الجيش الإسرائيلي: مستعدون لتصعيد الضغط على حماس لأن ذلك سيؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن

logo
العالم العربي

"كابوس" يتربص بحمص.. جرائم الاختطاف تذكّر السوريين بـ"العهد المظلم"

"كابوس" يتربص بحمص.. جرائم الاختطاف تذكّر السوريين بـ"العهد المظلم"
سيدة سورية تتحدث مع أحد عناصر الأمن العامالمصدر: وسائل إعلام سورية
07 فبراير 2025، 6:55 ص

يكاد لا يمر يوم في سوريا دون الإعلان عن حادثة اختطاف أو أكثر، يذهب ضحيتها مواطنون عزل، دون أن يعرف ذووهم في معظم الحالات أي أخبار عنهم، في مشهد يذكّر السوريين بحوادث مماثلة خلال "العهد المظلم"، وخاصة في السنوات الأولى من الحرب، عندما تحولت عمليات الاختطاف إلى "بزنس" كان له منفذوه وتجاره والأهم ضحاياه.

وكما كان الأمر في بدايات الحرب الأهلية التي ضربت سوريا، ما زالت محافظة حمص وسط سوريا تدفع الثمن الأكبر في البلاد، نظرا للتداخل الطائفي والعرقي في المدينة، حيث تشهد اليوم موجة كبيرة من جرائم الاختطاف، والتي تسجل النسبة الأكبر منها على خلفيات طائفية، فيما يطالب الخاطفون في عمليات أخرى بفديات مالية مقابل الإفراج عن بعض المختطفين، وفقا لشهادات حصل عليها "إرم نيوز" من أقرباء بعض المختطفين.

أخبار ذات علاقة

"قضية بوجهين".. الفصل التعسفي للموظفين "قنبلة موقوتة" في سوريا

ويوم الأربعاء، شهدت محافظة حمص، حادثة تسببت بصدمة بين السوريين، بعد العثور على جثة امرأتين إحداهما تعود للسيدة نغم عيسى (22 عاما)، من سكان حي عكرمة، التي اختطفت قبل يومين، عندما ذهبت لمراجعة الطبيب لمراقبة حملها، فانقطع الاتصال معها ليتلقى زوجها اتصالا من الخاطفين يطلبون فيه 500 مليون ليرة سورية (نحو 40 ألف دولار) كفدية للإفراج عنها، فيما رأى كثيرون أن طلب المبلغ الضخم من ذويها الفقراء هدفه التغطية على الدافع الحقيقي للقتل "أسباب طائفية".

وأول أمس أيضا، فُقد التواصل مع الشاب عدنان دياب خضور من قرية المختارية بريف حمص. حيث كان الشاب يتجه إلى سوق الهال لإحضار بضاعة.

وفي مدينة جرمانا بريف دمشق، تم الإعلان عن فقدان الاتصال يوم الأحد مع الشابة كاروليس عطا الله (19 عاما)، خلال توجهها لتقديم امتحان في كلية الآداب بجامعة دمشق. وتعود الشابة بجذورها لبلدة القريا في السويداء وتقطن مع أسرتها في مدينة جرمانا.

وفي اللاذقية، علم "إرم نيوز" من مصدر أهلي باختطاف عبدالله سلوم بغداد من قريته "دمسرخو" بعد أن لاحقته سيارة قطعت عليه الطريق وخرج منها ملثمون خطفوا الرجل الذي يمتلك محطة وقود في المدينة. ويقول أحد أقربائه إن الخاطفين طلبوا من أهل المختطف مبلغ مليار ليرة ( نحو 80 ألف دولار).

عشرات الاختطافات

قبل ذلك جرى الإبلاغ عن العشرات من جرائم الاختطاف، عاد عدد قليل منهم بجهود قوات الأمن العام، فيما وجد البعض الآخر مقتولا بعد أيام على الاختطاف، ولا يزال مصير العشرات مجهولا، وبينهم الدكتورة في جامعة حمص، رشا العلي، التي تعرضت لعملية اختطاف على يد مجموعة مسلحة قبل نحو شهر، أثناء توجهها من منزلها في "مساكن الادخار" إلى الجامعة وسط مدينة حمص. وانقطعت أخبارها منذ ذلك الوقت.

كما انقطعت أي معلومات عن الدكتور قصي الزير، الذي اختطف من عيادته في دمشق قبل شهر أيضا، وجرى اقتياده إلى جهة مجهولة، وهو طبيب أطفال كان يشغل مدير قسم الأطفال في مشفى المجتهد. 

وسجل المرصد السوري لحقوق الإنسان حتى 25 من الشهر الماضي، 14 حالة اختطاف في ظروف غامضة من قِبل مسلحين مجهولين في محافظة حمص، حيث تركزت عمليات الخطف، وفقا لمتابعات المرصد في أحياء داخل المدينة والطرق الواصلة بين حمص – دمشق وحمص – اللاذقية، وسط غياب أي معلومات عن الجهة الخاطفة أو مصير المختطفين.

وتطالب عائلات المختطفين الجهات المعنية بالتدخل العاجل لكشف مصير أبنائهم ووضع حد لهذه الجرائم المتكررة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، في ظل تصاعد حالة الفوضى والانفلات الأمني.

أخبار ذات علاقة

لأسباب انتقامية و"طائفية".. موجة عنف جديدة تجتاح سوريا

 

عمليات انتقامية

تسود مخاوف من عودة سوريا إلى "عهد مظلم" مع تزايد الاعتقالات والإعدامات وحوادث الخطف اليومية، في ظل الوضع الأمني المتدهور، وفق تقارير نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي تقريره له، ذكر المرصد أن 61 شخصا لقوا حتفهم في سوريا في الأول من فبراير فقط، من بينهم عسكريون سقطوا في معارك مستمرة في شمال البلاد.

لكن ما أثار القلق بشكل خاص هو توثيق المرصد لإعدام 10 أشخاص "لأسباب طائفية" في ريف حماة. وأشار المرصد إلى أن مجموعة تطلق على نفسها اسم "أنصار السنة" هي من تقف وراء هذه الإعدامات.

ووثق المرصد مقتل 327 شخصا منذ 28 ديسمبر الماضي على يد إدارة العمليات العسكرية، 10 أشخاص منهم قتلوا تحت التعذيب.

أخبار ذات علاقة

خبراء: التشاركية هي "العنوان الأبرز" في طريق سوريا نحو المستقبل

 

"عدوى" الاختطاف

يشبه مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، ما يحصل من اختطاف بـ"العدوى"، مشيرا إلى وجود حالة من الفلتان الأمني، وقال إن "الإدارة الجديدة في دمشق تصف ما يحصل بحالات فردية"، ولكن هذا لا ينفي وجود اعتقالات تعسفية تشرف عليها الإدارة ذاتها.

وقال عبد الرحمن إن السوريين يعيشون في ظروف تشبه تلك الأيام في عهد بشار الأسد، إذ تتكرر الجرائم بصورة أخرى، تحت ذريعة "تصرفات وأخطاء فردية" كما تصفها الإدارة السورية الجديدة.

وزاد أن فصائل مسلحة في عدة مدن، تقوم بعمليات تصفية، لعشرات الأشخاص لاعتبارات عديدة، أبرزها استهداف العسكريين السابقين، أو من يتهمونه بدعم النظام السابق، أو حتى لانتمائهم لطائفة معينة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات