الجبهة الداخلية الإسرائيلية: صفارات الإنذار تدوي في مدينة حيفا وخليجها

logo
العالم العربي

لماذا تتمسك إسرائيل بـ "احتلال" سماء لبنان؟

لماذا تتمسك إسرائيل بـ "احتلال" سماء لبنان؟
نبيه يري يستقبل هوكشتاينالمصدر: أ ب أ
21 أكتوبر 2024، 3:15 م

أثار الحديث عن تمسك إسرائيل بالسيطرة وحرية العمل في سماء لبنان، تساؤلا عن سبب اشتراط إسرائيل لمثل هذا الشرط، الذي لا يستطيع أي طرف لبناني قبوله والموافقة عليه.

ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين قولهم إن إسرائيل قدمت للولايات المتحدة وثيقة، الأسبوع الماضي، تتضمن شروطها لحل دبلوماسي لإنهاء الحرب في لبنان.

وتطالب إسرائيل وفقا للوثيقة من بين عدة شروط، بحرية عمل قواتها الجوية في المجال الجوي اللبناني.

الموقع ذكر أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قدم وثيقة "الشروط" الإسرائيلية للبيت الأبيض قبل زيارة مبعوث الرئيس جو بايدن، عاموس هوكشتاين إلى بيروت، اليوم الإثنين لمناقشة حل دبلوماسي للصراع.

والسؤال: ماهي إمكانية موافقة حزب الله ومن ورائه نبيه بري، المفوّض للتفاوض باسمه، وأيضا ما هو موقف لبنان الرسمي؟

يؤكد محللون سياسيون لبنانيون، عدم قدرة أي فصيل سياسي لبناني أو مسؤولين بالحكومة، على القبول بشروط يقدمها المبعوث الأمريكي إلى لبنان آموس هوكشتاين، لإنهاء الحرب في لبنان، مشيرين إلى أن قبول ذلك يعد بمثابة صك احتلال رسمي إسرائيلي بموافقة لبنان، وذلك عندما تتحكم "تل أبيب" بحرية العمل في المجال الجوي اللبناني.
 
عواقب تحكّم ميليشيا بقرار الدولة
 يقول الباحث السياسي اللبناني بيار منير، إن عدم وجود جيش لبناني قادر على القيام بدوره، ليكون هو فقط المعني بالدفاع عن الدولة، فتح الباب على مصراعيه أمام إسرائيل، وأعطى كافة الحجج والفرص لها وعبر الولايات المتحدة، لفرض مثل هذه المطالب لوقف الحرب.

وأوضح "منير"، في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز"، أن دفع لبنان إلى هذه الحرب، جاء نتيجة تحكم ميليشيا في قرار الدولة، والمشكلة الآن أن هذه الوضعية، لا تتعلق بوجود "حزب الله" من عدمه، وإنما بنهاية أي أمل في إمكانية عودة لبنان كدولة ذات سيادة.

 وشدد "منير" على أن من يقبل مثل هذه النوعية من الشروط إن حدث، سواء الحكومة أو مجلس النواب أو أي مسؤولين سياسيين، سيتجاوزون بذلك خطوط "الخيانة العظمى" بكل أبعادها.
 
وأشار الباحث اللبناني إلى أن هذه الشروط التي يحملها المبعوث الأمريكي، لن تستطيع الحكومة اللبنانية أو المسؤولين أو القوى السياسية، أن يتعاملوا معها؛ لأن ذلك سيكون احتلالا "شرعيا" وفرض هيمنة إسرائيلية بموافقة الدولة، لافتا إلى أن "نتنياهو" يعلم تماما أن مثل هذه النوعية من الطلبات ليست مقبولة ولن يسمح بها أحد؛ لأن الغرض منها ليس القضاء على "حزب الله" الذي ورط لبنان في هذا الطريق.

ويبين "منير" أن أهم ما هو مطلوب لإنهاء هذا الوضع الذي تسبب بهذه الشروط الغريبة، يكون بإعادة نفوذ الجيش وتقويته والسماح بذلك، وأن يكون هناك عمل عربي على تسليح الجيش اللبناني وتقوية إمكانياته، وأن يتم توحيد السلاح في يد واحدة وهي مؤسسات الدولة ممثلة في الجيش.

ورقة تهدف لإزالة لبنان
 
من جانبه، يرى المحلل السياسي عادل أبو ياسين، أن ما جاء به "هيوكشتاين" إلى لبنان، عبارة عن ورقة مكتوبة في تل أبيب مباشرة وباللغة العبرية، وتم ترتيب بنودها في واشنطن، إذ إنها لا تحمل استهداف "حزب الله" والقضاء عليه فقط، ولكن تعمل على إزالة دولة لبنان وكافة مكوناتها.

ويأسف أبو ياسين، في تصريحات لـ "إرم نيوز"، من "ارتفاع بعض الأصوات في الداخل، التي تساعد على أن يكون هناك قرار دولي بنزع سلاح حزب الله، ووضع بنود جديدة على القرار 1701، وهو ما سيؤدي في حال تنفيذها على المدى القريب إلى وجود عسكري إسرائيلي على الأرض في جنوب لبنان بقرار دولي"، وفقا للمحلل السياسي.

أخبار ذات علاقة

خبراء: زيارة هوكشتاين لبيروت تحمل تهديداً لـ"حزب الله"

 
 
ويؤكد "أبو ياسين" أن هذه الشروط لا يقبل بها أي طرف في الدولة اللبنانية ولا أي طرف من القوى السياسية، والهدف من هذه الشروط، ليس القضاء على حزب الله ولكن خضوع لبنان إلى الأبد وبلا رجعة، في وقت يتم "تعليب" الأزمة في أن "حزب الله" هو الذي أوصل لبنان إلى هذا الوضع، في حين أن العدوان الاسرائيلي من جهة، وما يأتي من دول حليفة لإسرائيل من بنود لوقف إطلاق النار، يوضح أنه بوجود "حزب الله" أو بعدمه كان سينفذ هذا المخطط في لبنان.
 
ويعتقد "أبو ياسين" أن "حزب الله" حتى الآن يحاول البحث عن حل لا يؤدي إلى انهيار لبنان أكثر، معتبرا أن النيل من سلاح حزب الله، غرضه تحويل لبنان كله إلى أراضٍ ممتدة لمستوطنات شمال إسرائيل.
 
وتابع "أبو ياسين" أن الهدف هو لبنان، والدليل أن الضربات لا توجه إلى مناطق أو حواضن حزب الله، بل تذهب إلى مناطق تتواجد فيها قوى سياسية هي في الأساس على خلاف سياسي مع "حزب الله".
 
واستكمل "أبو ياسين" بأن الأزمة الآن ليست في وجود حزب الله من عدمه؛ لأن المهمة التي يقوم بها حاليا لا تتعلق بهذا الفصيل السياسي والشعبي في لبنان، في وقت يتم العمل والترويج على أنه يقاتل من أجل إيران.

ويرى أبو ياسين أن القتال الدائر حاليا وما يتم من خلال قوات "حزب الله" التي وجهت لإسرائيل ضربات قاصمة في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، هو ألايكون لبنان مباحا من الجانب الإسرائيلي الذي يسير في مخطط عقائدي استيطاني من "النيل" إلى "الفرات"، يكون أحد أبرز تحولات تنفيذه، هو إخضاع لبنان، وتدمير القوة التي تدافع عنه، وفقا للمحلل أبو ياسين.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC