أكسيوس: ويتكوف مبعوث ترامب يتوجه إلى روسيا للقاء بوتين
شهدت الحدود السورية الإسرائيلية تحولات جذرية خلال الأيام الماضية، مع تغيرات فرضتها إسرائيل بالقوة، في خطوة يرى محللون أنها تتجاوز مجرد الانسحاب من اتفاقية فصل القوات التي أبرمت قبل نصف قرن.
هذه التحركات تثير تساؤلات حول الطموحات الإسرائيلية المستقبلية، والتي قد ترتبط بخطة أعلنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لتوسيع نفوذ إسرائيل في المنطقة.
رسائل عدوانية
يرى الخبير السياسي محمود الريماوي في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن التصعيد الإسرائيلي يمثل رسالة واضحة للنظام السوري الجديد، الذي لم يستقر بعد في صيغته المؤسسية.
وأشار الريماوي إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي وصف فيها الوضع الجديد في دمشق بأنه "فرصة مهمة لإسرائيل"، مؤكدًا أن تل أبيب تستغل هذه الفرصة لإضعاف القدرات الدفاعية السورية بشكل كبير، عبر استهداف المواقع العسكرية والأمنية.
وأضاف الريماوي أن الانسحاب السوري من المناطق العازلة، الذي كان يهدف إلى تجنب التصعيد، تحول إلى ذريعة إسرائيلية لتبرير العدوان.
وأوضح أن هذا النهج يعكس رغبة إسرائيلية في الضغط على النظام الجديد لمنعه من اتخاذ موقف معادٍ تجاه إسرائيل، التي تحتل أراضي سورية وفلسطينية.
نزع السلاح وتفكيك النظام الجديد
يرى المراقبون أن هدف إسرائيل يتجاوز الاستفادة من الوضع الراهن، ليصل إلى محاولة نزع أسلحة النظام السياسي الجديد في سوريا، ودفعه لبدء العمل من نقطة الصفر.
كما تسعى إسرائيل إلى فرض اتفاقية سلام بشروطها الخاصة، في ظل ظروف عسكرية قاسية قد تمنع أي رد فعل قوي من الجانب السوري.
وأشار الريماوي إلى أن إسرائيل تستغل المرحلة الحالية لتذكير المنطقة والعالم بأنها تظل مصدرًا للتوتر والتهديد، خاصة مع وجود حكومة يمينية متطرفة تدفع باتجاه التصعيد المستمر في الشرق الأوسط.
تغيير الجغرافيا لتحقيق الطموحات
من جانبه، يرى الخبير السياسي سامي دراز أن التحركات الإسرائيلية الأخيرة تهدف إلى استغلال الانشغال الدولي والإقليمي بتداعيات تغيير النظام السوري، لفرض واقع جديد على الأرض.
وأكد أن هذه التحركات قد تسهل على إدارة ترامب بناء النظام الإقليمي الجديد في الشرق الأوسط، بدءًا من سوريا ومرورًا بلبنان وغزة.
وأشار دراز إلى أن نتنياهو، من خلال إجراءاته على الأرض، يمنح ترامب نقطة انطلاق متقدمة لرسم خارطة الشرق الأوسط الجديد، بعيدًا عن البدء من الصفر.
يذكر أن إدارة ترامب السابقة أعلنت مرارًا الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السوري المحتلة، مما يثير المخاوف من مخططات لضم المزيد من الأراضي السورية إلى النفوذ الإسرائيلي.
خطر القضم المستمر
تعكس التحركات الإسرائيلية مخاوف حقيقية بشأن مستقبل سوريا، حيث تشير الدلائل إلى أن الأراضي السورية قد تواجه خطرًا مستمرًا من التوسع الإسرائيلي.
ومع غياب موقف دولي حازم، تبدو المنطقة على وشك الدخول في مرحلة جديدة من التوترات، مع تداعيات قد تطال النظام الإقليمي بأكمله.