خبراء: إصابة السفير الإيراني في بيروت "تفضح" دبلوماسية طهران

قال محللون سياسيون إن واقعة إصابة السفير الإيراني في تفجيرات أجهزة البيجر الأخيرة في لبنان، تفضح دور السفارات الإيرانية في الدول الأجنبية القائم على "التجسس ودعم الميليشيات وعمليات الاغتيال".

وثارت تساؤلات عن سبب حمل سفير دولة جهازا يتعلق بترتيب أمور تنظيم عسكري داخلي، ما يثبت المخالفة للقوانين والأعراف الدولية الدبلوماسية.

وأدت إصابة السفير الإيراني في بيروت، مجتبى أماني، في تفجيرات أجهزة "البيجر" الأخيرة إلى تسليط الضوء مجددًا على السياسات الإيرانية المتبعة في المنطقة.

ومع ذلك استبعد المحللون، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، تغيير سياسة طهران في المرحلة المقبلة، المتعلقة بالتدخل في شؤون الدول وإدارة ميليشيات عسكرية في المنطقة.

"حاكم عسكري"

المحلل السياسي طاهر نضال قال إن ما حدث للسفير الإيراني في بيروت يدل على أنه الموجّه الأساسي والرئيسي في كل العمليات التي تقوم بها ميليشيا حزب الله على الأراضي اللبنانية، ويتكرر النموذج نفسه في دول عربية أخرى.

وأوضح نضال أن السفير الإيراني الحالي لدى لبنان مثل من سبقوه، مهمته الأساسية إدارة الشؤون السياسية والأمنية والعسكرية للميليشيا، واصفا إياه بـ"الحاكم العسكري" على رقاب الشعب عبر تنظيم "حزب الله".

ولفت إلى أنه على الرغم من أن إصابته كشفت حقيقة أنه لا يقوم بعمل دبلوماسي، وأنه يدير شؤونا عسكرية، فإن ذلك لن يغير سياسة طهران في هذا الإطار، وأنها ستواصل التدخل في شؤون الدول، والاستخفاف بالأعراف الدولية.

وأكد نضال أن الدور نفسه لعبه السفير الإيراني لدى اليمن حسن إيرلو، الذي قتل منذ عامين في غارة على "الحوثيين"، وقيل حينئذ إنه توفي من جراء الإصابة بفيروس كورونا.

وأشار نضال إلى أن سفراء إيران في العالم عموما، هم من تنظيم "الحرس الثوري" وليسوا دبلوماسيين.

وتابع بالقول إن أساس منهجية النظام الإيراني التوسع وبسط هيمنته بمخالفة الأعراف والتدخل في شؤون الدول.

"أوكار تجسس"

وفي السياق نفسه، قال المحلل السياسي المختص في الشأن الإيراني صلاح أبو شريف، إن إصابة السفير الإيراني في بيروت تؤكد ما هو معروف بأن "حزب الله" تنظيم إيراني يعمل وفق سياسة ومصالح طهران ويُقَاد من "الحرس الثوري".

وأضاف أن التنسيق يتم عبر السفارة وما يسمى بـ"السفير"، مؤكدا أنه ليس كذلك في الواقع.

 وشدد أبو شريف على أن هذه الواقعة تفضح كون السفارات الإيرانية في الدول الأجنبية "ليست أكثر من أوكار للتجسس ودعم الميليشيات وتنظيم عمليات اغتيالات، ولا تقوم بالعمل الدبلوماسي البروتوكولي".

ومع ذلك أكد أن "فضيحة" هذا الحادث للسفير الإيراني في بيروت لن تغير أسلوب طهران في التدخل في شؤون الدول، في ظل سياسة "التوسع وابتلاع الدول والترويج للسياسات الطائفية ودعم الميليشيات".

وقال إن هذه السياسات لن تتغير، رغم تغير الوجوه والمسؤولين في إيران، مشيرا إلى أن الأوضاع الإقليمية والدولية، في ظل الضغوط الأخيرة من قبل إسرائيل وحلفائها، تدفع إيران إلى توخي الحذر هي وميليشياتها في المدة القادمة "حتى لا تصاب من الداخل".