دعت صحيفة إسرائيلية إلى تشكيل إدارة خاصة لتوثيق ما أسمتها "مذبحة" السابع من أكتوبر، وتخليد هذا التاريخ على غرار المعمول به فيما يتعلق بإحياء ذكرى الهولوكوست.
وقالت صحيفة "ماكور ريشون" العبرية ليلة الخميس، إن إسرائيل في حاجة للعمل على تنفيذ خطوات من شأنها أن تحُول دون إنكار مذبحة "سِيمحَت تُوراه".
والمصطلح "سِيمحَت تُوراه" والذي يعني "بهجة التوراة"، هو اليوم الذي تُختم فيه الدورة السنوية لقراءة أسفار التوراة، لتبدأ قراءة الأسفار من جديد، وتزامن هذا الاحتفال مع "طوفان الأقصى".
وذكرت الصحيفة أنه يتعين أن تتشكل إدارة أو كيان يكون المسؤول عن توثيق الحدث لصالح الأجيال القادمة، "لأنه بعد 20 عامًا يمكن أن نرى من ينكرون مذبحة سيمحت تُوراه"، على حد قولها.
ورأت أنه "بينما يدير الجيش الإسرائيلي الحرب، وتعمل منظمات المجتمع المدني على إعادة تأهيل مستوطنات الغلاف، ثمة حاجة إلى إدارة تتولى جمع كنز الذاكرة القومية".
وخلصت إلى أنه يتعين تأسيس إدارة لـ "تشكيل الذاكرة" تحسبًا للمستقبل، ووصفت مهمة تلك الإدارة بأنها ستكون "كبيرة ومعقدة".
وأضافت أن من بين المهمات التي يتعين أن تأخذها على عاتقها "اتخاذ قرار بشأن أي المشاهد في غلاف غزة يمكن أن تُحفظ ماديًا (ربما تحسبًا لنقلها إلى متحف مخصص)، وتشكيل فريق توثيق روايات المستوطنين، وجمع كل المعطيات التي عُثر عليها ميدانيا للتأكد أنها قابلة للحفظ".
كما سيكون على تلك الإدارة، وفق الصحيفة، "تحديد كيفية ترسيخ ذاكرة هذا الحدث داخل مجتمع المستوطنات في غلاف غزة، وجمع الروايات والذكريات من مناطق مختلفة مثل سديروت وأوفكيم، وغير ذلك دون الاكتفاء بالمستوطنات المحيطة بغزة".
ودعت الصحيفة للتوجه إلى الدوائر ذات الصلة بالملف، ممن تمتلك سلطة اتخاذ القرار، ومن ثم حثها على دراسة مدى رجاحة فكرة إرسال جميع طلاب الصفين الـ 11 والـ 12 (تتراوح أعمار طلاب هذه الصفوف بين 16 إلى 18 عامًا) من جميع أنحاء البلاد إلى الجنوب، لرؤية تلك المشاهد.
وطالبت بـ "تأهيل المعلمين الذين سيرافقون طلاب التعليم الأساسي أيضًا ومعالجة المحتوى الذي سيُعرض لهم، لكي لا ينسى الجيل القادم"، على حد قولها.
ورأت أنه يتعين أيضًا "استغلال الحركات الشبابية لنقل الأحداث والقصص من خلال التعليم غير الرسمي، وحشد السلطات البلدية لمباشرة دور في ترسيخ الأحداث في أذهان السكان بما في ذلك من لم يشهدوا تلك الأحداث بأنفسهم".
وأشارت إلى أن مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي نظَّم أخيرًا زيارة إلى كفار عزا "كيبوتس يقع شمالي النقب ضمن المناطق المحسوبة على غلاف غزة، على بعد 5 كيلومترات شرقي القطاع"، لافتة إلى أن المشاهد هناك صادمة، كما تحولت سديروت إلى مدينة أشباح.
وأوضحت أنه حتى من دون مقارنة بالهولوكوست وإحياء ذكرى المحرقة، وهو حدث خُصِّصَت من أجله مؤسسة كبرى للعمل على مدار السنة "مؤسسة ياد فاشيم"، فإنه من الواجب الاستعداد بشكل استباقي لتخليد السابع من أكتوبر.
وتابعت أن "إنكار المحرقة أصبح جريمة جنائية يعاقب عليها القانون بالسجن أو الغرامة في إسرائيل وفي دول منها: فرنسا وألمانيا وإيطاليا ودول أخرى".
وذهبت إلى أن الاستعداد لتوثيق وتخليد ذكرى "سِيمحَت تُوراه" يأتي "قبل أن نجد أنفسنا أمام من يقولون إن الأهوال التي وقعت (في السابع من أكتوبر) لم تحدث بالأساس".
