إعلام عبري: إطلاق نار وقذائف من زوارق إسرائيلية على ساحل بحر مدينة رفح جنوبي قطاع غزة
بدأت مصر حراكًا جديدًا بملف الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس للتوصل لصفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في غزة، إثر الحرب الدائرة بين الجانبين منذ أكثر من عام، وسط تساؤلات حول إمكانية نجاح الحراك الجديد.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن مصر قدمت مقترحًا جديدًا لطرفي القتال في قطاع غزة، يشمل الانسحاب التدريجي للجيش الإسرائيلي من القطاع على مراحل.
وسترسل القاهرة وفدًا أمنيًا لتل أبيب في الأيام المقبلة لدفع جهود استئناف المفاوضات.
ووفق التقارير، فإن "المقترح يبحث تشكيل لجنة برئاسة الولايات المتحدة ومشاركة أوروبية وعربية للإشراف على وقف إطلاق النار"، في حين من المقرر أن يصل وفد من حماس للقاهرة لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين.
وقبل أيام، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه "مستعد لوقف إطلاق نار في قطاع غزة وليس إنهاء الحرب"، مشددًا على أن شروط صفقة التبادل تغيرت لصالح إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار وفصل الجبهات بين غزة ولبنان.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، سعيد زيداني، إنه "وعقب نجاح إسرائيل في فصل الجبهات فإن الظروف مهيأة لوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة"، لافتًا إلى أن طرفي القتال بالقطاع مستعدان للقبول بما كانا يرفضانه سابقًا.
وأوضح زيداني، لـ"إرم نيوز"، أن "عاملين رئيسيين جعلا من الممكن التوصل لاتفاق تهدئة بين حماس وإسرائيل، أولهما نجاح الأخيرة في الفصل بين جبهتي غزة ولبنان والتوصل لاتفاق منفصل مع ميليشيا حزب الله".
وأضاف: "العامل الثاني يتمثل في اقتراب تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، الذي تحتاج تل أبيب وواشنطن لهدوء مؤقت في قطاع غزة من أجل إعداد رؤية واضحة لليوم التالي من الحرب، وتمرير أي مخطط متفق عليه".
وتابع "نتنياهو نجح في تطويع حلفائه اليمينيين بضرورة التوصل لاتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار، خاصة أن الاستهدافات الإسرائيلية للبنان في الأيام الأخيرة، التي جاءت على الرغم من دخول التهدئة حيز التنفيذ أقنعتهم بأنه مستعد لاستئناف القتال في أي لحظة".
وأشار إلى أن "الجهود المصرية الجديدة تأتي بالتنسيق مع مختلف الوسطاء، وأنه من المرجح أن يكتب لها النجاح، خاصة أن الضغط على حماس سيكون من عدة أطراف بما فيهم تركيا، علاوة على أن إيران حُيدت عن قرار التهدئة بغزة"، وفق تقديره.
اتفاق مؤقت
ويرى أستاذ العلوم السياسية، كمال الأسطل، أن "الجهود المصرية الجديدة ستكون مبنية على أساس اتفاق مرحلي على غرار ما حدث بين لبنان وإسرائيل"، مبينًا أن قبول حزب الله بذلك سيكون دافعًا لقبول حماس بذات الأمر.
وقال الأسطل، لـ"إرم نيوز"، إن "تلك الجهود تحتاج لوقت من أجل التوصل من خلالها لاتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار، إلا أنها قد تكون بالتزامن مع اقتراب تنصيب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، ما يمكنه من الترويج لذلك على اعتبار أنه أول مكاسبه السياسية".
وأضاف "ترامب بحاجة لصفقة تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل للمضي قدمًا في مخططاته الإقليمية والدولية، وللحصول على ثقة حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، ما يعزز إمكانية تمرير صفقة القرن، والمضي قدمًا باتفاقيات السلام".
ولفت إلى أن "سياسة ترامب المتعلقة بدمج إسرائيل في المنطقة تدفعه للضغط على نتنياهو للقبول باتفاق التهدئة مع حماس، وتقديم تنازلات جزئية، ما يتيح الاستمرار في السياسة السابقة المتعبة من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة".
وختم "هذه الجهود مؤشر على انطلاق تحرك جدي وحقيقي من قبل الوسطاء والولايات المتحدة من أجل وقف القتال في غزة، وهو الأمر الذي سيتوج بصفقة تبادل أسرى يبدأ بها ترامب فترته الرئاسية"، حسب تقديره.