نيويورك تايمز: أوكرانيا جهزت خطة سلام تفسح المجال لـ"تسويات محتملة" بشأن قضايا خلافية

logo
العالم العربي

خاص- الميليشيات العراقية تعيد انتشارها غربا وجنوبا تحسبا لضربات محتملة

خاص- الميليشيات العراقية تعيد انتشارها غربا وجنوبا تحسبا لضربات محتملة
عناصر من ميليشيا النجباء العراقية في بغدادالمصدر: (أ ف ب)
12 ديسمبر 2024، 10:58 ص

عصام العبيدي

أفادت مصادر أمنية في العاصمة العراقية بغداد، بأن الميليشيات المسلحة اتخذت إجراءات احترازية، تحسبًا لخطوات قد تُعيد رسم المشهد الأمني في البلاد، بعد سقوط نظام الأسد في سوريا.

وقال مصدر أمني، لـ"إرم نيوز" إن "الميليشيات أعادت تنظيم انتشارها في مناطق محددة غربي العراق وجنوبه، وبدأت بتغيير مواقعها السابقة إلى مواقع جديدة بعيدة عن الرصد الأمني، كما عززت من إجراءاتها الاستخباراتية بين أعضائها، خشية تعرضها لاستهدافات محتملة".

وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه أن "هناك تعليمات صدرت لبعض الميليشيات بتقليل التحركات العلنية، والامتناع عن استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق السكنية؛ تحسبًا لأي تطورات قد تؤثر على أوضاعها الميدانية في ظل التغيرات الإقليمية الأخيرة".

أخبار ذات علاقة

العراق: عززنا حدودنا مع سوريا بعناصر الجيش والحشد الشعبي

السيناريو السوري

وتعتقد أوساط الميليشيات في العراق بوجود سيناريو مشابه لما حصل في سوريا ضدها، محذرة من أن تلك السيناريوهات قد تكون بتخطيط من دول خارجية تهدف إلى تقليص نفوذها أو إضعافها بشكل كامل، حيث تعتبر تلك المجاميع أن التغيرات الإقليمية الأخيرة تحمل تداعيات مباشرة عليها، لا سيما في ظل تحليلات الخبراء التي تشير إلى وجود تنسيق دولي لإعادة ترتيب الأوضاع الأمنية في العراق بما يضمن تقليص أدوار الفصائل المسلحة.

وتتزايد المخاوف داخل أوساط الميليشيات العراقية من أن المرحلة المقبلة قد تشهد ضغوطًا مكثفة على المستويات السياسية والأمنية، بالإضافة إلى احتمال فرض عقوبات دولية تستهدف كياناتها؛ الأمر الذي قد يدفعها لتغيير إستراتيجياتها الميدانية والتنظيمية بشكل جذري.

وقالت ميليشيا "النجباء" في بيان: إن "ما حصل في سوريا لم يكن عفويًا، وإنما كان بتدبير بريطاني ومشاركة مخابراتية من الناتو وإسرائيل"، مشيرة إلى أن "الغرفة نفسها تعمل حاليًا لتخريب العراق وبقيادة بريطانية، ولكن هذه المرة من بغداد وليس من خارج الحدود، وإنه من الغريب إعطاء الحدود العراقية الاهتمام البالغ وترك التركيز على الخطر الداخلي".

وذهبت ميليشيا "النجباء"، إلى أبعد من ذلك، حينما تحدثت عن خطر في المناطق الجنوبية، والغربية، مؤكدة أنه "يجب ألّا نُخدع ونهمل مركز الخطر الحقيقي في العاصمة والوسط والجنوب ومناطقنا الغربية والشمالية؛ لأنه في هذا التقسيم يتم توزيع المؤامرة التخريبية، وكلّ حسب دوره".

 خطر "النظام الفصائلي"

بدوره، قال الخبير الأمني مخلد حازم، إن "العملية السياسية في العراق، رغم ما يثار حولها، تعد مؤمنة ومستقرة إلى حد كبير، ولكن التحدي الحقيقي يكمن في النظام الفصائلي".

وأضاف حازم لـ"إرم نيوز" أن "النظام الفصائلي هو ما يثير قلق المجتمع الدولي، خاصة مع إطلاقه طائرات مسيرة وصواريخ تستهدف قواعد أمريكية مثل قاعدة عين الأسد، وهو ما اعتبره وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أمرًا لا يمكن تجاهله".

أخبار ذات علاقة

خاص- القوات الأمريكية تستنفر في "عين الأسد" والمسيّرات تغطي المنطقة

السيناريو يبدأ من الجنوب

وتابع حازم أن "الضربة التي تلقتها ميليشيا حزب الله في لبنان والنظام السوري في سوريا، قد تتكرر في العراق حيث تشير المعطيات إلى أن السيناريو المقبل قد يبدأ من الجنوب، وليس من الشمال، كما كانت التحركات سابقًا".

وأشار إلى أن "تصريحات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الأخيرة تؤكد أهمية تعزيز السيطرة الأمنية على الحدود الجنوبية والشرقية، لتجنب أي تصعيد محتمل".

وشهدت الساعات الماضية حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في ظل التحولات الكبرى التي أعقبت سقوط نظام الأسد في سوريا، حيث توجه في زيارة سريعة إلى الأردن، والتقى الملك عبد الله الثاني لبحث التطورات المتسارعة، كما استقبل السوداني وفدًا رفيع المستوى من وزارة الخارجية الأمريكية، حيث تناول اللقاء العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك بشأن الأوضاع في سوريا، في ظل التغيرات التي تشهدها المنطقة.

وأثار الحراك الدبلوماسي، تساؤلات عدة حول الأهداف الحقيقية لهذه التحركات، ومدى ارتباطها بما يجري خلف الكواليس في الملف السوري، وفيما إذا كانت تشير إلى وجود نقاشات حساسة ومصيرية تتعلق بالمشهد الإقليمي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC