جرحى بعملية طعن في القدس الغربية
عصام العبيدي
أفادت مصادر مطلعة في العاصمة بغداد، بأن الحكومة العراقية تتوقع مواجهة طويلة الأمد مع إسرائيل، على غرار ما حصل في قطاع غزة، ولبنان.
يأتي ذلك في وقت وجه فيه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، جناحه المسلح بالابتعاد عن المدن وتغيير مواقعه العسكرية.
وقال مسؤول في المستشارية العسكرية لرئيس الوزراء العراقي، إن "المعلومات التي وصلت إلى المراجع الأمنية المختصة، وكذلك رسائل الحلفاء كالولايات المتحدة، تعطي دلالات بأن إسرائيل تعتزم بدء مواجهة استنزاف طويلة الأمد، وربما تبدأ بعد التوصل لوقف إطلاق النار في لبنان".
وأوضح المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه لـ"إرم نيوز" أن "الدوائر الأمنية تتداول نحو 200 موقع عسكري ربما تتعرض لهجوم إسرائيلي في حال بدأت تل أبيب بقصف البلاد".
وأشار إلى أن "تحركات سياسية وعلى مختلف المستويات جارية الآن لتطويق الوضع، فضلاً عن وجود مسار آخر مع الفصائل لإنهاء أنشطتها بشكل تام".
وكانت المعلومات الأولية، تشير إلى ضربات محدودة تنفذها إسرائيل ضد قادة الفصائل أو ضد مواقع عسكرية تابعة للفصائل العراقية، غير أن خطاب المسؤولين العراقيين تغير إلى الحديث عن صراع دائم.
وتشير مصادر مقربة من قوى "الإطار التنسيقي" إلى مخاوف جدية من تصاعد حدة الاستهدافات في العراق، والتي قد تتجاوز المقار العسكرية والمعسكرات التابعة للفصائل المتهمة بمهاجمة إسرائيل، لتشمل مواقع استراتيجية أخرى مثل الحقول النفطية، ومواقع عسكرية للجيش، أو القوات غير المنخرطة بالاستهداف الحاصل لإسرائيل.
واتخذ زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، جملة إجراءات، على وقع تلك التطورات، حيث وجه فصائل "سرايا السلام" التابعة له، بتغيير مواقعها العسكرية خلال 40 يوماً، وهو ما أثار تساؤلات عما إذا كانت القوى السياسية وأجنحتها المسلحة تلقت المعلومات بشكل رسمي، من الحكومة.
ووجه الصدر قواته، عبر بيان رسمي، بضرورة تبديل المقرات، ونقلها خارج المناطق السكنية، وعدم الإفراط في استخدام السيارات، وسحب غير الشخصية منها، وإلغاء صوره المعلقة على المقرات العسكرية.
وكانت تل أبيب قد وجهت في وقت سابق رسالة إلى مجلس الأمن، اتهمت فيها لأول مرة وبشكل مباشر فصائل عراقية مسلحة بشن هجمات على إسرائيل.
وشهد العراق خلال الأعوام الأخيرة سلسلة من الهجمات التي نُسبت إلى إسرائيل، واستهدفت مواقع عسكرية مرتبطة بفصائل مسلحة تدعمها إيران.
ففي 19 يوليو 2019، استُهدفت قاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في منطقة آمرلي بواسطة طائرة مسيّرة مجهولة، ما أسفر عن إصابة مستشارين إيرانيين، وتدمير مستودع للذخيرة يحتوي على صواريخ باليستية.
وفي 22 أغسطس من العام ذاته، أعلنت إسرائيل بشكل رسمي مسؤوليتها عن سلسلة غارات، موضحة أن الهدف كان مواقع تابعة لإيران داخل الأراضي العراقية.
بينما في 29 يونيو 2020، تعرضت مخازن أسلحة في منطقة جرف الصخر بمحافظة بابل لهجوم جوي أُلحق به أضرار جسيمة، ليأتي لاحقاً في 14 سبتمبر 2021 استهداف آخر، حيث ضربت غارة جوية مستودعاً للأسلحة في منطقة القائم بمحافظة الأنبار، ما أدى إلى تدميره بالكامل وفق تقارير أمنية.
ويرى الباحث في الشؤون الأمنية، حميد العبيدي، أن "انخراط إسرائيل في صراع مباشر مع الفصائل العراقية مرهون بجملة قضايا، أبرزها التحولات الكبرى في المنطقة وطبيعة تعاطي الدول معها، فضلاً عن مجيء ترامب إلى السلطة ورؤيته للأمر، وفيما إذا سيعطي الضوء الأخضر لذلك".
وأوضح العبيدي لـ"إرم نيوز" أن "أنشطة إسرائيل العسكرية في العراق، تعتمد بشكل مباشر على الطائرات المسيرة، حيث تتمع تل أبيب بتكنولوجيا متطورة، في هذا الجانب، كما أن تلك الطائرات ترفع الحرج عن الدول المجاورة للعراق في حال اختراق أجوائها".
ولفت إلى أن "استخدام الطائرات الحربية بشكل مفرط قد يكون مكلفًا لبعد المسافة".