عاجل
سلطات إسرائيلية تلغي التعليم ليوم غد في مستوطنات شمال فلسطين.
استبعد محللون أن تقدم زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الجديدة إلى منطقة الشرق الأوسط أي جديد يذكر من طرف الإدارة الأمريكية بشأن وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ورأى محللون في حديثهم لـ"إرم نيوز" أن "من غير المتوقع أن يسوق بلينكن لأي مقترحات حقيقية لوقف الحرب، التي لا يعطلها تطرف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الراغب في إطالة أمد الحرب وفتح جبهة قتال في الشمال مع "حزب الله".
إطالة أمد الأزمة
يقول أستاذ العلوم السياسية، الدكتور جمال سلامة، إن "زيارة بلينكن لا تتخطى كونها مجرد إطالة لأمد الأزمة المتعلقة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة".
وأضاف: "ليس من المنتظر أن يكون هناك أي تعامل من واشنطن يحمل حلولا حقيقية من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تلملم أوراقها قبل مغادرة البيت الأبيض في انتظار الرئيس الجديد".
ووصف سلامة بلينكن بأنه "أفضل شخص مؤهل للقيام بمهمة يراد لها الفشل"، مدللاً على ذلك بـ"جولاته المستمرة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع، والتي لم تأت بأي نتائج تذكر".
وشدد سلامة على أن "موقف مصر ثابت، ولن يتغير فيما يتعلق بمحور فيلادلفيا، ولا يحتمل أي تأويلات، وإسرائيل هي التي تراوغ كعادتها في هذا الأمر".
محور فيلادلفيا
من جهتها، قالت الباحثة السياسية الفلسطينية، تمارا حداد، إن زيارة بلينكن إلى القاهرة تأتي "لإيجاد نوع من الحل في ما يتعلق بمحور فيلادلفيا، في ظل اعتبار مصر أمر فيلادلفيا خطا أحمر لا يقبل تأويل في ما يتعلق بالتمسك بضرورة الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من المحور الحدودي بين مصر وقطاع غزة".
وأوضحت حداد أن زيارة بلينكن إلى المنطقة تحمل أكثر من منحى، "من ذلك ما يخص التطورات في الجبهة الشمالية المتمثلة في جنوب لبنان، وعدم وصول الأمر إلى حرب واسعة، لافتة إلى أن الجانب الإسرائيلي يتعامل حاليا من منطلق القيام بعمليات واغتيالات ذات هدف نوعي".
وأكدت: "تعمل زيارة بلينكن على امتصاص التحول الإسرائيلي إلى الحرب الشاملة على هذه الجبهة".
واستبعدت حداد وجود مساع أمريكية من خلال بلينكن للتوصل إلى "صفقة"، مرجحة أن ما يتم هو نوع من "تقديم مقترحات فقط، ومع تطورات المنطقة الشمالية، فلن تكون الصفقة هي الموضوع الرسمي".
عجز أمريكي
ويرى الباحث في العلاقات الدولية، محمد سليمان، أن ما يتردد عن طرح صفقة أمريكية جديدة يضع بلينكن أركانها أو تعديل المقترح المقدم سابقا من واشنطن لوقف إطلاق النار، ليس بالأمر المطروح في زيارة الوزير الأمريكي.
وأوضح أن هذا "ترسخ بفعل عجز الإدارة الأمريكية على التعامل مع المغامرات المتطرفة لنتنياهو التي تذهب بالمنطقة إلى حرب إقليمية حقيقية متعددة الجبهات، في ظل التصميم على فتح جبهة قتال شمالية في لبنان مع حزب الله".
وأضاف سليمان أن الزيارة "تحمل هدف الحفاظ على الأمن الإسرائيلي في هذا التوقيت في سياق دعاية انتخابية لركن من الإدارة الأمريكية الحالية التي تمتلك مرشحة هي كامالا هاريس، التي تخاطب الداخل الأمريكي بهذه الأزمة".
وقال "لم تتجرأ الإدارة الحالية على ممارسة أي ضغوط على تل أبيب، بل تظل مستمرة في تقديم أنواع الدعم المالي والعسكري والسياسي كافة لإسرائيل".
وأكد سليمان أن "مصر لن تسمح أبدا بوجود قوات إسرائيلية في محور صلاح الدين (فيلادلفيا) في ظل أكاذيب وحجج نتنياهو، التي فضحت من جانب أطراف في الداخل الإسرائيلي".
يذكر أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وصل، صباح الأربعاء، إلى القاهرة في زيارة خاطفة يبحث خلالها بعض الأمور، خاصة الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وهذه الزيارة هي العاشرة لبلينكن إلى المنطقة، منذ أن بدأت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس قبل نحو عام، وتتميّز بأنّها لن تشمل إسرائيل ولا حتى أيّ دولة أخرى، وفق "فرانس برس".
