أسوشيتد برس: وزير الخارجية الفرنسي في الصين لمناقشة أوكرانيا وقضايا التجارة
مع تصاعد الاشتباكات في سوريا خلال الأيام الأخيرة، تعود مخاوف النشاط المتشدد إلى الواجهة؛ ما يثير قلقاً دولياً حيال مستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة.
وتركزت المعارك بشكل رئيس في مدينة حلب ومحيطها، حيث شنت فصائل مسلحة، أبرزها "هيئة تحرير الشام"، هجمات مكثفة أسفرت عن السيطرة على مناطق داخل المدينة، في حين ردت القوات الحكومية السورية بشن عمليات واسعة في ريفي حلب الغربي والجنوبي لاستعادة ما فقدته.
وأعادت هذه التطورات النقاش حول احتمال عودة الجماعات المتشددة إلى النشاط المكثف، في ظل هشاشة الوضع الأمني والحدود الطويلة التي تشترك فيها سوريا مع دول مثل العراق ولبنان والأردن؛ ما يعزز سهولة انتقال هذه الجماعات عبر الحدود.
وشهدت سوريا سلسلة ضربات جوية إقليمية في الأيام الأخيرة، حيث نفذت الولايات المتحدة غارات استهدفت جماعات مدعومة من إيران، فيما شنت إسرائيل هجمات على مواقع في وسط البلاد؛ ما يضيف بعداً جديداً إلى تعقيد المشهد الأمني.
وفي الشمال السوري، أعلنت المعارضة المسلحة سيطرتها على مطار "منغ" العسكري بريف حلب، وهو الرابع الذي يقع تحت قبضتها في إطار عملياتها العسكرية الأخيرة.
وحذرت تقارير إعلامية غربية من أن الأحداث في سوريا قد تحفز خلايا تنظيم داعش النائمة في العراق، وكذلك تكثيف تحركاتها في سوريا، وهو ما شهدته البادية السورية بالفعل.
وتشير تقارير إلى أن الفقر والنزوح الناتج عن الصراع المستمر يوفران بيئة مواتية لتجنيد الشباب في صفوف الجماعات المتشددة.
وحذر مراقبون من استغلال هذه الجماعات للأوضاع الإنسانية المتدهورة لتعزيز صفوفها ونفوذها؛ ما يشكل تهديداً للأمن الإقليمي.
ويفشل المجتمع الدولي حتى الآن في التوصل إلى حل سياسي للصراع في سوريا؛ ما يترك البلاد ساحة مفتوحة للنفوذ المتشدد وتزايد العمليات العسكرية.
ويرى مراقبون أن مستقبل الوضع في سوريا مرتبط بالدور الذي تلعبه القوى الإقليمية مثل تركيا، إيران، وروسيا، إلى جانب جهود الأمم المتحدة لدفع عملية سلام شاملة.
وفي ضوء هذه المعطيات، يبدو أن خطر عودة نشاط الجماعات المتشددة في سوريا يتزايد؛ ما يعيد فتح ملف التحديات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط.
