إعلام حوثي: الطيران الأمريكي يستهدف بغارتين شمال محافظة عمران

logo
العالم العربي

طالت البنى التحتية.. هل تربك الهجمات الإسرائيلية خيارات اليمن؟

طالت البنى التحتية.. هل تربك الهجمات الإسرائيلية خيارات اليمن؟
أعمدة الدخان تتصاعد من موقع قصف في صنعاءالمصدر: رويترز
19 ديسمبر 2024، 2:50 م

وسط جولات التشاور التي يجريها مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، مع المجتمع الإقليمي والدولي، لاستكشاف خيارات المرحلة المقبلة، تأتي الهجمات الإسرائيلية على مناطق نفوذ ميليشيا الحوثي، شمال وغربي البلاد، لتربك التحركات الأخيرة نحو حسم الصراع اليمني.

وفجر اليوم الخميس، شنت إسرائيل ضربات جوية عنيفة على مناطق ميليشيا الحوثي، استهدفت محطتي كهرباء وخزانات وقود التشغيل في صنعاء، وهجمات أخرى متزامنة على محافظة الحديدة المطلة على سواحل البحر الأحمر، تركزت على ميناء الحديدة الرئيس، وميناءي "الصليف" و"رأس عيسى" النفطيين.

أخبار ذات علاقة

إسرائيل تكشف تفاصيل عمليتها الأخيرة في اليمن

 

خدمة للحوثيين

وفي هذا الصدد، يرى رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد" اليمنية، فتحي بن لزرق، أن الضربات العسكرية الإسرائيلية، لا تحقق أهدافها بالمطلق، "كونها تستهدف مقدرات الشعب اليمني والبنى التحتية، ولن تكون إلا في صالح ميليشيا الحوثي".

وقال بن لزرق، لـ"إرم نيوز"، إن ميليشيا الحوثي تستفيد من هذه الضربات التي لا تستهدفها بشكل دقيق على مستوى القيادات أو القدرات العسكرية، إذ توظفها في تعزيز سرديتها، ومزاعم القتال ضد إسرائيل، وبالتالي رفع أسهم الميليشيا الشعبية، وحشد المزيد من المقاتلين استعدادًا لمواجهة أي عملية عسكرية محلية مضادة.

وأشار إلى أن الجهود الدبلوماسية والحراك السياسي المتصاعد في معسكر السلطة الشرعية المعترف بها دوليًا، يسير نحو خيارين متوازيين على الصعيدين السياسي والعسكري؛ "إذ تبدو هناك رغبة إقليمية في رؤية حل سياسي عبر خريطة الطريق، في حين أن لدى المجتمع الدولي توجه لتوجيه ضربة عسكرية للحوثيين"، في ظل تعاظم تهديدات الميليشيا على مستوى المنطقة.

وأضاف أن الحوثيين يطمحون حاليًا إلى استئناف العملية السياسية، على أمل إنعاش فرصهم في تجاوز الفترة الحرجة التي يمرون بها، وسط التحولات الإقليمية الماثلة.

ولا يبدو بن لزرق متفائلًا تجاه أي عملية سياسية مع الحوثيين، وقال إن "هذه الجماعة لن تقبل بأي مشاركة سياسية مع الأطراف الأخرى، وستلجأ بعد مرور العاصفة إلى إفشال أي عملية سياسية، ولن تنفذ أي التزامات متعلقة بها".

وفي وقت أعلنت فيه ميليشيا الحوثي "استعدادها الفوري للتوقيع على خريطة الطريق، باعتبارها المدخل لبدء عملية التسوية السياسية"، إلا أنها لا تزال متصلبة بشأن فصل أحداث البحر الأحمر والهجمات العسكرية على السفن التجارية، عن الملف اليمني ومسار أزمته السياسية، وهو ما ترفضه الحكومة الشرعية.

ويوم الثلاثاء الماضي، قال وزير الخارجية في حكومة الحوثيين، غير المعترف بها دوليًا، إن "أي حديث عن تجميد خريطة الطريق في الوقت الحالي، يأتي في إطار الاستجابة للضغوط الأمريكية على صنعاء، لوقف عملية الدعم والإسناد لقطاع غزة، وأن أي ضغط بهذا الاتجاه سيأتي بنتائج عكسية"، على حد قوله.

 

تصعيد وتهديد

وعلى مدى الأيام الأخيرة، كثّفت ميليشيا الحوثي من عملياتها العسكرية الفردية والهجمات المشتركة مع الميليشيات العراقية، بواسطة الطائرات المسيرة أو الصواريخ، ضد الأهداف الإسرائيلية.

ويتزامن التصعيد الحوثي ضد إسرائيل، مع حالة القلق والاستنفار التي تعيشها الميليشيا في ظل استمرار تهاوي "الأذرع الإيرانية" في المنطقة، والمشاورات الإقليمية والدولية المكثّفة التي يجريها مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، للتباحث بشأن تعقيدات الملف المحلي، وتحديد خيارات التعامل مع الحوثيين خلال الفترة المقبلة، وسط دعم غير مسبوق من المجتمع الدولي.

ويعتقد المحلل السياسي، الدكتور ياسر اليافعي، أن عودة الحديث عن استئناف مفاوضات السلام، فتح شهية الحوثيين على تحقيق مزيد من المكاسب السياسية على حساب الأطراف الأخرى.

وقال اليافعي، لـ"إرم نيوز"، إن تصعيد عمليات الحوثيين العسكرية من خلال هجمات تصل إلى قلب إسرائيل، عبارة عن محاولة لإرسال رسائل تهديد إلى دول الجوار والإقليم، عن مدى قدرة الميليشيا على استهداف مصالح إسرائيل الاقتصادية، عند أي منعطف يقود إلى عملية عسكرية محتملة، يدعمها المجتمع الدولي ضد الميليشيا.

وأكد أن السلام مع الحوثيين يبدو مستبعدًا في هذه المرحلة، وفقًا لمعطيات الواقع، خاصة مع تراجع أدوات إيران ودورها المحوري في المنطقة.

وأشار اليافعي إلى أن الحل يكمن في تحرك عسكري يضعف الحوثيين، ويدفعهم إلى قبول عملية سلام شاملة، تضع السلاح تحت سيطرة الدولة، وتحولهم من ميليشيا إلى حزب سياسي، يعمل ضمن الإطار الوطني، بعيدًا عن الوصاية الإيرانية، "وهذا ما تصبو إليه الشرعية اليمنية، عقب سقوط نظام بشار الأسد والضربات الموجعة التي تلقاها حزب الله".

أخبار ذات علاقة

بعد سقوط الأسد.. ميليشيا الحوثي تتأهب لـ"السيناريو المشابه"

 

انسجام مع الشرعية

ومن جهته، قال مدير مكتب مركز "south24" للأخبار والدراسات في عدن، يعقوب السفياني، إن الغارات الإسرائيلية ركزت في استهدافها على مصالح الحوثيين الاقتصادية ومنشآتهم الحيوية، المرتبطة بقطاع واسع من السكان، دون أن تشمل بشكل كبير المواقع العسكرية.

وبين السفياني، لـ"إرم نيوز"، أن ضرب هذه الأهداف، يأتي منسجمًا مع استراتيجية الحكومة الشرعية، التي تركز حاليًا على الضغط على الحوثيين في الجانب الاقتصادي، الذي يعد نقطة ضعفهم، في ظل المشكلات الكبيرة لدى السكان في شمال اليمن، على العكس من وضعهم في الجانب العسكري المحصّن والأكثر استعدادًا وحذرًا.

وقال إن الضربات الأمريكية البريطانية على مدى عام، لم تؤثر كثيرًا على الحوثيين، على الأقل في مستوى هجماتهم البحرية؛ إذ لم يكن هناك انخفاض في وتيرتها بشكل حاسم.

وأشار السفياني إلى أن الغارات الإسرائيلية، تأتي في إطار الفعل ورد الفعل، بالتزامن مع وقت يتزايد فيه الحديث عن نوايا البدء بعملية تدمير لقدرات الحوثيين، "إلا أن هذه العملية وملامحها وأشكالها وأبعادها لا تزال غير واضحة حتى الآن".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات