لبنان.. "إنذار بريطاني" وسط مخاوف من التصعيد

يتسيد الترقب الموقف على الساحة اللبنانية، التي شهدت زيارة لافتة لوزيرين بريطانيين حملا ما وصفه مراقبون بـ"الإنذار"، وسط محاولات لتجنب التصعيد في المنطقة.

وتتوالى هذه التطورات بعد الغارة الإسرائيلية على حارة حريك، التي أدت إلى اغتيال رئيس أركان "حزب الله" فؤاد شكر، الذي نعاه الحزب يوم أمس ببيان رسمي.

وبين مشهدي تشييع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وتشييع شكر في بيروت، ترتسم علامات الاستفهام عمّا سيلي مراسم التشييع، في ظل الرد المؤكد من قبل "حزب الله" على غارة الضاحية.

 وبالتوازي مع هذه التطورات، تتواصل الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى الحد من تأثير غارة الضاحية والساعية إلى ضبط رد "حزب الله".

وفي هذا السياق جاءت زيارة وزير الخارجية البريطانية ديفيد لامي ووزير الدفاع جون هيلي إلى بيروت، حيث التقيا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

 إنذار بريطاني

عضو كتلة القوات اللبنانية النائب فادي كرم قال في تصريح خاص لـ"إرم نيوز": "دخلنا في المحظور الذي سبق أن نبّهنا منه منذ تشرين الأول الماضي، إذ أعلنا آنذاك أن هذه المعركة إقليمية كبيرة، وهي ليست معركة من أجل حقوق الفلسطينيين بقدر ما هي محاولة من أجل تقوية المفاوض الإيراني، وترتبط بكافة ملفات إيران الاقتصادية والحظر والملف النووي إلى ما هنالك من ملفات".

وحول الزيارة التي يقوم بها وزيرا الدفاع والخارجية البريطانيان إلى بيروت يرى النائب كرم أنها "تأتي في سياق توجيه الإنذار إلى محور الممانعة وتوجيه رسالة له مفادها أنه في حال دخولكم الحرب، فلن يعينكم أحد.

وأضاف: "يؤكد ذلك أنه في حال تم استهداف تل أبيب من قبل حزب الله، فهذا يعني الدخول في المواجهة المفتوحة وفقا للقراءة الطبيعية، حيث إن استهداف مجدل شمس أدى إلى هذه النتيجة، فماذا ننتظر في حال استهداف تل أبيب غير الحرب الشاملة؟".

وإذ يشير كرم إلى أن الجيش الأمريكي سيكون ضالعا في المعركة، فإنه يعتبر أن طبيعة هذا الدور الأمريكي سيتوقف على طبيعة المواجهة التي ستقع.

 ويرى نائب القوات اللبنانية أنه "حان الوقت كي تدخل إيران مباشرة في هذه الحرب، أما في حال نجاح الجهود الدبلوماسية في منع الرد على اغتيال هنية، فهذا يعني انتهاء مهمة أذرع إيران في المنطقة، وأما إذا حصل الرد، فنكون عندها دخلنا في المفهوم العسكري والمواجهة المفتوحة".

مخرج "win – win"

من جهته يشير النائب إلياس جرادي في تصريح خاص لـ"إرم نيوز" إلى أن مشهد الساحة اللبنانية أمام خيارين، فإما الذهاب نحو المواجهة أو أن يقوم مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار بوقف فوري لإطلاق النار يلزم بموجبه الأطراف جميعهم.

وقال "يكون هذا المخرج للجميع على قاعدة win - win فكل طرف حقق شيئا من مطالبه، وفي حال لم يتم بلورة هذه الصيغة، فهذا يعني أننا ذاهبون إلى سبع سنين عجاف".

وحول الصيغة أو المقترح الذي يحمله وزيرا دفاع وخارجية بريطانيا إلى لبنان، يلفت جرادي إلى أن قرار الحرب ليس إسرائيلياً فقط، بل هو في عمق الدولة الغربية، وما ينفذ يتم وفق إستراتيجية وإخراج أمريكيين، وبريطانيا هي جزء من الدور الأمريكي.

وأضاف "السؤال هو: هل يسعون إلى نوع من التوازن بعد غارة الضاحية واغتيال هنية في طهران كرد على الصفعة التي تلقتها إسرائيل في السابع من أكتوبر؟ وبالتالي يمكن الذهاب نحو المفاوضات، ما يعيد بعضا من الهيبة لإسرائيل بدعم من المنظومة الغربية".

ويقول جرادي: "إن كان هذا هو الثمن المطلوب من التصعيد لإعادة بعض الهيبة لإسرائيل فليكن، أما إذا كان التصعيد يندرج في سياق الإخضاع لشعوب المنطقة، فهذا يعني أننا ذاهبون إلى مواجهات وحروب كبيرة في المنطقة".

تصعيد موضعي

النائب غسان سكاف يرى في تصريح لـ"إرم نيوز" أن التصعيد سيكون موضعيا؛ وبالتالي فلا حرب شاملة إذ لا أحد من الفرقاء الدوليين مستعد للدخول فيها، لا سيما أميركا وإيران.

ويتوقع أن يكون هناك رد في وقت قريب، وأنه سيكون ردا معنويا أكثر منه عسكريا، بهدف رفع المعنويات عند حزب الله وإيران، "لأن الضربة التي حصلت من إسرائيل اعتبرت نوعا من الانتصار؛ لأنها استطاعت أن تغتال قياديين في حماس وحزب الله في عقر دارهما في الضاحية الجنوبية وفي طهران".

وحول مرحلة ما بعد الرد من "حزب الله" وإيران يربط سكاف الأمر بطبيعة الرد الذي سيُنَفَّذ، "ففي حال كان خارج قواعد الاشتباك عندها ستتفلت الأمور إلى درجة المواجهة القوية، لكن ليست مفتوحة، بل محدودة لأن هناك ضابط إيقاع أمريكيا وضابط إيقاع آخر هو إيران، وكلاهما ليسا في وارد الدخول في المواجهة المفتوحة".