسكرية، تضم كل واحدة منها أربعة ألوية، على الحدود مع لبنان، ليس بهدف الدخول في مواجهة برية مباشرة، ولكن لممارسة الضغط عبر تكتيك الاستطلاع والدخول السريع، ثم التراجع والتدمير بواسطة الطائرات المسيرة، بهدف السيطرة على مواقع "حزب الله".

وقال العزي إن  التكتيك البري الذي تفرضه إسرائيل على "حزب الله" سيستمر، وقد أدى إلى تدمير العديد من القرى الحدودية في لبنان، ما ساهم في تقليل المخزون العسكري والبشري للحزب، وتزامن ذلك مع قطع خط الإمداد بين  سوريا ولبنان، بالإضافة إلى استهداف قواعد التسليح والمخازن في منطقة البقاع.

وبيّن أن طبيعة الحرب التي تشنها إسرائيل قد غيّرت خطط "حزب الله" على الأرض، في ظل غياب التنسيق الميداني، مما حال دون وقوع مواجهات مباشرة. 

كما أشار إلى وجود ثغرات تعوق الحركة، مما يؤدي إلى حصر عناصر "حزب الله" في الأنفاق، مؤكدا أن عمليات الإطلاق الصاروخي والطائرات المسيرة التي ينفذها الحزب نحو العمق الإسرائيلي لم تعد قادرة على تحقيق معادلة "بيروت مقابل حيفا".

ويرى أن عدم القدرة على المواجهة المباشرة على الأرض من جانب "حزب الله"، مع غياب القيادة التي باتت تحت الوصاية الإيرانية، زادت تعقيد الوضع في الجنوب، الذي أصبح مهجوراً ومفصولاً عن السكان. وفي ظل وجود أحزمة نارية تفصل بين المناطق، بالإضافة إلى حصار بحري تفرضه البوارج والسفن الحربية الإسرائيلية، بات الوضع أكثر صعوبة.

ويقول المحلل السياسي اللبناني جورج سليم، إن إسرائيل هي التي فرضت هذا النوع من التكتيك على "حزب الله" بعد أن أدركت جميع أبعاد ما حدث لها في حرب تموز 2006، واستفادت كثيراً من الدروس السابقة، مما دفعها للعمل على عدم تكرار أي خطط قد تؤدي إلى تلقي ضربات جديدة، خصوصاً على الأرض في الجنوب اللبناني.

وأضاف سليم، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "حزب الله"، تحت القيادة الحالية وكوادره من "الحرس الثوري"، لم يعد لديه خيار سوى الضرب في العمق عبر إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، بعد حملة الاغتيالات التي استهدفت قياداته العسكرية والميدانية.

ولفت إلى أن القوات الإسرائيلية التي تتوغل في الجنوب اللبناني بحذر، تنفذ عمليات محددة وتعود بسرعة، وتتلقى دعما من عدة أدوات عسكرية، مثل الاستطلاع والتتبع والرصد الجوي، بالإضافة إلى منظومات تتيح لها فهم مسارات الأرض في الجنوب، رغم صعوبتها. 

ولذلك، بحسب المحلل السياسي، فإن التوغل الإسرائيلي يتم وفق مهام محددة وسريعة، لتجنب الوقوع في فخ عناصر "حزب الله" في قرى الشريط الحدودي داخل لبنان.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات