نيويورك تايمز: أوكرانيا جهزت خطة سلام تفسح المجال لـ"تسويات محتملة" بشأن قضايا خلافية
رغم وضعه على رأس قائمة الاغتيالات الإسرائيلية، ظهر الأمين العام لحركة النجباء العراقية، أكرم الكعبي، الاثنين، بشكل علني خلال حفل تأبين الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في مدينة النجف جنوب العاصمة العراقية.
وترتبط حركة النجباء، وزعيمها أكرم الكعبي، بعلاقات وثيقة مع إيران والفصائل المسلحة الأخرى الموالية لها.
ويرى محللون سياسيون أن الكعبي أراد بظهوره العلني توجيه رسالة تحد لإسرائيل من جهة، ومن جهة أخرى محاولة رفع معنويات المقاتلين المنضوين تحت إمرته، فيما اختار النجف للظهور لما تحمله من رمزية لدى الطائفة الشيعية.
ويقول المحلل السياسي، هارون محمد، لـ "إرم نيوز"، إن ظهور الكعبي علنًا في النجف "يعد حدثًا مهمًّا ومثيرًا للانتباه لعدة أسباب تتعلق بالسياقات السياسية والأمنية والدينية في العراق والمنطقة بشكل عام".
وأضاف أن "مدينة النجف تعد من أهم المراكز الدينية الشيعية، وتضم مرجعية دينية ذات تأثير كبير وواسع على الجمهور العراقي بشكل خاص وأتباع المذهب بشكل عام، وقد أراد بذلك الإشارة إلى رسالة رمزية تتعلق بمحاولة تعزيز شرعيته السياسية والدينية، وتأكيد ارتباطه بالبيئة التقليدية التي ينتمي إليها".
ورأى أن ظهوره في النجف قد يشير إلى رغبته في تعزيز العلاقات مع الفصائل المسلحة ومع إيران، خاصةً في ما يتعلق بمستقبل نفوذ هذه الفصائل في ظل الضغوط الدولية.
وتعد حركة "النجباء" ثاني أكبر فصيل مسلح ينضوي تحت لواء ما يسمى "المقاومة الإسلامية في العراق" وقد أعلنت مرارًا أنها لن تتوقف عن استهداف القوات المتعددة في العراق أو سوريا وأهداف إسرائيلية لحين "وقف العمليات على غزة وانسحاب الاحتلال الأمريكي من العراق".
وتشير جل التقارير الدولية والمحلية إلى أن الكعبي هو أكبر المطلوبين لإسرائيل والقوات الأمريكية، ومن المتوقع أن يكون في رأس بنك أهداف إسرائيل في حال قررت استهداف الفصائل المسلحة العراقية.
وألقى الكعبي، في حفل التأبين، كلمة امتدت 25 دقيقة، وهو يرتدي عمامة "محنكة"، بحسب التوصيف العراقي.
ويقول، الشيخ خالد المفرجي، لـ "إرم نيوز"، إن "ارتداء الكعبي العمامة، وإسدال جزء منها للفه حول الرقبة فيه دلالات عديدة، أهمها أن ارتداءها بهذا الشكل يكون في المعارك والحروب".
وجدد الكعبي في كلمته التأكيد على أن حركته "لن تتوقف عن استهداف إسرائيل وقوات الاحتلال الأمريكي حتى انتهاء الحرب على غزة ولبنان وانسحاب القوات الأمريكية والأجنبية بشكل كلي من البلاد"، وفق تعبيره.
وأضاف أن "أي استهداف سيواجه برد يناسبه، ونؤكد أن المقاومة الإسلامية في العراق بفصائلها الأخرى مستمرة بقرارها حتى تحقيق مطالبها".
وكانت مصادر متطابقة قد أكدت، في وقت سابق، مغادرة غالبية قيادات الفصائل المسلحة من العراق نحو إيران، بعد عملية اغتيال نصر الله، ولكن يبدو أن ظهور الكعبي علنًا يأتي ضمن "استعراض القوة وتعزيز شعبيته داخل حركته والموالين للفصائل المسلحة"، بحسب المحلل السياسي، عمار الدليمي.
وقال الدليمي، لـ "إرم نيوز"، إن "ظهور الكعبي قد يثير أيضًا استياء بعض القوى السياسية أو الشعبية التي ترى في هذه الفصائل تهديدًا للاستقرار السياسي أو انتقاصًا من سيادة الدولة، خاصة مع إصرارها على استهداف إسرائيل وجر العراق إلى الحرب".
وأضاف أنه "نظرًا لارتباط حركة النجباء بالعمل العسكري والسياسي، فإن ظهور الكعبي قد يحمل دلالات أمنية، خاصة في ظل الحديث عن انسحاب القوات الأجنبية أو تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة، والحرب الأخيرة على لبنان".
وتابع قائلا: "قد يسعى الكعبي من خلال هذا الظهور إلى طمأنة أنصاره بشأن مستقبل دورهم في المشهد المحلي والدولي".
وبين أن "هناك دلالات إقليمية أيضًا في ظهوره العلني، إذ يرتبط بتطورات إقليمية أو رسائل موجهة إلى أطراف دولية وإقليمية بشأن موقفه من التطورات الجارية في المنطقة، خاصة في ما يتعلق بالصراع الإيراني-الإسرائيلي القائم، والتهديدات التي تلقتها إيران وأذرعها في المنطقة".