18 قتيلا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة

logo
العالم العربي

من 3 أشهر إلى 4 سنوات.. لماذا أطال الشرع أمد المرحلة الانتقالية؟

من 3 أشهر إلى 4 سنوات.. لماذا أطال الشرع أمد المرحلة الانتقالية؟
الجولاني بربطة عنق
30 ديسمبر 2024، 6:39 ص

رأى خبراء سوريون وباحثون أن تمديد المرحلة الانتقالية في سوريا من 3 أشهر إلى 4 سنوات يعكس توجهات قائد إدارة العمليات العسكرية، أحمد الشرع، المكنى بـ"أبو محمد الجولاني"، نحو تعزيز نفوذه السياسي والإداري في البلاد.

وأشاروا في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن قرارات الشرع منذ وصوله إلى  دمشق بعد هروب الأسد تُظهر تصوره الخاص لإدارة المرحلة الانتقالية، بما في ذلك تشكيل حكومة تسيير الأعمال وتكليف حكومة "البشير"، بالإضافة إلى إعادة هيكلة الجيش وتعيين مسؤولين تنفيذيين ومحافظين دون إجراء مشاورات موسعة مع التيارات السياسية المختلفة.

ويرى الخبراء أن هذه الخطوات تؤكد مساعي الشرع لإرساء نموذج حكم قائم على رؤية مركزية، وهو ما برز بشكل واضح من خلال تمديد الفترة الانتقالية إلى 4 سنوات، بدلًا من الالتزام بالمدة الأولية المعلنة التي كانت 3 أشهر.

أخبار ذات علاقة

الشرع يلتقي وفداً بحرينياً رفيع المستوى في دمشق (فيديو وصور)

وصرّح قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا، أحمد الشرع، مؤخرًا، أن إجراء انتخابات قد يستغرق فترة تصل إلى أربع سنوات، مشيرًا إلى أن عملية كتابة الدستور قد تستغرق نحو 3 سنوات، وأضاف أن المحاصصة في هذه الفترة "ستدمر" على حد قوله، الفترة الانتقالية.

في حين كان أعلن بعد وصوله دمشق وسقوط نظام بشار الأسد، أن مدة المرحلة الانتقالية ستكون 3 أشهر، وستنتهي في فبراير/شباط المقبل.

وتذرع "الشرع" بإطالة مدة المرحلة الانتقالية إلى 4 سنوات، بضرورة إجراء إحصاء سكاني شامل، لضمان "انتخابات سليمة"، فضلًا عن عملية كتابة الدستور التي قد تستغرق نحو 3 سنوات، معتبرًا المرحلة الحالية "تمهيدية" لحكومة مؤقتة بمدة أطول.

 

ويقول عضو المكتب السياسي لحزب اليسار الديمقراطي السوري، زكي الدروبي، أن "الشرع" يقدم أقوالًا "وردية" بينما تدلّ أفعاله منذ لحظة دخوله دمشق وهروب الأسد، على تمسكه بتنفيذ مخطط الانفراد بالسلطة، حيث قرر بمفرده تشكيل حكومة "تصريف أعمال" دون مشاورة أحد، وبعدها كلف المقرب منه محمد البشير، ليتولى رئاسة الحكومة دون العودة إلى أي تيار سياسي، وعندما وُجهت له انتقادات على إثر ذلك، برر أنها "مرحلة انتقالية مدتها 3 أشهر".

وذكر "الدروبي" في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "الجولاني" عمل بمفرده أيضًا، على تكليف مسؤولين تنفيذيين ومحافظين، بقرار منه دون مشاركة أي مكون، ثم وضع خطة إعادة هيكلة الجيش من خلال فصائله، وجاء بشخص "جهادي" مصنف كـ"إرهابي" على قوائم الأمم المتحدة وسلمه رئاسة جهاز المخابرات، واستكمل المناصب بكوادره التي يثق فيها في كافة المواقع. 

 

واستكمل "الدروبي" أن هناك مؤشرات متصاعدة تظهر رغبة الجولاني في الانفراد بالسلطة، مع محاولة الالتفاف حول مطالب الناس فيما يتعلق بعقد مؤتمر وطني يحقق طموحاته ومصالحه هو ومن معه، وهو تمهيد للطريقة ذاتها التي كان يعمل بها نظام "الأسد".

وبيّن "الدروبي" أن هناك سياسيين مستمرين في منع أيّ محاولات للانفراد بالسلطة، وذلك بغض النظر عن شخص الحاكم، لأنه لا يجب "النظر لأخلاق الحاكم، بل للقوانين التي تحكم أداءه"، مشددًا على استمرار المواجهة والحديث بصوت عال والمتابعة لكافة التصرفات لحظة بلحظة، حتى لا يؤول مصير البلاد إلى "نفق مظلم".

وشدد على ضرورة أن تقوم القوى الوطنية المدنية بترتيب نفسها والتواجد على الأرض بشكل حقيقي والتواصل مع الشارع والاستمرار بالمراقبة والمتابعة، لأن عدم القيام بذلك، سيأتي بحاكم فاسد.

فيما يؤكد الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الأصولية والمتشددة، مصطفى أمين، أن تغيير حديث "الجولاني" حول مدة استغراق المرحلة الانتقالية وإعداد الدستور وصولًا إلى إجراء انتخابات، من 3 أشهر إلى 4 سنوات، ليس غريبًا عليه وهو متوقع، وستصدر منه تصريحات أخرى في الفترة القادمة ستكون مشابهة، وسيناقض بها تصريحات أخرى له، نظرًا لكونه "براغماتيًّا"، وهذا ما وصفته به مسؤولة أمريكية، التقت به مؤخرًا في دمشق، بشكل علني.

وأوضح "أمين" في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن المماطلة وتغيّر معاني الالتزام، ليس غريبًا عن "الجولاني". ولا سيما أن الجماعات الأصولية التي تتبنى الفكر السلفي الجهادي، وكذلك "الإخوان"، لا يرون خطأ أو تجاوزًا، في أسلوب المخادعة أو المماطلة.

وأشار "أمين" إلى أن تحول مدة المرحلة الانتقالية من 3 أشهر إلى 4 سنوات، يؤكد أن "الجولاني" لديه نية حقيقية في الاستئثار بالسلطة والاستحواذ على مؤسسات الدولة السورية وإقصاء كافة المكونات والطوائف عن المشهد السياسي.

ولفت إلى أن فترة الـ4 سنوات، هدفها تثبيت أقدام هيئة "تحرير الشام" وداعميها من جماعة الإخوان، في مفاصل الدولة و"أخونتها"، كما حدث في عدة بلدان، حتى يتمكن من السيطرة على الدولة، ليستطيع "تفصيل" دستور يناسبه و"على مقاسه"، ومن ثم الانفراد بالسلطة.

أخبار ذات علاقة

"رغم الجراح".. الشرع: قمنا بواجبنا تجاه المقرات الإيرانية

 

وأضاف أن هذا العمل من طبيعة شخصية أحمد الشرع "المتلونة" على حد وصفه، والذي يعمل بـ"التقية السياسية"، إذ إن ما يقوله في الغرف المغلقة أمر وما يتحدث عنه في العلن أمر آخر، وطبيعة انتقاله من تنظيم "داعش" وخروجه عن "القاعدة" بعد أن كان عضوًا نشطًا فيها، ثم الحديث بلغة وطريقة معتدلة و"الظهور بمظهر معتدل" كما بالشكل الحالي، يؤكد امتلاكه براغماتية واضحة في إدارة الأمور، بينما على أرض الواقع، نراه هو وجماعته، يذهبون نحو السيطرة على مفاصل البلاد.

وحذر "أمين" من نهج "الجولاني" في الفترة المقبلة، والتي ستحمل عنوان "مطاردة الفلول" ولكن في الحقيقة، لن يكون ذلك الهدف بقدر العمل على تصفية من يعارضه من فصائل كانت متعاونة معه أو مكونات سياسية مدنية، كانت تواجه نظام "الأسد" أكثر منه هو وجماعته، إذ سيُلحق بهؤلاء مسمى "الفلول" أو "أعداء الوطن"، ليخلو له الأمر بتصفيتهم والتخلص منهم واستكمال عملية الاستحواذ على السلطة.

 

 

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات